في رحاب الإمام الكاظم ع

في رحاب الإمام الكاظم ع .الدكتور مروان خليفات

روى الخطيب البغدادي في تاريخه ج1 ص 133 عن إمام الحنابلة الحسن بن إبراهيم أبا علي الخلال قال : (ما همني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسلت به، إلا سهّل الله تعالى لي ما أحب!).

قال ابن حبان في (المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين ) ج 2 – ص 106 – 107 : ( علي بن موسى الرضا … وقبره بسناباذ خارج النوقان مشهور يزار بجنب قبر الرشيد قد زرته مرارا كثيرة وما حلت بي شدة في وقت مقامي بطوس فزرت قبر علي بن موسى الرضا صلوات الله على جده وعليه ودعوت الله إزالتها عنى إلا أستجيب لي وزالت عنى تلك الشدة وهذا شئ جربته مرارا فوجدته كذلك أماتنا الله على محبة المصطفى وأهل بيته صلى الله عليه وعليهم أجمعين )

إنها لقلقة لا أكثر، فقد جعله في كتابه ( المجروحين ) وطعن بمروياته، التي وصفها بالعجائب عن آبائه !
قال الذهبي : (وما علمت للرضا شيئا يصح عنه !!)
لسان الميزان ، في ترجمة احمد بن علي بن صدقة ، ج 1 – ص 222

ــــ قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ، ج 13 – ص 29 : ( أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي ، حدثني جدي قال : كان موسى بن جعفر يدعي العبد الصالح من عبادته واجتهاده . روى أصحابنا أنه دخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فسجد سجدة في أول الليل ، وسمع وهو يقول في سجوده : عظيم الذنب عندي فليحسن العفو عندك . يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة . فجعل يرددها حتى أصبح ، وكان سخيا كريما ، وكان يبلغه عن الرجل أنه يؤذيه فيبعث إليه بصرة فيها ألف دينار ، وكان يصر الصرر ثلاثمائة دينار ، وأربعمائة دينار ، ومائتي دينار ، ثم يقسمها بالمدينة . وكان مثل صرر موسى بن جعفر إذا جاءت الإنسان الصرة فقد استغنى)

ــــ قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ، ج 13 – ص 30 : ( قال جدي يحيى بن الحسن : وذكر لي غير واحد من أصحابنا أن رجلا من ولد عمر بن الخطاب كان بالمدينة يؤذيه ويشتم عليا ، قال : وكان قد قال له بعض حاشيته دعنا نقتله ، فنهاهم عن ذلك أشد النهي ، وزجرهم أشد الزجر ، وسأل عن العمري فكر له أنه يزدرع بناحية من نواحي المدينة ، فركب إليه في مزرعته فوجده فيها ، فدخل المزرعة بحماره فصاح به العمري لا تطأ زرعنا ، فوطئه بالحمار حتى وصل إليه فنزل فجلس عنده وضاحكه ، وقال له كم غرمت في زرعك هذا ؟ قال له مائة دينار ، قال : فكم ترجو أن يصيب ؟ قال : أنا لا أعلم الغيب . قال : إنما قلت لك كم ترجو أن يجيئك فيه ؟ قال : أرجو أن يجيئني مائتا دينار ، قال : فأعطاه ثلاثمائة دينار وقال : هذا زرعك على حاله . قال : فقام العمري فقبل رأسه وانصرف . قال : فراح إلى المسجد فوجد العمري جالسا ، فلما نظر إليه قال : الله أعلم حيث يجعل رسالته . قال : فوثب أصحابه فقالوا له ما قصتك ؟ قد كنت تقول خلاف هذا قال : فخاصمهم وشاتمهم ، قال : وجعل يدعو لأبي الحسن موسى كلما دخل وخرج . قال : فقال أبو الحسن موسى لحاشيته الذين أرادوا قتل العمري : أيما كان خيرا ، ما أردتم ، أو ما أردت أن أصلح أمره بهذا المقدار ؟)

فائدة : قول العمري : (الله أعلم حيث يجعل رسالته ) قد تدل على حسن اعتقاد هذا الرجل وايمانه بإمامة الكاظم ع .

ـــــ قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ، ج 13 – ص 32 : ( حدثني الحسن بن محمد الخلال ، حدثنا أحمد بن محمد بن عمران ، حدثنا محمد بن يحيى الصولي ، حدثنا عون بن محمد قال : سمعت إسحاق الموصلي – غير مرة – يقول : حدثني الفضل بن الربيع عن أبيه أنه لما حبس المهدي موسى بن جعفر رأى المهدي في النوم علي بن أبي طالب وهو يقول يا محمد : ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ) [ محمد 22 ] قال الربيع : فأرسل لي ليلا فراعني ذلك ، فجئته فإذا هو يقرأ هذه الآية – وكان أحسن الناس صوتا – وقال علي بموسى بن جعفر . فجئته به فعانقه وأجلسه إلى جانبه ، وقال أبا أبا الحسن إني رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في النوم يقرأ علي كذا ، فتؤمنني أن تخرج علي أو على أحد من ولدي ؟ فقال : آلله لا فعلت ذاك . ولا هو من شأني . قال : صدقت ، يا ربيع أعطه ثلاثة آلاف دينار ورده إلى أهله إلى المدينة . قال الربيع فأحكمت أمره ليلا ، فما أصبح إلا وهو في الطريق خوف العوائق)

فوائد :

ـــ في القصة دلالة على اطلاع أئمة أهل البيت ع على ما يجري في هذا العالم وتأثيرهم عليه.

ــــ إن قول الإمام الكاظم ع : ( آلله لا فعلت ذاك . ولا هو من شأني ) في جوابه قول المهدي العباسي : ( فتؤمنني أن تخرج علي أو على أحد من ولدي ؟ )

فيه دليل على أن الثورة آنذاك وفي تلك الظروف ليست من شانه عليه السلام .

ــــ قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ج 13 – ص 33 : ( أخبرنا الجوهري ، حدثنا محمد بن عمران المرزباني ، حدثنا عبد الواحد بن محمد الخصيبي ، حدثني محمد بن إسماعيل قال : بعث موسى بن جعفر إلى الرشيد من الحبس رسالة كانت : إنه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء ، حتى نقضي جميعا إلى يوم ليس له انقضاء ، يخسر فيه المبطلون )

ـــــ صنف عزيز الله العطاردي مسند الإمام الكاظم، في ثلاثة أجزاء كبيرة من طرق الإمامية في حين لم يرو عنه الجمهور سوى أحاديث قليلة جدا تعد على الأصابع، قد لا تتجاوز خمسة أحاديث !

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here