زيارة البابا إلى العراق انتهت ولكن لم تغادر “أروقة الفاتيكان والإعلام!”
محمد وذّاح
على الرغم من أنتهاء زيارة بابا الفاتيكان فرنسيس الأول، التاريخية إلى العراق منذ يوم الاثنين الماضي (8 مارس/آذار الحالي) بعد أن أمضى عدة أيام تنقل خلالها في البلاد من اقصاه الى اقصاه، لازال صدى هذه الزيارة مستمر على المستوى المحلي والدولي وتمثل مادة دسمة لازالت حديث وسائل الإعلام الدولية.
وقد شرع البابا فرنسيس، زيارته الى العراق في (الخامس من مارس/آذار الحالي 2021) في رحلة كان عنوانها الأبرز (الحج إلى أرض العراق) استغرقت أربعة أيام، التقى خلالها البابا بمسؤولين وزعماء دينيين وعامة العراقيين من جميع الأديان، إلّا أن اللقاء الأبرز والأهم كان مع المرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني في منزله بمدينة النجف القديمة.
ومن بين الأحداث واللقاءات والقداس الذي أقامه بابا الفاتيكان على خراب مدينة الموصل التي اجتاحها تنظيم “داعش” في صيف عام 2014 ودمر فيها الحجر والبشر، ينصب حديث وسائل الإعلام على زيارة البابا الى العراق على الدعم المعنوي الكبير الذي تلقاه مسيحيو العراق ولقاء السلام بين الأديان متمثلاً بحبر الأمة بابا فرنسيس مع المرجع الاعلى السيّد على السيستاني.
“دعم معنوي للأقليات في العراق”
ويرى الباحث والمؤرخ إبراهيم المراشي- وهو أمريكي من أصل عراقي- في مقال باللغة الانكليزية، أن زيارة البابا إلى العراق قدمت دعماً معنوياً للمجتمع المسيحي المحاصر والمتضائل في العراق، معرباً عن أمله أن تشجع زيارة البابا، القيادة العراقية على بذل المزيد من الجهود لحماية الأقليات العديدة التي يعيش فيها البلد.
ونوه المراشي إلى أن السلطة العراقية يمكن لها فعل الكثير لضمان سلامة الأقليات، أهمها الاعتراف بأن محنتهم لها علاقة كبيرة بعدم الاستقرار المرتبط بعملية تشكيل الدولة في العراق التي استمرت لقرن والتدخل الأجنبي المستمر، بحسب وصفه.
“اللقاء بالمرجع المُتسامح”
والنقطة الأخرى والأهم التي ركز عليها الإعلام الدول والمحلي خلال زيارة البابا فرنسيس للعراق، اجتماعه مع آية الله العظمى السيّد علي حسين السيستاني، فكما عبر النائب أحمد الأسدي قُبيل اللقاء التاريخي الذي جمع البابا والمرجع السيستاني، في تغريدة لهُ، بأن البابا “سيجد في الإمام السيستاني النافذة الروحية والشخصية الإسلامية الرصينة والتعبير الربّاني الأول الذي تتجسّد في شخصيته سماحة الإسلام ورؤيته للإنسان والحياة”، وهذا فعلا كان المتوقع في أول رد فعل للبابا مع السيستاني.
فقد قال البابا مخاطباً الصحفيين في فيديو من داخل متن الطائرة البابوية العائدة من العراق، إن “السيستاني رجل الله العظيم الحكيم”، مؤكداً: “لقد شعرتُ بالفخرِ”.
وأضاف البابا أن “السيستاني رجل لم يقف أبدًا لتحية شخص ما، ووقف معي مرتين، إنه رجل متواضع وحكيم”، و”كان الاجتماع جيدًا لروحي”.
ويرى الكثير المراقبين أن لقاء بابا الفاتيكان مع المرجع الأعلى السيستاني، كان مرتباً ومقصوداً في جدول زيارة البابا فرنسيس إلى العراق، لأن المرجع الشيعي الأعلى، لفت أنظار العالم أجمع من خلال حرصه الشديد في جلّ بياناته والخطب التي يلقيها بالنيابة عنه ممثليه ووكلاءه خلال صلاة الجمعة بالصحن الحسيني الشريف بكربلاء، في الحفاظ على وحدة العراق والمواطنين المسيحيين الذين يعيشون مثل جميع العراقيين بسلام وأمن مع الحفاظ على جميع حقوقهم الدستورية، حتى وصف بأنه “المرجع الديني المُتسامح”.
“النجف في أروقة الفاتيكان”
ويبدو أن آثار زيارة البابا الى العراق، لا زالت تلقي بظلها على روحه ولم تغادر قلبه ولسانه، ففي حديثه الأسبوعي من كل يوم أربعاء، مع المؤمنين في الكنيسة الكاثوليكية داخل دولة الفاتيكان، عبر بابا فرنسيس عن شعوره “بالإمتنان” بعد زيارته التاريخية إلى العراق.
ونقل موقع الفاتيكان اليوم الأربعاء (10 مارس/آذار) حديث مطول لبابا فرنسيس مع المؤمنين، أكد فيه البابا القول: إن “بعد هذه الزيارة، امتلأت روحي بالامتنان. إمتنان الله ولجميع الذين جعلوا هذه الزيارة ممكنة: لرئيس الجمهورية ولحكومة العراق، لبطاركة وأساقفة البلاد، بالإضافة إلى جميع الكهنة والمؤمنين؛ للسلطات الدينية، بدءا من آية الله العظمى السيستاني، الذي كان لي لقاء معه لا ينسى في مقر إقامته في النجف”، حسب تعبير البابا.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط