هل أن الفساد بفتاوى؟!!

هل أن الفساد بفتاوى؟!!
سؤال يستوجب الطرح والبحث والإجابة , ذلك أن ما يحصل في مجتمع تساهم في تقرير مصيره ورسم حياته العمائم القائلة بدين , لا يمكن تفسيره بسهولة , لأنه يتناقض مع مبادئ ومعايير الدين الذي تدّعيه.
فالدين لا يحث على الفساد وإغتصاب حقوق الآخرين , وترويع المواطنين وقهرهم بالحرمان , وفقدان الأمان , وعدم الشعور بالمسؤولية , والإمعان في الخيانة والتبعية والخنوع لأعداء الأمة والدين , وغيرها من السلوكيات التي لا يمكن قبولها لو كان بعض خُلق دين.
إذن لماذا ينتشر الفساد في المجتمع؟!
يبدو أن السلوك البشري يضطرب عندما تضيع الموازين , وتفقد الدولة هيبتها ويكون الدستور مطية والقانون كرسي وعمامة , فتصبح المعايير وجهات نظر , ويكون الحق باطلا , والباطل حقا , والصدق كذبا والكذب صدقا , ووفقا لهذا المضطرب تنطلق الفتاوى التي تساهم في جعل الأبيض أسودا والأسود أبيضا , بل وتتحول الفتوى إلى منطوق مقدس وسلوك متصل بالتقرب إلى رب العباد.
ولهذا فالإستنتاج الأقرب إلى الصواب , أن الفساد له عمائم تفتي بالعمل به , وهي مستفيدة ولها حصتها فيما يغنم الفاسدون , وتجتهد في تسويغ الأباطيل والمحرمات , وتنميتها لأنها تدر عليها ربحا وفيرا , تعتبره رزقا من ربها الذي خصها بنعمته الجماء.
قد يقول قائل أن في هذا الإستنتاج تجنّي , لكن هل لديه ما يفسر تعاظم الفساد وعدم القدرة على الحد من تناميه في مجتمع الأحزاب الدينية , والعمائم المتوغلة في ثناياه والمشاركة في حكمه؟!
فأما تكون العمائم فاسدة , وأما أنها عمائم كاذبة , يضعها سياسيون فاسدون على رؤوسهم لخداع العامة وإمتهانهم بإسم الدين؟!!
فما يحصل لا يتفق والمعايير التقديرية والتحليلية , ويتناقض مع البديهيات , ويؤكد بأن هناك نار تبعث دخانا , وإلا من أين جاء الدخان؟!!
وإذا أنكرت العمائم ذلك , فما هو دورها التربوي ومسؤوليتها الدينية؟!!
علينا أن نواجه أنفسنا وواقعنا بجرأة وصراحة ومسؤولية!!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here