المرتزقة!!

المرتزقة!!
المرتزقة: الذين يحاربون بأجر , وغالبا ما يكونون من الغرباء.
أما أن يكون المرتزقة من أهل البلد الذي يحاربونه , فلم يحصل إلا عندنا , وإن حصل في بلدان أخرى فيحسبون من الخونة المارقين الذين سينالون أقسى العقاب.
ففي مجتمعاتنا البعض يقاتلون المواطنين ويخربون بلدهم , وهم مأجورون من قبل قوى خارجية , تزودهم بالمال والعتاد ووسائط النقل والدعم الإعلامي وغيره , فيسرحون ويمرحون في بلدانهم ويدمرون معالمها , ويمحقون ما يشير إلى مسيرتها الحضارية.
مجاميع مرتزقة لها شأنها ودورها وقوتها وسلطتها ومقاماتها الرفيعة وعمائمها , واليد العليا في تمرير ما يتوافق ومصالح أولياء نعمتها.
ترى لماذا يتحول إبن الوطن إلى مرتزق؟
إنها طاهرة تستدعي الدراسة والتحليل الجريئ , لكي تتوصل المجتمعات المبتلاة بها إلى معالجات جذرية تمنع تكرارها.
البعض يرى أنها كينونات لذوي العاهات النفسية , تحقق إستثمارهم وتدجينهم لصالح الآخر الطامع فيهم , وآخرون يرون أنها نتائج لتراكمات سلوكية سلبية وضغوطات قاهرة , جعلتهم يعادون بلدهم وينتقمون منه.
وهناك مَن يرى أن المرتزقة يتم إعدادهم عاطفيا وإنفعاليا وطائفيا , وبرمجتهم بأساليب نفسية سلوكية , تنتهي بغسل أدمغتهم وحشوها بما يؤهلهم للقيام بدور المرتزق.
وغيرهم يرون أن للقهر الإقتصادي والسياسي والديني وإشاعة روح التشاؤم والإحباط , ونوايا ونوازع تجار الدين , الدور الكبير في صناعة فرق المرتزقة المشحونة عاطفيا والمتحركة كالعقارب العميناء.
وقد تطول التفسيرات والتحليلات , لكن الأمر المروّع أن إبن البلد يتحول إلى عدو لبلده ومواطنيه , ويحصد بواسطته عدوه ما يريد من الأهداف , والمرتزق كالمنوَّم الذي يتحرك بلا وعي أو إدراك لما يقوم به من سوء سلوك!!
فهل سيستوعب المرتزقة بأنهم آثمون؟!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here

By continuing to use the site, you agree to the use of cookies. more information

The cookie settings on this website are set to "allow cookies" to give you the best browsing experience possible. If you continue to use this website without changing your cookie settings or you click "Accept" below then you are consenting to this.

Close