كلام لمابعد زيارة الـ بابا الى العراق – كفى مجاملات بحق الاقليات !!

كلام لمابعد زيارة الـ بابا الى العراق – كفى مجاملات بحق الاقليات !!
خضر دوملي
انتهت الزيارة التاريخية للحبر الأعظم الـ بابا فرنسيس للعراق وحصل ترحاب محلي من جميع القوى السياسية و المكونات المجتمعية المختلفة وترحيب دولي بالزيارة وكان كرنفال للفرح في العراق بقدومه ، وأزدهرت خطابات الكراهية من قبل الذين يتصيدون المناسبات لجمع الـ لايكات و أظهار العظلات و أعلاء المقامات.. وأنتشر التحشيش العراقي بالاستعدادت التي جرت خصيصا لاستقبال الـ بابا وخاصة الأعمار و اللافتات و الـ و أللل … من أعمار الشوارع والانارة و تجهيز زقورة أور المهملة تاريخيا مع سبق الاصرار والتعمد منذ مئات السنين .. وأنتشرت سهام الاتهام هل ان أستقباله بالسيف حلال او بغصن الزيتون و طير الحمام -؟؟ هل ان لقاءه ببعض القادة الدينيين و عدم زيارته لكل المكونات جرم محتوم ؟؟؟ ما يهمنا بين كل هذه المشاهد ..ان تتوقف المجاملات بحق الاقليات ..

انتهت الزيارة ويحق لنا ان نسأل ونتسائل … اذا كنتم فعلا – اقصد قادة البلاد من أقصاه الى اقصاه، اذا كنتم فعلا مع حقوق الاقليات وتعزيز العيش المشترك … تعالوا صفوا النية وأعملوا بما تحدثتم به امام الـ بابا فرنسيس … ألغوا المادة الثانية من قانون البطاقة الوطنية التي تعد انتهاكا صارخا لمبادىء حقوق الانسان بخصوص أسلمة القاصر. عدلوا التشريعات التي تعد أنتهاكا من حقوق الاقليات الدينية وتقر الاعتراف بالاقليات الدينية التي تعيش في البلاد منذ الاف السنين – مثل عدم اقرار الكاكائية كديانة رسمية وأعادة التسمية الرسمية للبهائية كديانة عراقية عريقة والاقرار بالديانة الزرادشتية في المستمسكات والوثائق الرسمية … اوقفوا التجاوزات و الانتهاكات وتشويه المعالم الحضارية و الدينية لمناطق للاقليات –او شوفوا ابواب الكنائس في وسط بغداد …. أمنحوا بعضا من الميزانية التي ترفع من هيبة دولتنا المشهورة بالتعددية والتنوع لمديريات الاقليات الدينية وبعضا من الصلاحيات والاستقلالية .. لأن تلك المديريات التي اصبحت نائمة وكراسيها تبحث عن من ياتيها ببعض التلميع لم تعد تمثل او تفعل شيئا لابناء المكونات التي تمثلها !!! عدلوا في الميزان ألم تقل لكم الشريعة عدلوا في الميزان وأمنحوا ما اقرت به المحكمة والقضاء من تعديل مقاعد الكوتا للايزيدية !!؟؟ ..اثبتوا انكم مع أنشاء دولة مدنية يعيش فيها كل افراد الشعب العراقي بمساواة وأرفضوا ألحاق فريق من الفقهاء بأعلى سلطة للدولة ألا وهي المحكمة الأتحادية !! حتى يشعر الجميع ان مقومات بناء الدولة المدنية شيء وأقحام الدين في كل شيء موضوع أخر لايخدم العراق وأستقراره ..
اذا فعلا كنتم هكذا تحبون الاقليات اسمحوا لأنفسكم و تجرؤا و عدلوا المناهج التربوية التي ليس فقط تهمش الاقليات، بل تنتقص منها ومنذ سنين تجري المحاولات لكي يتحقق ولو جزء بسيط من الانصاف بحق الاقليات، لكن لم يحصل سوى وعود خجولة …. اذا كنتم فعلا مع حقوق الاقليات وتعزيز العيش المشترك تكرموا على أحد افراد الاقليات ليكون محافظا لمحافظة او نائبا لرئيس الجمهورية،،، أو شكلوا مجلسا مستقلا لشؤون الاقليات ينقل فقط للسلطات الثلاث الانتهاكات التي تحصل بحقوق الاقليات في البلاد على الاقل يتم توثيقها بالشكل اللائق …. اذا كنتم هكذا فرحين بزيارة الـ بابا و قمتم بما تملي عليه أعراف الدبلوماسية اكتبوا للـ بابا وقولوا له :- شكرا لزيارتك يا بابا فرنسيس …. لقد صحى ضميرنا … ولقد بدأنا فعليا أن نعرف معنى التسامح الديني وتعزيز العيش المشترك وحقوق الاقليات و ها هنا الانجازات التي حققناها للاقليات الدينية في العراق .. ما أشرت اليها من محاور – حتى وان تكرموا كل سنة بتحقيق كل واحدة من هذه المطالب … سيشعر الجميع الأغلبية قبل الاقليات أن أدارة البلاد تمضي في المسار الصحيح .. وليس زنجرة اذاننا بأن الفتوى الفلانية والموقف الفلاني كان سببا في انقاذ الاقليات .. الفتاوى والمواقف هي مواقف أنسانية لاتنسى يجب أن لايتم اقحمها بمسالة ضمانة الحقوق و الوجود، وإقرار الحقوق مسألة هامة لبناء الثقة وعقد أجتماعي لايفرط به لتنظيم الحقوق والعلاقة بين المكونات المختلفة في البلاد على اساس الحقوق وصون كرامة الأنسان ……
وأنقل مقطعا من كلام الـ بابا ما يعزز الى ما أشرت اليه عندما قال في كلمته الرسمية في بغداد : (( بصفتكم مسؤولين سياسيين ودبلوماسيين، أنتم مدعوون إلى تعزيز روح التضامن الأخوي هذا. من الضروري التصدي لآفة الفساد، وسوء استخدام السلطة، وكل ما هو غير شرعي. ولكن هذا لا يكفي. يبنغي في الوقت نفسه تحقيق العدالة، وتنمية النزاهة والشفافية وتقوية المؤسسات المسؤولة عن ذلك بهذه الطريقة، يمكن أن يزداد الاستقرار وأن تتطور سياسة سليمة قادرة على أن تقدم للجميع وبخاصة للشباب وهم كثر في هذا البلد الأمل في مستقبل أفضل )) ويضيف في حديثه أكثر تحديدا بخصوص المسيحيين بالقول : (( ان مشاركتهم في الحياة العامة، كمواطنين يتمتعون بصورة كاملة بالحقوق والحريات والمسؤوليات، ستشهد على ان التعددية الدينية والعرقية والثقافية السليمة، يمكن ان تسهم في ازدهار البلد وانسجامه. )) وأعتقد ان الكلام واضح ويشمل الجميع .. ويهم الجميع وفي مصلحة الجميع – جميع العراقيين …. و خاصة أبناء الاقليات الذين أبتلوا بسوء الادارة الفاشلة للتعددية والتنوع في العراق … ….وزيارة الـ بابا للعراق وراء القصد من هذا المقال …

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here