ميلادك .. كوكب درًي أنار درب الثوار .

محمد علي مزهر شعبان

صرخة المخاص تلك في الثالث من شعبان، لم تكن صرخة الانطلاق من جوف مغلق الى عالم الدنيا، بل كان لها دوي في عالم الحرية ضج بها عالم الاحرار، واصطبغ سقف السماء، بلافتة لا للظلم والطغمويه، قبس في طريق التحرر، ونور لدروب ادلهمت، وتفجيرلانفس وإرادة وهنت وخنعت . الحياة الكريمه، أكرمت بوجودك أركان وأسباب وجودنا الفكري والروحي، واتصلت الينابيع ببحر جودك وايثارك . ميلادك الذي نمى تحت ظلال الشجرة المثمره، والايدي التي رفعت الحيف عن الفقراء، والتي قطعت دابر الاستغلال والتعسف من الاغنياء . ومهدت لنور العدالة في مخلوقات رب السماء . شربت لبان الطهر من ضرع الطاهرة . إحتواك بين مظلته كساء الحق، لتذهبون سوية، ككوكب دري مشع للمباهلة، فغشى النور الابصار وبصيرة من افتقد لبينة الحق . ميلادك يابن البتول، التي تشرفت اهل الارض من صلب هاشم الثريد، لقالع الباب الصنديد، الذي تضوعت به الخمائل، وتنفست به الرئات بانسام الحرية، عشقه الاباة حين قدمه سادة الاباء، قائدا منطلقا الى تثوير الارادات، ومحجة الثوار في الرمز الاسمى للتضحية . فكنت اضحية الحرية … لا ترى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما . ورحم الله الجواهري حيث يقول : عاليتَ من “فَلَـكٍ” قُطْـرُهُ يَدُورُ على المِحْـوَرِ الأوْسَـعِ  …. فيابنَ البتـولِ وحَسْبِي بِهَا ضَمَاناً على كُلِّ ما أَدَّعِـي ويابنَ التي لم يَضَعْ مِثْلُها كمِثْلِكِ حَمْـلاً ولم تُرْضِـعِ … ويابنَ البَطِيـنِ بلا بِطْنَـةٍ ويابنَ الفتى الحاسـرِ الأنْـزَعِ .. ويا غُصْنَ “هاشِـمَ” لم يَنْفَتِحْ بأزْهَـرَ منـكَ ولم يُفْـرِعِ …وأنتَ تُسَيِّرُ رَكْبَ الخلـودِ مـا تَسْتَجِـدُّ لـهُ يَتْبَـعِ

في ذلك اليوم إنبثقت اارادة البسالة ورمز الرجوله، وسخاء الايثار، ولما اتاك الموت سائلا في وغى الحرية، وغمغمة الابطال في حومة الحرب .. أجدت بالروح طوعا اخو الندى . فكتبت في صفحات التاريخ وسجلها حين تحدد مقاسات الرجولة، وتنوط اوسمة البطولة، تزدحم الكلمات في قاموس العظمة والشرف، وما حملت الرؤوس من أفكار العزة والكبرياء، وما تباهى امرؤ برجولته وايثاره، والنضال بجوده وعطائه، والنبع من مشاربه، الا اشارة الى يوم ميلادك .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here