المدن بأهلها!!

المدن بأهلها!!
المدن بأهلها فلا تلومن أحد غيرهم عن سوء أحوالها , وتلك حقيقة فاعلة في مجتمعات الدنيا ومدنها , وهذا ما يميز المدن عن بعضها , والسائد أن أهل المدينة يحرصون على الإخلاص والوفاء لمدنهم , ويبذلون الغالي والنفيس من أجلها.
فهم يجتهدون بعمرانها , وتجميلها , وتأمين الحياة الحرة الآمنة فيها , ويستثمرون بإستقطاب الزائرين إليها , وتنمية إقتصادها وتطوير مرافقها الخدمية والسياحية , وإبراز معالمها والعناية بها وصيانتها.
ومدن الدنيا ترفل بنشاطات متنوعة يقوم بها أهلها للدعاية لها , ولترويج بضاعتها وقيمتها الثقافية والسياحية والجمالية , وتجدهم في غاية الحرص على كمالها وتطور عمرانها , وما يدور في ساحاتها من فعاليات ترفيهية وترويحية.
والقاسم المشترك بين مدن الدنيا الروح الجمالية والنساطات الإقتصادية , ذات الطابع السياحي والترفيهي الذي يجلب السعادة والمرح إلى قلوب الزائرين.
وفي مدننا الغنية بما يجتذب الآخرين , نجهل هذه الثقافة , ولا نعرف مدننا , بل ننكرها ونستصغرها ونعاديها , ولهذا فهي مدن بائسة , خاوية على عروشها , ينتشر فيها الفساد , ويتنامى العدوان على معالمها , وتجد الناس تحارب جمالها , وتنفّر الآخرين منها.
وعندما يتحدث بعض أهالي المدن عن فساد أبنائها وعدم إهتمامهم بمدينتهم فذلك ناجم عن الأمية الوخيمة بالمدينة , والأنانية القبيحة الفاعلة في نفوسهم , فتراهم يسرقون ما يخصص لمدنهم , ويتقاسمون الأموال التي عليها أن تصرف بعناية لتجميل المدينة , وصيانة حواضرها , لأن الأمر لا يعنيهم , وفي وعيهم الجمعي عداء مدينتهم شجاعة وقوة ونوع من السلطة والجاه.
إن الذين يقومون بهذه السلوكيات هم من أقبح الأبناء وأرذلهم , لأنهم يعبرون عن خساسة نفوسهم , وعدم قدرتهم على نكران ذاتهم , والتضحية في سبيل مدينتهم , وتأمين الحياة الحرة الكريمة لأجيالها الوافدة.
هؤلاء هم الأعداء الحقيقيون للحياة الحرة الكريمة , وهم من أوباش الدنيا , وحثالات البشر.
فهل للمدن أن تدرك قيمتها , وتثقف أبناءها عن أهميتها ودورها الجضاري , وما يستوجب عليهم تجاهها , أم ستبقى رهينة عند (أبنائها) الحرامية؟!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here