صديقي في  أزمة  صحية  

بقلم صبيح راضي الكعبي

بسم الله الرحمن الرحيم {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }157من سورة البقرة .

مهدات لأخي وصديقي سعدون العتابي (( ابو مصطفى الغالي ))  .

لم تجمعني مرابع الطفولة ومدرسه وجوره أو قرابه به بل الصدفة  عن طريق زميلنا علي المالكي توفاه الله  منذ فترة. بعدها  تعمقت العلاقة ونمت الصداقة بمرور الزمن كأنني وجدت ضالتي التي ابحث عنها , لتمتد جذور المحبة وتشمل العائلة والقبيلة والمعارف والاصدقاء , ( آنه المامش دغش بيه …. حلال رويحتي وكلماتي صدكيه ) وجد فيً ما يبحث عنه ووجدت فيه ما أبحث عنه ,وفيا بمعنى الوفاء صدوقا , شفافا , ذو شخصية محببه , بهي الطلة , جميل المحيا  , ما في قلبه على لسانه تعلمت منه وتعلم مني , سار هودج العلاقة والمحبة والتودد اعوام لم يعكر صفوها ولم يخدش ودها شيء , من نوادر الحياة هكذا علاقة بدون منغصات  أو زعل , يفهمني وأفهمه حتى وان لم نلتقي لأيام فهناك شعور خفي وذبذبات أثير مودة لا يحجزها بُعد ولا يتغير بها الاشتياق , الايام مسرعة ونحن في اتم سعادة ولحظات هناء لم نفترق إلا نادرا لظروف قد تكون أقوى منا .

(ياصديج اليعرض على الضيج لو ينكص وريده.

 ياوفي وعادت اليوفي يطيح بالسهلة وشديده)

بدأ صاحبي يأن من وجع في فقرات ظهره , تعاظمت شيئا فشيئا حتى وصل الأمر ان يصاب بالتليف , ومع ذلك لم ينحني للمرض أبدا اضطر  مستعينا بعصى تساعده على الوقوف والمسير دق جرس الخوف والقلق عند الجميع , راجع العديد من الاطباء الاختصاص واستعان بالأدوية والمهدئات لكنها لم تعالج ألم ولاسكن أنين . أحسست ان شيء ثمين فُقد مني بدأت مشاعري تفيض آلاما وخوفا واضطرابا مصدره رقدته وصعوبة حركته وهو الذي لا يهدأ أو يكل متمسك بالحياة حد الثمالة, يعشق النزهة والسفر والفرح ويحب النكتة والطرافة برغم اتزان شخصيته وهدؤه الكبير, الصداقة تعني له الحب والحياة والاريحية .  في سكون الليل وعتمته أجلس وحدي مستذكرا أياه فتحيرت بما أوصفه حاولت كتابة شعر فاختنق الكلام , أكتب نثرا خانتني الحروف . صديقي الصدوق حقا انا اعتز بصداقتك الرائعة والجميلة والغالية لو قضيت عمري اصف مقدار حبي واعتزازي بك لما وفيتك حقك , محبتك في قلبي كبيرة  تعجز الكلمات عن وصفك انك الزهر الفواح والشمس المشرقة التي تبدد الدجى  ,القمر في نوره وضيائه , الوفي في زمن قل فيه الاوفياء , الحنون والاخ الذي يحمل الهم والاكدار   برؤيتك ترتوي الروح، وتلهم عقلي، منك أعرف طريق الخير. يامن  علمتني المعنى الحقيقي للصداقة وغرست في قلبي الوفاء والعطاء بدون حدود وانتظار مقابل ,( رب أخا لك لم تلده أمك ) .

 يقول ابن الرومي:

لي صديقٌ إذا رأت وجهَهُ العينُ سرَّها …..   قلت يوماً وخلتهُ مطلَقَ الكفّ ثَرَّها

انت الشمعة التي تضيء الدنيا من حولي، فكيف لأيامي أن تحلو بدونكِ، وكيف لابتسامتي أن تعلو شفتي بعد فراقكِ، فمزيد من الحب أبعثه لك في لحظة شوق مليئة بالحزن، متفائلة ببقاء قريب يجمعنا. أحبك يا صديقي العزيز، ولن أنساك ما حييت، ولك مني كل التمنيات بالتوفيق، والسعادة، والحب. يا صاحبي العزيز حلمنا واسع، والعمر قصير، وأنا مثلك لا أملك إلّا أن أسير، يدي بيدك، وخط أقدامنا لا يعرفه غير المصير، وبتعاوننا نصل لما نريد ونطمح ،فقد وعدتني بزيارة الأضرحة و عمرة لبيت الله الحرام عند شفائك . صديقي العزيز إنّ إحساس الصداقة ليس إلّا فكر، ومنهج حياة، أريد أن أقول أشياء كثيرة، ولكن عمق الأشياء تخفي الكلمات إلا ان صدى الأفعال هو الذي يترجم ما في قلبي من حب لك. تجتاحنا تلك الذكريات ونحن نتجول في دمشق  وشارع الحمراء وباب توما والسيدة زينب والاسواق  والحارات  وذلك الذي نطلق عليه ( أبو ثرب ) وكيف اكلنا حلوياته وطعامه وهو لا يشعر فقد فضحنا الضحك المستمر , ثم أعود لبغداد لأتذكر الصحبة وسيد سعد والشلة اللطيفة ونحن في وسط دجلة الخير في الشختورة ورذاذ ماءه العذب يبلل الوجوه المتجهة نحو شارع النهر والمتنبي ومقهى الشهبندر ونصب المتنبي وذاك الذي يرتدي بدلة بيضاء وسدارته المزركشة وكيف قطعنا شارع الرشيد حتى شارع ابي نؤاس لنقف عند مطعم السندباد , ونحن نتجول بين اروقته ومحلاته المتميزة وبين الفينة والاخرى نقف لنهزج ( جويس التمن شيشيله جويس التمن ) ,والصور الجميلة لتوقظ فيَ صور لم تغب عن خاطري وذكريات محفورة في ذاكرتي ، فاغفوا على صوت لحن شجي، يبعث حلماً دافئاً في قلبي، فتلمع في العيون دموع حارة وتعلو صيحات القلب متشبثةً بك ، ولكن قد لا املك في هذه اللحظات إلّا يداً تلوّح لمريض  علُه يصحوا يوماً من رقدته ويرفس السرير بقدمه وحالي يقول :

ما حسبت أكظي شلون ليلي    وانا من المرض مهدوم حيلي

عود انه انتظر طارش يجيني    من عدكم يولاني يطيبين

  يا بدراً في سماء الدّجى يضيء، وفي بحر الشوق يتلألأ، يا قطرة من سماء الحب تترقرق تمنياتي القلبية لك بالشفاء العاجل والسلامة. أخي لا تحزن واعلم أنّ بعد هطول المطر وظلمة الليل وشروق الشمس الدافئة وظهور قوس المطر الجميل بألوانه الزاهية. أكتب لك تلك العبارات من قلب محب فلعلها تبلغ إلى قلبك بكل الشوق والحب أرويها بشذى العبير والرياحين أسقيها ، وبأريج الورد أهديها، وبكل الفرح والسرور أرسلها. أرجو من الله العلي القدير الشفاء العاجل لك، وردتي تلك أغرسها لك على أرض المحبة والود فأتمنى منك أن ترويها وتسقيها دوماً بحبك، وعطاياك، وصبرك. اصبر على ما أصابك واعلم أنّ الله تعالى قد كتب لك بمرضك صرف مصيبة أكبر منها أو يرغب في إيصالك لمرتبة أعلى في الجنة فاصبر.اللهم يا من تعيد للمريض صحته ويا من تستجيب دعاء البائس الضعيف أسألك أن تشفيه، وتلطف بجسده، وتكتب له الشفاء يا أكرم الأكرمينيا رب يا من خلقت الطب والدواء وعلمتنا طرق الاستشفاء اللهم اشف كل مريض يتألم، اللهم لا تترك مريضاً إلّا وقد شفيته ولا تجعل بلاءنا في أبداننا يا كريم.

وحالي يقول :

من ينشدون الخلق صاحبنه وين   ……  نسكت ودمعتنا تصير الجواب

شحلاته الاخو والله شحلاته  وينامن بفيه خواته  آه  آه يبن أمي

كظيت وياك خويه ايام حلوات   ماطولن كلش كصيرات

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here