نظام الفيتو في الامم المتحدة خدم الظلمة ومزق العرب

نظام الفيتو في الامم المتحدة خدم الظلمة ومزق العرب

عندما تاسست عصبة الامم عشية الحرب العالمية الاولى في مطلع عام 1920 كانت تحضيرا للحرب العالمية الثانية. لقد ظلمت الكثير من الدول منها الدولة العثمانية التي تقاسمتها بريطانيا وفرنسا عبر إتفاقية سايكس بيكو. اما المانيا فقد انهكتها معاهدة فرساي التي كانت جائرة حملتها مسؤلية الحرب واجبرتها التنازل عن بعض اراضيها. لقد كانت تمهيدا لصعود هتلر الذي اراد ان يبني بلده بعيدا عن هيمنة بريطانيا وفرنسا والاتحاد السوفياتي.
جاءت الحرب العالمية الثانية وكان من المفترض من الدول المنتصرة ان تتعلم من النتائج الماسوية للحرب العالمية الاولى. لكن سياسة الظلم والاستغلال والاستعباد ظلت ملازمة لتلك الدول بريطانيا فرنسا الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الامريكية. فقسمت المانيا الى دولتين شرقية خاضعة لهيمنة الاتحاد السوفياتي وغربية خاضعة لهيمنة امريكا ولم تتوحد الا بعد اكثر من اربعة عقود ونصف.
استمرت سياسة الهيمنة للدول التي اشعلت الحرب العالمية الثانية لتفرض حربها الاقتصادية الاستعمارية. ثم مضت لاستعبادها العالم عندما وضعت السلم العالمي على كف عفريت بعدما ابتكرت نظام الفيتو الظالم الذي تتحكم به حفنة من الدول بمصير الكرة الارضية. لقد تم بواسطة هذا النظام استعباد الكثير من البلدان العربية والاسلامية والافريقية والاسيوية وامريكا الوسطى والجنوبية.
ان نظام الفيتو قد انتج ماسي كانت وما تزال الدول الضعيفة تعاني منها كاحتلال الصهاينة فلسطين والحرب الامريكية الظالمة ضد فيتنام وكوبا واحتلال الاتحاد السوفياتي دول اوربا الشرقية واستعمار امريكا لاغلب دول امريكا الشمالية واستمرارية احتلال الجزائر .لا تزال سياسة الهيمنة الامريكية مستمرة حتى مطلع القرن الحادي والعشرين عبر احتلال افغانستان والعراق.
ان بلداننا العربية في ظل الهيمنة الدولية امام خيارين لا ثالث لهما. فاما الاستسلام والسير وفق النظام الدولي الحالي الذي نرى فيه ان الغني يزداد ثراءا والفقير يزداد فقرا وتهميشا. نحن اليوم امام محرقة وطاحونة دولية تسحق كل شيء هذه المعادلة الدولية التي فرضها المنتصر تصب جام غضبها ضد العرب على وجه الخصوص وضد المسلمين عموما. لقد سبق لهذا النظام الدولي الجائر ان اخرجنا من التاريخ فلا قيمة لدولنا وثرواتها ونخاف اليوم ان يخرجنا من الجغرافيا. اذ ان هناك الكثير من الامم التي سبقتنا اضمحلت واندثرت رغم حضارتها. ان موشرات هذا السقوط الكبير لدولنا العربية واضح المعالم فمنذ حوالي قرن من الزمان تتخبط النخب السياسية واحزابها وعسكرييها من استيراد التجارب السياسية الشرقية والغربية وفرضها على دولنا. خيارات ليس لنا فيها ناقة ولا جمل انها بالحقيقة ليس فيها اي خيار وطني.
ليس امامنا نحن في المنطقة العربية غير الخيار الثاني الداعي الى لم شعثنا واعادة تنظيم بيتنا. لن يكون تطبيقه ممكنا دون الانسحاب الكامل من منظمة الامم المتحدة. لا بد من تاسيس منظمة بديلة انسانية عادلة تجمع الدول المضطهدة فقط من قارات اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية تعمل بوسائل جديدة بعيدا عن هيمنة الدولار والبنوك الدولية.وشروط امريكا وروسيا وإسرائيل والغرب.
الدكتور نصيف الجبوري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here