هام.. المرجع اليعقوبي يجيب على سؤال بشأن دور المرجعية الدينية في الحد من ظاهرة الثأر العشائري

صبري الناصري

سماحة المرجع اليعقوبي… للمرجعية الرشيدة التي من وظائفها هداية الأمة وإصلاح الخلل فيها أدوار ومواقف في معالجة الظواهر الاجتماعية المنحرفة وغيرها، وقد انتشرت ظاهرة الثأر العشائري في أوساطنا المجتمعية، فما هو دور المرجعية الرشيدة في الحد من هذه الظاهرة، لأنه موضوع بحثي في رسالة الماجستير؟

حيث أجاب سماحة المرجع اليعقوبي قائلاً كان لمراجع الدين دور بارز في تهذيب سلوك أبناء المجتمع عموماً والعشائر خصوصاً، باعتبارها تمثل ثقلاً اجتماعياً أصيلاً ومتماسكاً وله جذوره التاريخية وقيمه ومبادئه النبيلة، الا انه كأي شريحة أو تجمع لا يخلو من سلبيات تحتاج الى إصلاح وفق القوانين الشرعية والإنسانية.

وقال المرجع اليعقوبي ان المرجعية قد مارست هذا الدور عن طريق كتابه الاستفتاءات أو تأليف الكتب والكراريس في (فقه العشائر) كالذي ألفه سيدنا الأستاذ الشهيد الصدر (قده) وكتبتُ مقدمته وصدر في حياته الشريفة، أو عن طريق تدوين سنينة عشائرية موافقة للشريعة وللسلوك العقلائي لتسير العشائر على هديها وغير ذلك من البيانات المختصرة والتفصيلية ومن الخطوات العملية التي اتخذناها إقامة دورات لرؤساء العشائر ووجهائها لتعليمهم المسائل الشرعية التي تخصّ  عملهم وتعريفهم بمسؤولياتهم الدينية والأخلاقية والاجتماعية  في الدنيا والآخرة  وقد استضفنا عدد كبيراً منهم  عدة  أيام  في النجف  الاشرف وزرناهم في محل اقامتهم وتحدثنا معهم بكلمات لله فيها رضى ولنا ولهم فيها صلاح بإذن الله تعالى.”

واضاف المرجع اليعقوبي” ومن القضايا العشائرية التي عالجتها المرجعية مسألة الثأر، إذ لا يجوز لأي أحد الاقتصاص من آخر الا بعد ان يثبت حقه لدى الحاكم الشرعي والا حصلت فوضى واختلال للنظام، وللحاكم الشرعي آلياته ووسائله لإثبات الحق الشرعي للمجني عليه أو اوليائه ومن يخالف يتحمل المسؤولية الشرعية، ومن الملفت للنظر أن العشائر تعتبر كل أفراد عشيرة المعتدي عليهم هدفاً للثأر والانتقام وهو سلوك مرفوض لقوله تعالى  (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) (فاطر:18)  ولا يُحمل مسؤولية الجناية الا الجاني نفسه وبالعقوبة المحددة شرعاً، قال تعالى (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ) (البقرة:194)”.

وختم المرجع اليعقوبي كلامة فنهيب بإخواننا رؤساء العشائر ووجهائها وأبنائها ان لا يندفعوا وراء العصبية والانتقام والثأر خارج الضوابط الشرعية فإنها مهلكة في الدنيا وعاقبته وخيمة في الآخرة خصوصاً اذا أدت الى قتل النفوس المحترمة، قال تعالى (مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا) ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here