استفتاء شعبي ديمقراطي… والنهاية كارثية .. (بمناسبة الذكرى ال 30 للاستفتاء:: 1991 -2021

: استفتاء شعبي ديمقراطي… والنهاية كارثية
(بمناسبة الذكرى ال 30 للاستفتاء:: 1991 -2021.

بقلم الدكتور نجم الدليمي

1– لقد ادركت قوى الثالوث العالمي بان المعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفيتي يشكل العامل الرئيس والمعرقل لتنفيذ مشروع الحكومة العالمية، الهادف لقيادة العالم والاستحواذ على ثروات الشعوب، وان تحقيق ذلك لا يمكن ان يتم الا من خلال تفكيك الاتحاد السوفيتي والتخلص منه. لقد وجدت الحكومة العالمية ضالتها في الماسوني غورباتشوف وفريقه المرتد لتنفيذ سيناريو الحكومة العالمية.

2–في اذار عام 1985 تسلم غورباتشوف مقاليد رئاسة الحزب الشيوعي السوفيتي والدولة السوفيتية، ووضعت قوى الثالوث العالمي، سيناريو هدام لغارباتشوف وفريقه المرتد الا وهو سيناريو ما يسمى بالبيرويسترويكا الغارباتشوفية السيئة الصيت في شكلها ومضمونها (اعادة البناء)، وتحت شعارات مزيفة ووهمية وكاذبة ومنها الديمقراطية وحقوق الإنسان والتعددية والتجديد والعلنية وسياسة التفكير الجديد وغيرها من الخزعبلات، وتم اقرار هذه الشعارات في الحزب والسلطة السوفيتية، بعد ما قام الخائن غورباتشوف وفريقه المرتد بإبعاد جميع القيادات الحزبية والكوادر المتقدمة في الحزب الشيوعي السوفيتي من السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية والاعلامية…. تحت غطاء كاذب الا وهو ((التجديد،….)) وبالتالي استطاع غورباتشوف وفريقه السيطرة على الحزب والسلطة السوفيتية، بنسبة اكثر من 70 بالمئة، وفي وجود الدراويش في الحزب الشيوعي السوفيتي والسلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية والاعلامية تم الغاء المادة 6 من الدستور السوفيتي والتي تنص ان الحزب يقود السلطة والمجتمع السوفيتي، وبهذا استطاع العميل غورباتشوف وفريقه في اضعاف وابعاد الحزب الشيوعي السوفيتي من قيادة السلطة والمجتمع السوفيتي. .

3–ان سياسة البيرويسترويكا الغارباتشوفية قد ادخلت المجتمع والاقتصاد الاشتراكي في مازق حقيقي، وفوضى مخطط لها وشملت كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والامنية والفكرية وتدهور وتخريب منظم للاقتصاد الاشتراكي بحجة (( التجديد والتطوير والديمقراطية وحقوق الإنسان والتعددية والعلنية….)) وبسبب ذلك ظهرت النزاعات القومية في جمهوريات البلطيق واسيا الوسطى….، وهذا ادى الى اضعاف دور ومكانة الدولة السوفيتية، الاتحاد السوفيتي على المسرح الدولي وكان غورباتشوف وياكوفلييف وشيفيرنادزة ويلسين… هم الفريق المناسب لتنفيذ مشروع الحكومة العالمية بهدف تفكيك الاتحاد السوفيتي وتصفية منجزات الاشتراكية العظمى خلال المدة 1985-1991.

4–في اذار عام 1991 تم طرح فكرة غريبة وغير منطقية وغير مألوفة الا وهي اجراء الاستفتاء الشعبي، والسؤال الذي طرح على المواطنين السوفيت :: هل انت موافق على وجود الاتحاد السوفيتي ام لا ا؟! الغريب في الامر ان ذلك قد تم اقراره في قيادة الحزب والسلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية السوفيتية؟؟ هذه هي الدروشة بامتياز. وتم الاستفتاء وصوت الشعب السوفيتي بنسبة 77بالمئة حول بقاء دولة الاتحاد السوفيتي، الا ان الخائن والعميل الامبريالي غورباتشوف وفريقه المرتد وبدعم من واشنطن ولندن وباريس وبون وتل أبيب… لم يتم الاخذ بنتيجة الاستفتاء الشعبي والديمقراطي؟؟؟؟.

5–في ابريل \ نيسان عام 1991 وبسبب التدهور الخطير الامني والاقتصادي والاجتماعي والسياسي…. تم طرح فكرة تشكيل لجنة الدولة للطوارئ من قبل بعض اعضاء المكتب السياسي للحزب الحاكم واعلان حالة الطوارئ في بعض الجمهوريات والمناطق الغير مستقرة ووافق غورباتشوف على المقترح وعلى اعضاء لجنة الدولة للطوارئ، وكان يعتقد ان هذه اللجنة لا تفعل شيء، وهو يعرف امكانيات هؤلاء وهم دون المستوى المطلوب، وهو قد ورط هؤلاء في اللجنة. لانه هو من قدم هؤلاء الى قيادة الحزب والسلطة. مع الاعتذار للتاريخ النضالي لاعضاء لجنة الدولة للطوارئ…. فهم نصف ردن كما يقال، فهم ليس جوكوف وليس سوسلوف……،هم من عبادة وصنمية قائد الحزب.

6–في ايار عام 1991، بعد ان وصل الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والامني والعسكري… الى طريق مسدود وتم اضعاف دور ومكانة الحزب الشيوعي السوفيتي في المجتمع والدولة السوفيتية، وتنامي معدلات الفساد المالي والإداري والجريمة المنظمة وتنامي دور عملاء النفوذ والطابور الخامس في الحزب والسلطة السوفيتية في حكم غورباتشوف وفريقه المرتد، قدم الجنرال كرجيكوف رئيس جهاز امن الدولة السوفيتية (كي جي بي) تقريراً مفصلا للوضع في الاتحاد السوفيتي وفي اجتماع مغلق للبرلمان السوفيتي، ووضح فيه بالادلة المخاطر السياسية والاقتصادية والاجتماعية… ودور عملاء النفوذ في الحزب والسلطة السوفيتية.ان هذه المعلومات مؤكدة من خلال ايمس مسؤول قسم المتابعة للاتحاد السوفيتي ودول اوربا الشرقية في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وكانت صلته بضابط من المخابرات السوفيتية وهذا الضابط صلته المباشرة برئيس جهاز امن الدولة السوفيتية، اي بالجنرال كرجيكوف، وغورباتشوف كان يعلم بذلك،وكان ايمس يعطي المعلومات للضابط السوفيتي من هم العملاء والطابور الخامس في الحزب الشيوعي السوفيتي والسلطة السوفيتية، وكما يعطي المعلومات حول ما ترسله وكالة المخابرات المركزية الأمريكية من اشخاص واسماء ومهن….. هؤلاء الذين يتم ارسالهم الى الاتحاد السوفيتي ودول اوربا الشرقية، تحت غطاء، تجار،دبلوماسيون…..، وعند انتهاء قراءة التقرير امام البرلمان السوفيتي وبحضور غورباتشوف وفريقه، طلب غورباتشوف تسليمه التقرير ولم يتخذ لا البرلمان السوفيتي ولا جهاز امن الدولة السوفيتية اي اجراء ضد عملاء النفوذ والطابور الخامس في الحزب والسلطة السوفيتية.؟؟!؟ انها دردشه بامتياز وغير مالوفة حقاً.

7–في اب من عام 1991 تم اعلان لجنة الدولة للطوارئ وضمت في عضويتها كل من :؛ ياناييف، نائب رئيس الدولة السوفيتية، والمارشل يازوف وزير الدفاع السوفيتي وعضو المكتب السياسي للحزب الحاكم، والجنر ال بوكو وزير الداخلية وعضو المكتب السياسي للحزب الحاكم، وعمليا وبشكل غير معلن كان الجنرال كرجيكوف رئيس جهاز امن الدولة السوفيتية، ومسؤول المجمع الصناعي العسكري، ورئيس اتحاد الفلاحين في الاتحاد السوفيتي……،. ان من اهم الماخذ على لجنة الدولة للطوارئ، هي::غياب الرئيس الفعلي لهذه اللجنة، ضعف وتردد وخوف وجبن هؤلاء الاعضاء وخاصة الدفاع وجهاز امن الدولة السوفيتية، وهؤلاء قد ادوا القسم امام الشعب السوفيتي بالحفاظ على الدولة السوفيتية والنظام الاشتراكي…. واشار غينيادي زوغانوف رئيس الحزب الشيوعي الروسي حالياً كان من بين اعضاء لجنة الدولة للطوارئ شخص متعاون مع بوريس يلسين ويعطيه المعلومات اولا باول……، دراويش بشكل خاص.؟؟؟؟. وخلال الفترة 19-22\8\1991 وفشل لجنة الدولة للطوارئ وعدم حسم الامر لصالح بقاء دولتهم العظمى الاتحاد السوفيتي، ضهر يلسين وفريقه في اليوم الاول من اعلان حالة الطوارئ وكان عدد المؤيدين له بحدود 1000 شخص من حثالة البروليتاريا ومن بعض الشباب المراهق الذي لا يعرف لماذا جاء وتم توزيع الاكل والفودكا…… وفي اليوم الثالث تم اعتقال اعضاء لجنة الدولة للطوارئ واعتبر ان يلسين وفريقه المرتد من عملاء النفوذ والطابور الخامس قد حققوا مشروع الحكومة العالمية. كاتب السطور كان متواجد في الميدان كمشاهد للاحداث،وكان عدد اعضاء الحزب الشيوعي السوفيتي نحو 20 مليون عضو، وفي روسيا نحو 10 مليون عضو حزبي وفي موسكو العاصمة نحو 4 مليون عضو حزبي،وان جميع هؤلاء لم يحركوا ساكناً وكأنما القضية لا تعنيهم اصلاً. وان اعتقال اعضاء لجنة الدولة للطوارئ تم باشارة الى المخمور بوريس يلسين من واشنطن ولندن وباريس وبون وتل أبيب…..؟ هل يوجد اكثر من هذه الدروشة؟؟؟!!!؟

8–في 9-8\12\1991 تم عقد اجتماع بين الرئيس الروسي بوريس يلتسن رئيس روسيا ( مرشح في المكتب السياسي للحزب) ورئيس اوكرانيا ليونيد كرافجوك عضو المكتب السياسي للحزب الحاكم ومسؤول العمل الأيديولوجي، قومي متطرف وجاهل ويخشى من كلمة اتحاد،وبين رئيس البرلمان البيلاروسي شوشكيفج، وفي مينسك وقع هؤلاء الخونة والعملاء معاهدة بيلوشوفسكيا بوشا، وعلى اساس هذه الاتفاقية اللاوطنية واللاقانونية تم تفكيك الاتحاد السوفيتي وبدون الرجوع للشعب السوفيتي وتصويته لصالح بقاء الدولة السوفيتية، ومع ذلك يدعون الديمقراطية وحقوق الإنسان. وخلال انتهاء الاجتماع الخياني واللاقانوني اتصل المخمور بوريس يلسين بالرئيس الاميركي بوش الأب، يخبره بنهاية الاتحاد السوفيتي وتصفية منجزات الاشتراكية العظمى، وبعد اليوم لا يوجد الاتحاد السوفيتي، وكان مترجم الرئيس الروسي بوريس يلتسن اندريه كوزوروف، لاحقا تم تعينه وزير الخارجية لروسيا الاتحادية، ماسوني،طابور خامس بامتياز وهرب من روسيا الاتحادية والان يعيش في اميركا؟
سؤال مشروع؟
اين الشعب السوفيتي؟ اين اعضاء وكوادر وقيادات الحزب؟ اين دور جهاز امن الدولة السوفيتية( كي جي بي)؟ اين دور الاستخبارات العسكرية السوفيتية )
: ؟اين دور الطبقة العاملة وحلفائها؟ اين دور الكمسمول الشيوعي؟.
نعتقد ان من يتحمل مسؤولية تفكك الاتحاد السوفيتي وتصفية منجزات الاشتراكية العظمى هو الحزب الشيوعي السوفيتي من الناحية النظرية والعملية، ولكن ان مهمة الدفاع عن النظام الاشتراكي في الاتحاد السوفيتي، والدفاع عن السلطة السوفيتية هو جهاز امن الدولة السوفيتية ( كي جي بي) ويتحمل الجنرال كرجيكوف رئيس جهاز امن الدولة السوفيتية المسؤولية الاولى ولكن….؟!؟!،اين دور جهاز الاستخبارات العسكرية السوفيتية( كرو) من ما حدث خلال المدة 1985-1991؟!؟.. انها دردشه مرعبة وغير مألوفة اصلاً من ان تحدث في اكبر حزب شيوعي في العالم، يقود دولة عظمي في جميع المجالات.
هل هذا كان يمكن ان يحدث في حكم الرفيق ستالين، طبعاً لا….ولو كان قائد عسكري من مثل المارشال جوكوف لما حدث للاتحاد السوفيتي في حكم الخائن غورباتشوف وفريقه المرتد، لو كان سوسلوف في فترة ما يسمى بالبيرويسترويكا الغارباتشوفية السيئة الصيت في شكلها ومضمونها كان تم رفض مشروع الحكومة العالمية وتم تنظيف الحزب من الخونة والعملاء والمندسين والطفيلين والطابور الخامس وعملاء النفوذ……؟!

تاسعا.. في 25\12\1991، اعلن الخائن غورباتشوف استقالته من منصبه في الحزب الشيوعي السوفيتي ومن الدولة السوفيتية وطالب بحل الحزب الشيوعي السوفيتي، وهو الان يتجول في عواصم الغرب الامبريالي عمل محاضرات مشبوهة ومدفوعة الاجر ،وهو الان يعيش مع احفاده في المانيا، وهو متسول سياسي، ومنح لقب احسن مواطن الماني، مرتشي،رخيص الثمن،واحسن من وصفه احد الكتاب السوفيت بانه كومة من الغائط.
لقد تم رفع نخب من قبل غورباتشوف الخائن لشعبه وفكره وحزبه بتفكيك الدولة العظمى، الاتحاد السوفيتي عبر تنفيذ مشروع الحكومة العالمية ولصالح واشنطن ولندن وباريس وبون وتل أبيب. هذا هو فايروس الخيانة العظمى.

انظر..د.الدكتور نجم الدليمي، دور قوي الثالوث العالمي في تفكيك الاتحاد السوفيتي،وثائق… ادلة وبراهين، الاردن،عمان، دار امجد للنشر والتوزيع، السنة، 2017.

انظر مقالتنا في مجلة حوار الفكر بعنوان،،كشف الحقائق و ابعاد المضامين السرية لسيناريوهات المؤامرة الكبرى على الاتحاد السوفيتي، العدد،32، السنة 2015.

17\3\2021

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here