ضبط ( 7 ) مليون حبة مخدرة و ( ٩ ) كغم من مادة الكرستال في صحراء الرطبة ؟

ضبط ( 7 ) مليون حبة مخدرة و ( ٩ ) كغم من مادة الكرستال في صحراء الرطبة ؟
د . خالد القره غولي ..
ما مر يوم علينا في العراق إلا وكان أسوأ من قبله .. الفقر يزداد ونطاق الظلم يتوسع .. ساعة أسوأ من أخرى وجحيم يتبعه جحيم ينهش صبر الناس ويجعلهم يلتفتون إلى باب للحل أو نافذة يترقبون من نورها بصيصا كي يشفي غليلهم ويعيد لهم حقوقهم ممن ظلمهم .. العراقيون يقاتلهم كل أهل الأرض وحتى الجن يقاتلنا ويتآمر ضدنا بينما يمتلك العراقيون جميعهم ! إنتشار إستيراد وشراء وبيع وتوزيع المخدرات في العراق ! بشكل كبير وسريع جداً وبخاصة بين الفئات العمرية من 14عاماً وحتى 40 عاماً .. وقد إستفسرتُ من أحد الزملاء الأعزاء المسؤولين عن مكافحة المخدرات في العراق عن الموضوع وزودني بأرقام خيالية عن أعداد المجرمين الّذين ألقي القبض عليهم وإيداعهم في السجون وعن أنواع جديدة وغريبة من المخدرات الموزعة تتجاوز حبوب الهلوسة والتخدير وتصل إلى حد إرتكاب جرائم قتل بدون وعي وجرائم أخرى لامجال لذكرها فضلاً عن تركيز تجار هذه المخدرات على فئات عمرية وشبابية ونجحت في توزيعها داخل بعض المدارس والكليات ووحدات الأمن ودعم وتشجيع دول مجاورة لهذه الظاهرة! نهيبُ بكل الشرفاء والمسؤولين والمواطنين ورجال الأمن والقانونيين والجامعيين ورجال الدين بالوقوف صفاً واحداً وكلمةً واثقةً صادقةً للحد من هذه الظاهرة وبخاصة في محافظتنا الأنبار وهي تشهدُ شبه ضياعٍ لمركزية السلطة نتيجة الصراع المحموم على المناصب بين المسؤولين .. بعد أن كان أهل ( الأنبار ) يخشون من موضوع ( داعش ) أصبحت اليوم قضية تناول ( المخدرات – الحشيش – الخمور ) شبحا يطارد الشباب والمراهقين ويخيف الأهالي ويقلق الجهات المسؤولة ولا سيما بعد ضبط كميات كبيرة منها وازدياد إعداد متناوليها لوفرتها في أماكن عدة من مدن المحافظة بشكل خاص والبلاد بشكل عام .. وعزا الدكتور خالد القره غولي رئيس المركز الإعلامي والصحافي الوطني العراقي ان أسباب انتشار المخدرات إلى ضعف أداء الأجهزة الأمنية وانشغالها بمطاردة وبمقاتلة المجاميع المسلحة
( داعش ) ووجود جهات داخلية وخارجية مستفيدة من انتشارها في (البلاد) بعد عام ما يسمى التغيير بالإضافة إلى ضعف الرقابة من قبل الأهل وإهمالهم لأولادهم فضلا عن البطالة التي تعد السبب الرئيس للانحراف .. وبدأت تخيم على جميع مدن ( محافظة الأنبار ) وأن هذه المخدرات تأتي على شكل حبوب في أكياس رسم عليها شكل طائر جارح محافظة ( الانبار ) تعد مركز التقاء العراق بالأردن عن طريق الرطبة والتي بدورها توصل إلى السعودية وهناك طريق آخر قريب من هذه المنطقة يوصل بالجارة سوريا ومن السهل تسلل المهربين لهذه الحبوب عبر المناطق الحدودية وتمكن الفريق الامني يوم امس من احباط دخول كميات كبيرة من المواد المخدرة في منطقة ومدينة الرطبة الحدودية , أن هذا الموضوع بات يشغل كثير من أولياء الأمور وخوفهم على أبنائهم وأن هذه الحبوب التي تم ضبطها هي مستخلصة من مواد مخدرة لا تختلف كثيرا عن الهيروين والخشخاش والكوكايين والحشيش وأن هذه المواد بطبيعتها تصيب الخلايا الرمادية الموجودة في الدماغ بأضرار جسيمة بل وحتى تقضي عليها مما يعطي المدمن شعورا بالنشوة والسعادة الزائفة التي ما تلبث أن تزول بزوال المؤثر , إن هذه الخلايا تولد وتعود من جديد بعد مضي اقل من ( 24 ) ساعة ولكنها لا تعود بنفس العدد بل اقل بكثير مما يعني أن متعاطي المخدرات يكون عرضة لأمراض الرعاش والشلل وفقدان الذاكرة والتركيز في سن مبكر وأصحاب الشأن ( المدمنون ) يعترفون بالخطورة الجسيمة لما يفعلوه ولكن بعد فوات الأوان .. من جهة أخرى أكد الدكتور خالد القرة غولي رئيس المركز الإعلامي الصحافي الوطني العراقي .. إلى ضرورة إن تؤخذ مشكلة المخدرات على محمل الجد واتخاذ الإجراءات السريعة والعاجلة للحد منها وأضاف أن إقامة الندوات التثقيفية والعلمية والدينية في المؤسسات التربوية والتعليمية والجوامع والمساجد من قبل منظمات المجتمع المدني والمراكز الثقافية عبر الفضائيات والصحف المحلية .. ممكن إن توضح مدى خطورة تعاطي المخدرات بمختلف أنواعها وإقامة مراكز تأهيله لمعالجة مدمني المخدرات والقضاء عليها في المجتمع قبل إن تكون مشكلة مستعصية يصعب علاجها ! إياكم يا أهلي في العراق والأنبار من السكوت والتأني والتكاسل عن موضوع المخدرات لأنه بوابة الضياع ورصاصة الرحمة على بلدنا ومدننا وحضارتنا ..
والله ولي التوفيق

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here