اهتمام الشيعة الإمامية بقراءة عاصم

اهتمام الشيعة الإمامية بقراءة عاصم، الدكتور مروان خليفات

مأخوذ باختصار من كتاب مخطوط في طريقه للطبع !

كانت قراءة حفص عن عاصم موضع اهتمام الشيعة عبر العصور، وكانت أحبها إليهم فألفوا حولها المؤلفات. منهم ثابت بن أسلم أحد أعلام الإمامية في القرن الخامس الهجري، حيث ألف كتاب ( تعليل قراءة عاصم )وترجم له السنة والشيعة.
قال الذهبي : ( ثابت بن أسلم بن عبد الوهاب ) أبو الحسن الحلبي ، أحد علماء الشيعة . وكان من كبار النحاة . صنف كتاباً في تعليل قراءة عاصم قريش . وكان من كبار تلامذة أبي الصلاح . وتصدر للإفادة بعده ، وتولى خزانة الكتب بحلب ، فقال من بحلب من الإسماعيلية : إن هذا يفسد الدعوة . وكان قد صنف كتاباً في كشف عوارهم ، وابتداء دعوتهم ، وكيف بنيت على المخاريق . فحمل إلى صاحب مصر فأمر بصلبه ، فصلب ، فرحمه الله ولعن من صلبه . وأحرقت خزانة الكتب التي بحلب ، وكان فيها عشرة آلاف مجلدة من وقف سيف الدولة بن حمدان ، وغيره )
تاريخ الإسلام ، ج 30 – ص499، وراجع الوافي بالوفيات للصفدي، ج10 ص 291

قال الشيخ الطهراني : (تعليل قراءة عاصم ) لأبي الحسن ثابت بن أسلم بن الوهاب الحلبي النحوي المصلوب بمصر ( حدود 460 ) وله ابتداء الدعوة كما مر )
الذريعة ، ج 4 – ص 226

وقال الشيخ ابن شهر آشوب (ت 588هـ ) : ( وأما عاصم فقرأ على أبي عبد الرحمن السلمي ، وقال أبو عبد الرحمن : قرأت القرآن كله على علي بن أبي طالب ، فقالوا أفصح القراءات قراءة عاصم لأنه أتى بالأصل وذلك أنه يظهر ما أدغمه غيره ويحقق من الهمز مالينه غيره ويفتح من الالفات ما أماله غيره . والعدد الكوفي في القرآن منسوب إلى علي ( ع ) وليس في الصحابة من ينسب إليه العدد غيره )
مناقب آل أبي طالب، ج 1 – ص 321

قال العلامة الحلي (ت 762هـ) : ( وأحبّ القراءات إليّ قراءة عاصم )
منتهى المطلب، ج5 ص 64

وقال السيد محسن الأمين : ( قرأ عاصم على أبي عبد الرحمن السلمي القارئ على أمير المؤمنين ع ولذا كانت قراءة عاصم أحب القراءات إلى علمائنا ).
أعيان الشيعة ، ج 1 – ص 131

حول سند أعلام الإمامية لقراءة عاصم.

قال الشيخ الطهراني : ( (رسالة في سند قراءة عاصم ) للمولى مصطفى بن محمد إبراهيم القاري التبريزي نزيل مشهد خراسان ، المولود 1007 . وله ” تحفة القاري ” المؤلف 1067 كما مر ، وكتب بعده هذه الرسالة وذكر فيها أحوال عاصم مرتبا على خمسة فصول خامسها في سند قراءة نفسه وذكر تاريخ ولادته وجملة من أحواله وأحوال مشايخ قرائته…)
الذريعة ، ج 12 – ص 236

وقال الشيخ الطهراني بعد أن ذكر كتاب (جواهر القرآن في علم تجويد القرآن ) : (للسيد محمود بن السيد محمد بن مهدي بن عبد الفتاح الحسنى الحسيني القاري الحافظ التبريزي … وذكر سند قراءته في الخاتمة وذكر أن آباءه كلهم حفاظ قراء ، يروى قراءة عاصم كل ابن عن أبيه إلى جده الحافظ السيد عبد الفتاح فإنه يروى عن عمه السيد الحافظ محمد رضا ، وهو عن والده السيد محمد ” وهو عن الحافظ في الروضة الرضوية الحاج محمد رضا السبزواري ، وهو عن جده عماد الدين على الشريف القاري ، وهكذا إلى أن ينتهى إلى عاصم وعنه إلى أمير المؤمنين ؟ (ع ) ثم بدا له أن يكتب رسالة فارسية في التجويد لتكثير النفع . واستفادة من لم يعرف العربية ، فكتب أيضا رسالة بالفارسية على ترتيب ” الجواهر ” وسماها ” حل الجواهر ” وفرغ منها في ( 1278هـ ) )
الذريعة ، ج 5 – ص 274 – 275

وقال السيد محسن الأمين في ترجمة الشيخ عبد النبي الشيرازي الامامي (ت 1354هـ ) : (قال السيد شهاب الدين الحسيني فيما كتبه إلينا : هو الحافظ الضابط المجود المؤرخ القارئ المحدث . وأبوه امام جمعة شيراز وأخو امامها وعم امامها . كان من أعيان أهل الفضل أديبا حافظا للقرآن الشريف قارئا بتمام القراءات العشر على اختلاف رواياتها شيخ القراء بإيران ، أدركته وقد جاوز التسعين ، وله تواليف ورسائل في التجويد والتاريخ والحديث ، اروي عنه القراءات المشهورة لا سيما قراءة عاصم بالسند المتصل)
أعيان الشيعة، ج 8 – ص 126 – 127

وقال حبيب الله الهاشمي الخوئي : ( ويستفاد مما نقل الطبرسي عن ابن عياش أن قراءة عاصم هي قراءة أمير المؤمنين علىّ بن أبي طالب روحي له الفداء إلَّا في عشر كلمات أدخلها أبو بكر في قراءة عاصم حتّى استخلصت قراءة علىّ عليه السّلام فالقراءة المتداولة هي قراءته عليه السّلام وكذا قال الطبرسي في الفن الثاني من مقدمة تفسيره في ذكر أسامي القراء : فأمّا عاصم فانّه قرأ على أبى عبد الرّحمان السلمى وهو قرأ على علىّ بن أبي طالب عليه السّلام . فإنّما اختير في المصحف الكريم قراءة عاصم لسهولتها وجودتها ولأنّها أضبط من القراءات الأخرى والسرّ في ذلك إن قراءته قراءة أمير المؤمنين عليه السّلام )
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة ، ج 16 – ص 266

وقال المحقق السبزواري : ( وقد حكى عن جماعة من الأصحاب دعوى الاجماع على تواتر القراءات السبع وحكى الشارح الفاضل ان بعض محققي القراء أفرد كتابا في أسماء الرجال الذين نقلوا هذه القراءات في كل طبقة وهم يزيدون على ما يعتبر في التواتر )
ذخيرة المعاد ، ج 1ق2 – ص 273

ونختم هذا المبحث بذكر بعض مؤلفات الإمامية بخصوص قراءة عاصم ، نذكر بعضا منها نقلا عن( الذريعة إلى تصانيف الشيعة ) للشيخ الطهراني :

ـ حياة جاوداني، قال الشيخ الطهراني : ( منظوم فارسي في التجويد في مقابل ” حرز الأماني ” للشاطبي المتوفى ( 590هـ ) نظمه الحاج محمد رضا بن محب على السبزواري المشهدي القاري الحافظ للروضة الرضوية المتوفى عن ستين سنة في ( 1055هـ ) )
الذريعة ،ج 7 – ص 118

ـ (( الدروس ) في التجويد بقرائة عاصم . قال الشيخ الطهراني : ( للمولى عبد الحسين بن عبد المولى أوله [ الحمد لله العاصم من الزلل ما تلت الأواخر الأول ] مرتب على مقدمة وعدة دروس وبعد دروس كثيرة في فوائد جليلة تجويدية يشرع في فرش الحروف على ترتيب السور من أول سورة الفاتحة إلى آخر الناس . يقرب من ألف بيت )
الذريعة، ج 8 – ص 144

ـ ( ( أرجوزة ) في التجويد للشيخ علي بن حيدر الشروقي المتوفى سنة 1314 نظمها في ليلة واحدة في سوق الشيوخ دفعا لتعيير مفتيها بأن علماء الشيعة لاحظ لهم من معرفة تجويد القرآن ( أقول ) كأنه غفل هذا المفتي عن حال أئمة القراءة المعبر عنهم بالبدور السبعة ولم يطلع على تشيع الأربعة منهم ، عاصم بن أبي النجود ، وأبو عمرو بن العلا ، وحمزة ، والكسائي )
الذريعة ، ج 1 – ص 467 – 468

ـ (( إرشاد القاري ) فارسي في بيان قراءة إمام القراء عاصم بن أبي النجود الكوفي الشيعي المتوفى بعد سنة 127 للمولى مصطفى بن إبراهيم القاري التبريزي المشهدي المولود في نواحي تبريز سنة 1007 والمتوفى بعد تأليف هذا الكتاب بقليل … رتبه على مقدمة وخمسة أبواب وخاتمة في مجلد كبير يليق أن يجعل كل باب كتابا ” أولها ” في مراعاة الواجبات في القراءة ” والثاني ” فيما هو من المستحبات فيها ” والثالث ” في اختلافات القراءات ” والرابع ” في إيضاح المشكلات ” والخامس ” في الوقوف السجاوندية ورموزها ، ذكر فيه أنه اشتغل بتأليفه خمس سنين بدأ بالتأليف في الحائر الحسيني وفرغ منه في النجف الأشرف سنة 1078 وكان له يومئذ من العمر سبعون سنة فيظهر أنه أواخر عمره وأن فيه زبدة ما أدرجه في سائر تصانيفه الكثيرة في التجويد مثل تحفة القراء ، وتحفة الأبرار ، وتحفة المقرئين ، ووقوف القرآن ورسالة سند قراءة عاصم وفيها ذكر ترجمة نفسه مفصلا رأيت من هذا الكتاب نسختين إحداهما في خزانة شيخنا العلامة الحجة ميرزا محمد تقي الشيرازي والثانية في مكتبة العلامة المولى محمد علي الخوانساري)
الذريعة ، ج 1 – ص 516

ـ (( مختصر التجويد ) فارسي ، للسيد محمود بن عبد الله الموسوي الدزفولي ، في بيان قرائة عاصم برواية حفص في عشرة فصول : 1 – الاستعاذة والبسملة 2 – أقسام الأسنان ومخارج الحروف 3 – صفات الحروف 4 – الترقيق والتفخيم 5 – الاظهار والادغام 6 – النون الساكنة والتنوين 7 – المد والقصر 8 – ها الكناية 9 – وقف أواخر الكلمة 10 – أقسام الوقف)
الذريعة ، ج 20 – ص 185 – 186

ـ ((مفردة عاصم ) لعماد الدين علي بن علي الفارسي الاسترآبادي ، من القرن العاشر ، مؤلف ( تحفهء شاهى 3 : 371 ) وغيرها من الرسائل في التجويد . وهي في قرائة عاصم على طريق الشاطبي ، في مقدمة وثلاثة أبواب وخاتمة )
الذريعة ، ج 21 – ص 367 – 368

ـ ((ملحق تحفة القراء ) لمصطفى القاري مؤلف ” تحفة القاري ” المذكور في ( 3 : 461 ) ، الفه في سيرة عاصم ورواته في سنة 1068هـ )
الذريعة ، ج 22 – ص 198

مواضيع ذات صلة للرد على السلفيين في التعليق الأول :

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here