بالروح بالدم نفديك .. أبا يائير .

محمد علي مزهر شعبان

بالروح بالدم نفديك ” أبا يائير” لافتة توسطت الميادين وسط تل ابيب، بالعربية والعبرية، نصبها من ينتمي الى ما يسمى القائمة العربية الموحدة بقيادة ” منصور عباس” الذي بات الورقة الرابحة لنتياهو. فهو في كل خطوة مع سيده  الذي تقطر يداه دما بدماء شبابهم . هذه الحركة الاخوانية التي تعمل جاهدة للاندماج مع كل  قراريتخذه نتياهو، سواء  التطبيع مع اسرائيل، او الدعم لقانون الشذوذ الجنسي، هذا الانغماس أضحى كورقة رابحة لتعزيز كفته على حساب المعارضة، رغم ادراكه ان جميع الاحزاب الصهيونية المعارضه، تطلب من ممثيلها ان يتنازلوا عن موقفهم لصالح الانضمام لنتياهو، حتى لا يعتمد على العرب الذين يصمونهم جهارا نهارا بالارهابين،وعدم الاعتماد على الاصوات العربية .

أي وقاحة تستبيح كل القيم، لكي تسقط نقطة الحياء، حدً النقطه ؟ ماهذه الزيجات الملوثه بالعهر لقضية استنزفت دماء عشرات الالوف من دماء شباب، ودمار دول، وانكسارات جيوش ؟ أي امة يبتاع ضمير سياسيها الى هذه الدرجة من الانحطاط ؟ السلم حل وحفظ الدماء اوجب، والدبلوماسية انهض بحل الازمات دون شك، بعد ذلك الشوط الكبير من التضحيات، وتلكم الابواق واللافتات بأن القدس عروس الامة، وان فلسطين قضيتهم الملهمه، فساقوا الشعوب الى الحتوف منكسرين واهنين،وحتى انتصاراتهم المزعومة هي لعبة الادوار . ففي الوقت الذي تعبر سيناء جيوش سيد الرهان في 1973، يمرق شارون من فتق فتحة ” الدفر سوار” ليطل على بوابات القاهرة، او تلك القرارات والمؤتمرات للتسوية الخداعة . هذه العروس في تاريخ أمه، تعطلوا كثيرا لتزويقها لتكون فرضا واقعا وتطلق من قبيلتها، لا خيار دونه، وأهلوا ومرحبوا أن يذبح قربانا لها الحق والحقيقه، ففجت تلك البكارة لمن استباحها. وعقدت الصفقة وانقسمت العشيرة، بين مرحب ذليل، فقد كل شيء إلا ان يبقى على سلطان حكمه، وان كان بيدقا مأمورا خانعا خنيثا، وقد تكحلت عيناه بظلال الوهم، مجرد من كل انتماء وادعاء كذوب . هذا القسم المطبع وان امتلك القوة والكثرة وخزائن المال، وهم يدركون انهم أضحوا مجرد قطعان سار مع أمريه الى تلك الزيجة الباطله . اما القسم الرافض وان استحالة عليه قوة الردع والمنع، لكن أرجله غير مرتجفه، تمنحه العزة والكرامة، وان بادر للاشتباك رغم ضعف وسيلته، وقلة حيلته، والمعادلة غير المتوازنه، فهي ثوابت الموقف الاخلاقي والرجولي والوطنية والقومية، الراسخه في الجنان، الذي يؤشر ان الحياة لا يمتلكها، أصحاب القبضات الحديديه، ولا زناة الليل . اللذين توانوا طويلا كي يلعبوا لعبة التمزيق واثارة الاحن والفتن في بما يسمى أمة، وإحتوى أهل الناقة والبعير، فقضمت القدس وعقد القران فيها، ثم قرر إقامة الحفل في الجولان، وسيتم الزفاف على سواحل تيران ليمرق الى باب المندب .

اذن اين الغرابة في موقف ” منصور عباس ” ان يكون شريكا لنتياهو ؟ بيدق مثل هذا، صغير جدا مامورا ماجورا، حين يرى الكبار ممن يدعون قادة الاسلام، يزحفون متملقين خانعين، في ان يركب هذا الصهيوني ظهور الاباعر. رغم ذلك فان الخط الاخر ورغم خيبته من هؤلاء لم ينزع جلباب شجاعته، وان كانت المؤشرات تسير عكس رؤياه وتمنياته . القضية اضحت في رسم مزاد العملة . وستنبأنا الايام، بأن السلام اكذوبة، وان اسرائيل، لم تحترم الخانع، وان الخريطة في مسار الامتداد، وان الخرطوم سيلتف على اغلب البوابات والمضايق . اين هذه الامة من شعوب الارض الاحرار ؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here