العراق بين مصالح الاخرين ومصلحته العليا

الف صديق ولا عدو واحد حكمة تنطبق على واقع العراق بكل ما تحمل الكلمة من معنى، ونحن نعيش في دائرة صراع الكبار ومصالحهم وخططهم ،وبين واقع بلد يعيش الامرين بين تحديات ومخاطر امنية ، وتراجع واضح في مختلف الجوانب والنواحي .

كثرة الانتقادات والاعتراضات في الفترة الاخيرة على التقارب العراقية _ المصري _ الاردني ومن المفترض انعقاد قمة قريبة بينهما في بغداد الحبيبة ،وما تمخض عن الاجتماعات واللقاءات السابقة في تطوير العلاقات الثنائية ، وتوسيع نطاق التعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية وغيرها من المجالات الاخرى ، وكانت اغلب هذه الانتقادات ، بسبب عدم الجدية او عدم وضوح الموقف العراقية اتجاه الاتفاقية مع الصين لأسباب معروفة من الجميع .

حقيقة لا تحتاج الى دليل العراق اليوم في امس الحاجة الى توسيع دائرة التعاون مع الاخرين ، وتطوير علاقاتها في ظل ما اشرنه اليه في مقدمة كلامنا ، والاهم تحقيق مبدا التوازن في العلاقات مع الكل ، وعدم الانحياز الى معسكر دون الاخر ,والاهم المضيء قدما في جذب الاستثمارات الاقتصادية ، وخصوصا دول الجوار ، ومع معظم الدول العربية التي كانت ومازالت مستوى علاقاتها او تعاونها او حتى تعاطيها مع التجربة العراقية في مستويات تكاد لا تذكر ، بل عملت بعضها على زعزعة امن واستقرار العراق ما بعد 2003 واغلقت ابوابها ، وفتحت ابواب اخرى لتكون سببا رئيسا في تدمير البلد وقتل اهله .

و لأنه ضرب عصفورين بحجر واحد لسببين اولهما كسب دعم هذه الدول الى جانب العراق مقابل توسيع مصالحهم داخل البلد ، وثانيا ستعمل هذه الدول على دعم العراق ، لكي لا تتأثر مصالحهم او استثماراتهم و حتى رعاياها، وستشكل الورقة الاقتصادية ورقة رابحة بالنسبة للعراق لو عملت الدبلوماسية العراقية بشكل مهني وواقعي في استثمار هذه الورقة من اجل حل الكثير من المشاكل والملفات العالقة مع الدول او استغلال قوة ودعم هذه الدول في عودة العراق الى وضعه الطبيعي ، وعودته الى المسار الصحيح في بناء الدولة ومؤسساتها .

قد يقول قائلا هل من المنطق ترك الصين التي تشكل ثاني اقوى اقتصاد في العالم ، وكل الترجيحات والمؤشرات الواضحة على الساحة تأكد بانها ستكون الاولى خلال السنوات القادمة ؟ والذهاب الى بلدان مستواها الاقتصادي او وضعها العام لا يمكن حتى قياسه مع التين الاحمر ليكون جوابنا نعم وهي حقيقية واضحة للعيان ، ولا تحتاج الى دليل ، لكن في وقتنا الحاضر التقارب مع هذه الدول ومن يقف ورائها الافضل للعراق من التقرب من الصين ونحن نعيش في ظل تحديات ومخاطر امنية اولا واقتصادية ثانيا ، والنقطة الاساسية في الموضوع الامنية حيث ما زالت الجماعات الارهابية تشكل خطرا على وضعنا العام بشكل عام ، والداخلي بشكل خاص ، وتعميق العلاقة مع هذه البلدان سيشكل دعما حقيقيا في القضاء عليها اوردها لو حدث ما يحمد عقبة لا سامح الله .

البعض اشكل على دخول العمالة ومنها المصرية الى العراق حسب الاتفاق ،وهذا بحد ذاته كارثة ، لان البلد يعاني من مستويات بطالة هائلة جدا ، ودخولها سيزيد من مستواها ، وهذا شيء مؤكد للجميع ، لكن علينا ان نكون صادقين في كلامنا العمالة المصرية لديها الكفاءة والخبرة الواسعة في مجالات البناء والاعمار هذا من ناحية ، وناحية اخرى تجربتنا في ثمانيات القرن الماضي تؤكد هذه العراقية ، وبصراحة جدا مستوى اداء العمالة العراقية يجرح القلب ، وخبراته تكاد تكون جيدة ، لكن المصرية سبقتنا منذ سنوات في مجالات مختلفة .

واخيرا وليس اخرا على الحكومة العراقية لا تبخل جهدا من اجل توسيع علاقتنا ، ولا تقف عند مستوى محدود مهما كانت هناك صعاب او ضغوطات ، لان مصلحته العراق العليا في تطوير او توسيع علاقاتها مع الاخرين مقابل ضمان مصالحهم .

ماهر ضياء محيي الدين

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here