المبالغة في معادات ايران جعلها تتجه نحو الصين،

 نعيم الهاشمي الخفاجي
محاولة اسقاط انظمة دول واحتلالها وتجزئتها يجعل حكومات وشعوب الدول المستهدفة تبحث عن طرق لحماية امنها وتجاوز العقوبات والحصار المفروض عليها، ليس كل الشعوب تقبل ان يحتلها الاخرون وينصبون لهم حكومات حسب مقاساتهم، هناك امم حية مثل الامة الروسية التي رفضت أن يحتلها الاخرون وعلى حدودها هزمت امبراطوريات حتى الاسكندر المقدوني هزمه الروس، وهزموا المغول وهزموا الدولة العثمانية التي حاولت تنشر اليهم الاسلام بالسيف لسبي نسائهم لان الغزوات الاسلامية استهدفت الاقوام ذو البشرة البيضاء والشقراء ولم يتم نشر الاسلام بقوة السيف في القارة السوداء وانما نشر الاسلام في مصر وافريقيا الشيعة الفاطميون والطرق الصوفية السنية التي تنبذ العنف، الامة الروسية هزمت الدكتاتور الالماني هتلر وجعلت جيوشه فلول منهزمة، الصين امة حية لها حضارة وفلسفة دينية فريدة من نوعها، وان تعرضت الصين للاحتلال لكن امة حية رفضت الاحتلال واستقلت رغم انف المحتلين، ايران الامة الفارسية امة حكمت المشرق ووصلت للمغرب، امة معاندة ترفض الاستسلام والخنوع، عندما كان الفرس مسلمون سنة كل أئمة المذاهب السنية والمحدثين واصحاب السير والصحاح هم فرس، وعندما تشيع الفرس بزمن خودابنده على يد العلامة الشاب الذي لم يتجاوز عمره ١٧ سنة جمال الدين ابن المطهر الحلي في القرن السابع للهجرة ايضا الفرس رفدوا الشيعة في مراجع ومشايخ في فهم الشريعة والمعرفة واللغة العربية، صدام الجرذ عندما خدعوه لشن حرب نيابة عن الغرب اشتعلت الحرب واخذت ثمان سنوات دمرت الاخضر واليابس، تم محاصرت ايران بعهد ترمب في اعتراف ترمب حصار لم يشهد مثله حصار في العالم، النتيجة الامة الفارسية عززت صناعاتها الزراعية والصناعية واكتفت ذاتيا، سبق لاوروبا فرضت عقوبات ضد روسيا اقتصادية عام ٢٠١٤ بتصدير لحوم الدجاج والبيض النتيجة القيصر بوتين اجتمع مع حكومته وطلب دعم صناعة الدواجن واصبحت روسيا الان دولة مصدرة، بظل انتشار الصناعات بالعالم من الغباء محاصرة دول ومحاولة اسقاط انظمتها وتغير اديان ومعتقدات الدول المستهدفة، النتيجة يبحثون عن بدائل، امريك… كان في امكانها تستفيد من ايران كدولة تربطها معها علاقات اقتصادية افضل من استعدائها ومحاولة اسقاط النظام السياسي والديني والمذهبي، كثرت تحريضات نتنياهو والرشاوي السعودية ضد ايران لكون مذهب ايران شيعي جعل ايران تذهب تجاه الصين، لربما هذا المقال يتسبب في حضري وغلق حسابي واميلي مثل ما حصل لي سابقا في حضر حساباتي واميلاتي وخاصة نحن بزمن الحرية المزيفة المبنية على خنق كلمة الحق، هناك حقيقة ايران الفارسية اكثر الامم انفتاحا مع الامم الاوروبية والامريكية لولا نتنياهو والمال السعودي الوهابي الذي افسد العالم في اجمعه ونشر الفكر الوهابي الذي يفتك بالبشرية قتلا وذبحا بطول وعرض وشرق وغرب الكرة الارضية، شيء طبيعي الصين وإيران  ينفون  أي طابع سياسي أو عسكري – أمني عن «اتفاق الشراكة الشاملة» الموقع يوم السبت في طهران، لكن وجود تعاون بين دولتين مستهدفتين من العقوبات يوحي ان الاتفاق يكون في كل المجالات، وزير الخارجية الصيني وانغ يي الذي مثل بلاده في احتفال التوقيع كان قد زار الرياض قبل توجهه إلى طهران، فيما فسره مراقبون على أنه محاولة لطمأنة دول الخليج بأنها غير مستهدفة بالتعاون الإيراني – الصيني الذي يحدد الاتفاق مدته بخمس وعشرين سنة، تنفق الصين خلالها 280 مليار دولار على تطوير قطاعات النفط والغاز والصناعات البتروكيماوية في إيران، إضافة إلى 120 مليار دولار أخرى في مجالات تحديث البنى التحتية والنقل والصناعة الإيرانية.
المعلومات التي تنشرها الصحف الغربية منذ 2016، تاريخ بدء المفاوضات بين بيكين وطهران بشأن الاتفاق الذي تعده الأولى جزءاً من «مبادرة الحزام والطريق»، تشير إلى جوانب أمنية وعسكرية، منها نشر الصين لخمسة آلاف جندي في الجزر الإيرانية التي ستستأجرها الصين في الخليج وفي بحر العرب، وتعزيز دور الصين في نقل تكنولوجيا  إلى إيران، وتفعيل تبادل المعلومات الاستخبارية. ولكن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، والمتحدث باسم الوزارة سعيد خطيب زاده، نفيا بشدة هذه المعلومات، وقالا إنها مجرد أكاذيب وأوهام.
يفترض في ادارة بايدن طرح حلول مقبولة من جانب ايران وامريكا قضية محاولة اسقاط النظام في ايران واسقاط الدين والمذهب السائد في ايران هذا من المستحيل بل قضية التشديد من محاصرة ايران ومحاولة اسقاط النظام السياسي والدين يزيد تكاتف الشعب الايراني مع الحكومة والمرجعيات الدينية الشيعية في ايران، انا لست منتمي لحزب ديني بل انا يساري محتفظ في قيمي واخلاقي وهويتي الدينية الاسلامية الشيعية ولم يطلبوا مني ان انسلخ من اسلامي والقيم التي أئمن بها على عكس الاحزاب اليسارية العربية وبالذات العراقية التي تتفنن في كراهية الدين والمعتقدات، في العراق نحتاج احزاب يسارية مثل اليسارية الغربية الموجودة في الدنمارك والسويد التي تحترم خصوصيات من ينتمي لاحزابهم، في الختام شعوب العالم والأمم الحية لها خصائص واطباع تختلف من امة الى امة، ليست كل الامم مثل امة العرب التي تقبل ان يروضوها المحتلون والطامعون بخيراتنا،  العرب حالهم حال الفيلة واختم مقالي هذا بتغريده للاخ الصديق البرفسور الدكتور من سلطنة عمان حيدر اللواتي  (     ‏تُربط الافيال الصغيرة بحبل صغير يُقيد حركتها، وبعد ان تكبر تستمر في التصور ان الحبل الصغير لا يزال قادرا ان يقيدها فتبقى ساكنة ولا تحاول ان تتحرر منه!
 لا تكن كهذه الافيال وتعيش في عُقد ومخاوف الصغر والماضي، مُقيداً ومُكبلاً في حياتك!
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here