الوهم الذي انتصر

خالد القيسي
كانت امنياتنا واهمة عندما ظننا ان انتصرنا على نظام الحروب والدم وتستثمر في اقامة نظام ديمقراطي تعددي بديل ، واكبر الوهم تمركز عند روح التمرد والانانية في داخل البعض من هوى في ظلام الحزب الواحد ، يُأجج الصراع الخفي والعلني لاعادة دور القرية والفئوية الذي انتشر طيلة اكثر من ثلاثة عقود ، كانت تقوده قوة عمياء انانية  تُأكِد اهمية الفرد القائد وحمايته في السيطرة على مقاليد الدولة بالقوة والاكراه ، والذي ادخلنا في متاهات ودهاليز مظلمة وبشكل مأساوي من عنف سياسي وانفلات القانون تجاه رغبات جامحة قادتنا الى فواجع بنوايا الحروب داخلية كانت او خارجية .
قروي تاجر بالسياسة في طريقة غريبة دون ان يبدي أي اثر لردة افعاله ويثير اهتمامه الاطراء والمديح ، مضطرب رَسَم لشخصيته صورة على غير حقيقتها التي يصدر منها الغدر والشراسة والقسوة ،خاض معارك مختلفة سياسية واقتصادية ومجتمعية خرج منها بهزيمة تلو الاخرى ، صور لنفسه باعلام منافق انه انتصر فيها ! وتكرر هذا الامر كثيرا ، لا يسمع الاراء المعارضة لسياسته الخرقاء ويتبنى ما يراه هو، قال احدهم ( خطأك لي هو الصح ) ودائما يَنفُذ من باب المحاصرة الى المتاجرة بالقضية الفلسطينية والقومية العربية في شكل استعراضي بائس ، يثير البلبلة في كل اتجاه ثم يتراجع عنها مخذول عندما تنقلب احواله ، حتى اصبح البلد في وضع لا يؤتمن جانبه ، وضع رجال من الشارع في هرم قمة السلطة من حزبين واقرباء وحسب اهميته الامنية ، حتى اصبح التقرب من مصدر السلطة مليئة بالالغاز والخوف ، لا يثق باحد مهما كان منصبه فخلق لنفسه هالة من القوة الفارغة ، يقتل القتيل وكان شيء لم يكن .
بعد ازاحة هذا الهم تكشفت لنا جوانب كثيرة من النظام الجديد ، صراعات تافه ، مبالغة سياسية ، شك متبادل ، دور وممارسات ابعد من تكون مخلصة في بناء بلد على انقاض ما اقترفه النظام السابق ، فساد مستشري ، فأصبنا بالاحباط  السياسي والفكري ولم نجد اي تبرير لتصرفات وتوقفات تسيء الى استقراره ، والمسير مع الواقع وما فرضته حقيقة التغيير لموقف متغير من شركاء الوطن التي لم تستوعب ما حدث .
الاهم في كل هذا ما يجري في اقليم ما يسمى الشمال والجارة الجنوبية ( الكويت ) من جشع لا يشبع في قرض الارض وطمع لا يملاء العيون في وقاحة لاقت تعاون وتسهيل من  بعض ساسة الفساد بحماقة وجهل ، منظر مرعب ونحن  نشاهد  ما يخطط لتقزيم البلد بلد الحضارات ، سبب لنا كثرة غم وزيادة حزن في فصول وخطط من التآمرلم تنجز بعد ! ونراها ما ثلة للعيان .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here