في عيده السابع والثمانين الحزب للشعب

محمد عبد الرحمن

في 31 اذار 1934 تأسس الحزب الشيوعي العراقي . ومنذ ولادته جاء رقما صعبا في المعادلة السياسية العراقية، رغم صنوف المصاعب والمحن التي كابدها الوطن. وبالقطع لم يتحقق ذلك بيسر، ولَم تكن الطريق مفروشة بالورود .

كان طريق الحزب وظل معبدا بتضحيات آلاف الشهداء والمناضلين، نساء ورجالا، عربا وكردا ومن التركمان والسريان والكلدان والاشوريين والارمن والايزيديين والصابئة المندائيين، من مختلف اطياف وطوائف شعبنا المتآخية، التي وجد ابناؤها وبناتها طريقهم الى صفوف الحزب الشيوعي، مناضلين من اجل أهدافه التي جسدت وتجسد طموح غالبية العراقيين في التحرر والاستقلال والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، دون ان ينسوا ولو للحظة واحدة الحلم الأكبر في تحقيق سعادة الانسان وتحرره من قيوده وانهاء استغلاله، والانتقال من ملكوت الضرورة الى ملكوت الحرية الذي تحققه الاشتراكية .

في مسيرة الحزب المجيدة شاركت الملايين من أبناء وبنات العراق، أعضاء ومؤازرين وأصدقاء وجماهير ، ويندر ان نجد من ترعرع في صفوفه ولا يقرّ بتاثير الحزب عليه بمواقفه وسياساته وتربيته اعضاءه على حب الخير للناس والاستعداد للدفاع عن قضاياهم ، وتراجع الانا وتضاؤلها امام مصالح الشعب والوطن.

نعم يندر من لا يقرّ بهذا التأثير، وبفعل المثل التي ورّثها الشهداء للمناضلين الشيوعيين، وتركت بصماتها في شخصياتهم وسلوكهم ، بل ووجدت صداها حتى عند من تعايشوا بصدق وامانة مع تجربة الحزب الغنية والملهمة.

يستغرب البعض كيف استطاع الحزب الشيوعي الصمود ومعاودة النشاط والعمل بعد كل العواصف الهوجاء التي مرت عليه، ولكم منّى الحكام الرجعيون والدكتاتوريون والظلاميون وإعداء التقدم والحرية بكل اشكالهم وتلاوينهم، كم منّوا النفس برؤية نهاية لهذا الحزب الصامد، الذي هو بحق نبتة وطنية عراقية روّتها مياه دجلة والفرات، ومياه اممية إنسانية متطلعة الى خير البشر وسعادتهم وانعتاقهم من كل ظلم وعسف واستغلال.

لكن أنّى للطغاة بكل الوانهم واشكالهم ادراك ان “حصن حزب اشاده فهد – لن تستطيع هدمه قرد”. هو حزب الشيوعيين الذين صقلت نفوسهم اغاني وانغام “يالرايح للحزب خذني وبنار المعركة ذبتي .. بركبتي دين اريد اوفي على عوام المضت منى”.

فهو ليس حزبا طارئا، ولا مستوردا، ولا دخيلا، كما يحلو للبعض المرتعد خوفا على مصالحه ونفوذه ان يردد في مناسبة ومن دونها، فلو كان كذلك لانفرط عقده ولانصرف عنه الناس وهجروه، فيما يحصل العكس تماما. وفي كل مرة يتعرض فيها الحزب الى هجمة شرسة تمد له الجماهير والقوى الوطنية الحية والاصيلة اليد لينهضوا جميعا . فالتجربة اثبتت ان نهوض الحزب ودوره الفاعل، هما من عوامل اطمئنان الناس وهذه القوى معا. ذلك انه حليف ومساند وداعم اكيد، ولَم ينقلب يوما على كلمة أعطاها والتزم بها. فهو صادق مع نفسه ومع جماهيره، ومع من يتحالف معهم .

نعم، مثل اي حزب سياسي قد يجتهد، وقد يخطئ، ولكنه سباق الى المراجعة والتدقيق والتمحيص وتصويب المسارات، وفضل كبير في ذلك يعود الى رفاقه ومناصريه، وللجماهير التي كانت وما زالت تريد الأفضل لحزب فهد وسلام عادل والحيدري والاف الشهداء

والمناضلين. فهو لها المرتجى والامل، وكلما ادلهمت الآفاق شخصت الابصار نحوه لثقتها المتناهية به، وهي من اختبرته مرات ومرات، فلم يقف الا معها .

وان حزبا متجددا كهذا، هو حزب شاب رغم زحفه نحو الـ 87، حزب كان ويظل منارة للسائرين نحو وطن حر يرفل شعبه بالسعادة والخير والرفاه .

فسلاما للحزب الشيوعي وشهدائه

وكل عام وانتم والحزب والشعب والوطن بالف خير.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here