محطة رقم 8 الفرزة الثانية
وهنا لا بُدّ من ذكر موقف الرئيس حامل راية العروبة جمال عبد الناصر الذي كان يجول ويصول
بخطاباته الوطنية التحررية وقد ذكرتُ سابقًا كيف ان الانقلابيين كانوا يعتبرون مصر هي الرائدة
والقدوة وقد ساروا في خطواتهم الاولى في غاية الصفاء وذكرتُ ذلك التأثير حتى على مناهج
الدراسة التي كان يَدْرُسها الطالب فمثلًا كان الطالب على المنهج الملكي في الصف الثاني متوسط
وهي مرحلتي الدراسية كان الطالب يدرس فيها درس الكيمياء وعند تطبيق المنهج المصري تم
الغاؤه لأنه غير موجود في المنهج المصري وبعد حصول الخلافات بين الزعيم و رفيقه عبد
السلام دخلت مصر على الخط واصبحت طرفًا بالضد للزعيم وبدأتْ اذاعتها تكيل الشتائم
وتحرض على اسقاط الزعيم فعادت المناهج القديمة وتحمل الطلاب وزر هذه الارتجاليات من
أبطال الثورة وبدأت الاذاعات بالتسقيط ولكل طرف ابواقه واتذكر ان احمد سعيد وهو
المختص بتعليقاته النارية على الزعيم تناول في إحدى تعليقاته ذكر حَسْنه مَلَص وجعل منها
المناضلة الشهيدة فصار مثار سخرية لأن الخبر كان مدسوسًا عليه للإيقاع به وأكل الطُعْم .
لم يكتفِ قائد العروبة جمال بالمناورات الكلامية بل احتضن البعثيين وكل المعارضين للزعيم
واخذ يمدهم بالمال والسلاح وقد ذكر ذلك القيادي البعثي هاني الفكيكي في مذكراته اوكار
الهزيمة وفي هذا الموقف للرئيس الذي يمر على الصحراء فتخضر كما يقول عبد الحليم حافظ
في اغنيته قد اكتفتْ به دول الغرب والسعيد مَنْ اكتفى بغيره عن تحمل نفقات المآمرات وقد
باركت ذلك وعلى ضوء هذا الموقف تحالفت مع بطل العروبة كل دول الخليج وانضم شاه ايران
لهم وقد أهدى حُكّامُها له في عام 1971 الجُزُر الثلاث وهي طنب الكُبرى والصُغرى وابو موسى
لكونه شرطي أمريكا في الخليج وفي رواية اخرى ان شاه ايران اخذها غصبًا فأقول لماذا لم
تتحالف الدول العربية على استرجاعها بالقوة اذا كانت صادقةً ولماذا لا تشتكي لدى الامم
المتحدة لاسترجاعها ولو من باب اثبات الحجة ؟؟؟؟!!!! .
وقد قرأتُ في مذكرات وزير الداخلية المصري في عهد الرئيس جمال وهو خالد محيي الدين
أن الرئيس طلب منه في اذار 1954 القيام بعدة تفجيرات داخل القاهرة لكي يتسنى له اتهام
الاخوان المسلمين الذي كان واحدًا منهم وقد أدّى القسم الحزبي امام المرشد حسن البنا في
أيامه الاولى ثم انسحب منهم في عام 1947 .
كما يذكر عَمرو موسى في مذكراته أيضًا عند ما كان سفيرًا في سويسرا ان الرئيس جمال كان يطلب
ارسال جبنة سويسرية خاصة له ولعائلته ويُظهر في الصحف انه يأكل جبنة المِشْ تَبَع الغَلابه
وهي الجبنة اليابسة التي لا يأكلها الا فقراء المصرين وللمصريين مثلٌ للسخرية عن رئيسهم حامل
الراية يقول المثل // واحد عَلّمنا أكلنا المِشْ والآخر جانا لا يهش ولا ينش .
والمفاجأة التي لم يعرفها غالبية العراقيين وكثير من العرب أن اصل جمال عبد الناصر هو يماني
واجداده يهود انتقلوا الى مصر وأظهروا اسلامهم وأن أحد أصهاره يهودي اعتنق أهلُهُ الاسلام
وأن فاروق الفقي أحد ضباط مخابراته كان له ارتباط بالموساد وتم اكتشافه في عهد السادات
وأنّ كل حكام مصر من تأسيس الجمهورية والى الان هم من عوائل يهودية اعتنقت الاسلام
وآخرهم السيسي ويُسْتَثنى منهم الرئيس محمد أنور السادات .
وأزيد القارئ من الشعرِ بيتًا هو أنَّ الرئيسَ الفلسطسني ياسر عرفات ينحدر من عائلة يهودية
أصلها من المغرب انتقلت وسكنت فلسطين وهؤلاء هم القادة ومن هل المال حَمّلْ جِمالًا .
هذه لمحة عاجلة عن حاملي راية الامة العربية في ارض الكنانة وفي فلسطين وللقارئ تقدير
مدى مصداقية هؤلاء الحُكّام وما وراء الاكمة علمه عند الله سبحانه وتعالى.
****************************************************
الدنمارك / كوبنهاجن السبت في 20 / اذار / 2021
الحاج عطا الحاج يوسف منصور
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط