واشنطن تقلم أظافر “إعلام الميليشيات”.. قنوات تلفزيونية تخشى “الإطفاء النهائي”

أغلقت حزمة مواقع مؤخراً

مثلت الحملة الأخيرة لوزارة العدل الأميركية على جملة مواقع تابعة للفصائل المسلحة، تطوراً ملحوظاً في مواجهة إعلام تلك الفصائل، وإنهاء وجوده على الفضاء الرقمي ، الذي كان يستغله لبث الدعاية ونشر أخبار نشاطاته المسلحة في البلاد.

وفي 2 يوليو/تموز 2009، أدرجت الخزانة الأميركية ميليشيا كتائب حزب الله”، وهي جماعة عراقية مسلحة مدعومة من إيران ، في قوائم الإرهاب لتوجيهها ودعمها وتشكيلها خطراً كبيراً لارتكاب أعمال عنف ضد قوات التحالف وقوات الأمن المحلية.

كتائب حزب الله العراقي.. ذراع إيران في بلاد الرافدين

في حين قال كيفن جيه كورلاند، القائم بمهام مساعد وزير إنفاذ قوانين التصدير في مكتب الصناعة والأمن: “سنستمر في تعطيل المنظمات الإرهابية الأجنبية بقوة، مثل كتائب حزب الله، وسعيهم لاستخدام البنية التحتية الإلكترونية الأمريكية للإضرار بالأمن القومي للولايات المتحدة”.

وتقول وكالة “المعلومة” ومقرها بغداد ، إنها غير تابعة لفصائل مسلحة، وليس لديها ارتباطات بكتائب حزب الله، وفق ما نقل مصدر مطلع عنها، لوسائل إعلام محلية.

كما صادرت العدل الأميركية، نهاية العام الماضي، موقعين على شبكة الإنترنت بسبب أنشطتهما كذراع إعلامية لميليشيات كتائب حزب الله العراق.

والموقعان المصادران، هما تابعين لقناة “الاتجاه” الفضائية العائدة لكتائب حزب الله، التي تندرج ضمن مجموعة واسعة من قنوات التلفزة، والوكالات والصحف، التابعة لاتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية، الممول من إيران رسمياً.

اتحاد الإذاعات.. ذراع إيران الإعلامي في العراق

وتأسس هذا الاتحاد عام 2007 كهيئة تابعة لـ “وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي” الإيرانية التي يرأسها أحد الوزراء القلائل الذين يجب أن يحصلوا على موافقة المرشد الأعلى لكي يتولّى المنصب.

وتم تكليف “الاتحاد” بنشر سردية معادية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط ، وهو يعمل كمظلة لوسائل إعلام “محور المقاومة” في جميع أنحاء المنطقة ، ويزود “الاتحاد” هذه المنافذ الإعلامية بالدعم المالي والتكنولوجي والتنظيمي ، ويساعد في تدريب موظفيها، ويضع استراتيجية موحدة لكي تقوم بمتابعتها.

واليوم، لدى “اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية” أكثر من 210 شركة حليفة في 35 دولة، معظمها في الشرق الأوسط، حيث تشمل هذه الشركات القنوات الفضائية ومحطات الراديو والمواقع الإخبارية ووكالات الأنباء ومراكز التدريب وشركات الإنتاج الإعلامي ومراكز البحوث.

اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية ينتقد صفقة ترامب - قناة العالم  الاخبارية

بدوره، ذكر مصدر في الاتحاد، أن “هناك قلقاً من قدرة الإدارة الأميركية على إغلاق القنوات الفضائية التابعة للاتحاد، في حال نسّقت مع القائمين على الأقمار الصناعية التي تشترك فيها تلك القنوات، وهو ما يضعها في موقف محرج أمام أنصارها، في الفضاء الرقمي، و يشكل هزيمة كبيرة لها”.

وأضاف المصدر، الذي طلب إخفاء هويته، لـ(باسنيوز)  أن “اجتماعاً عقد مؤخر للجهات المختصة في اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية بخصوص الأنباء الواردة عن تفاهمات تجري في الوقت الحاضر، بين أطراف في وزارة العدل الأميركية، والقائمين على أقمار البث الفضائي، بشأن إمكانية تعطيل بعض القنوات، بسبب خطابها المناهض للسلم الأهلي في الشرق الأوسط”، لافتاً إلى “صعوبة تطبيق هذا الأمر، لتعدد الأقمار الصناعية، وإمكانية التحول إلى غيرها، لكنها ستمثل تضييقاً كبيراً في حال نجحت الجهود في هذا الاتجاه”.

سياسات ترامب “تحصرهم” في تليغرام

وينشط “اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية” بالدرجة الكبرى في العراق ولبنان، إذ تعكس استراتيجية الرأي العام الإيرانية في هذين البلدين نهجها تجاه الأنشطة السياسية والعسكرية هناك، حيث أن “حزب الله” مسؤول عن مشاريع “الاتحاد “في لبنان، بينما يقدم الاتحاد الدعم لمجموعة كبيرة من وسائل الإعلام التابعة للميليشيات في تلك البلاد.

ومع مجيء الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، كان لسياسة الضغط الأقصى لإدارته تأثير ملحوظ على استراتيجية إيران الإعلامية في المنطقة، حيث أشارت تقارير إلى تعرض أعضاء “اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية” لضغوط مالية، مع توقف بعض القنوات التلفزيونية عن البث في عام 2020 بسبب ديونها المستحقة لصالح مشغلي الأقمار الصناعية، مثل قناة “الكوثر” العربية.

من جهته، يرى الصحفي، العراقي، إيهاب جواد، أن “تلك المؤسسات بدأت بالتكيف مع تلك العقوبات، من خلال الاحتيال في إنشاء مواقع خبرية، أخرى، ولو أنها لم تكن بقوة المواقع المغلقة، فضلاَ عن وضعها بشكل دائم خطط بديلة للتحول إلى سيرفرات أخرى، لكنها تحتاج إلى وقت طويل، لتعريف جمهورها بها، وإرشاده إلى العناوين الجديدة”.

تحديث جديد لتطبيق ”تيليغرام“ يحمل العديد من المزايا

وأضاف في تصريح لـ(باسنيوز) أن “كثير من المواقع الالكترونية، التي أغلقت تحولت إلى مواقع التواصل الاجتماعي، لنشر أنشطة المجموعات التي ترتبط بها، وهو ما يؤكد ضرورة ملاحقة تلك المجموعات حتى على مواقع التواصل الاجتماعي” ، مردفاً ” لكن المشكلة أن الإدارة الاميركية لا تُخضع كل المواقع إلى سلطتها، فضلاً عن رفض كثير من تلك المواقع العملاقة التعاون في مسائل الحجب وإغلاق الصفحات، مثل موقع تليغرام، الذي بدأت المجموعات المسلحة، تستخدمه بكثافة لما يوفره من ميزة الحماية”.

ويفسر خبراء لجوء تلك المجموعات إلى المنتديات الخاصة ووسائل التواصل الاجتماعي، بأن تلك الميليشيات المدعومة من إيران تلجأ إلى أساليب أرخص بكثير للوصول إلى جماهيرها بفعالية ، فعلى سبيل المثال ، زاد الوكلاء مؤخراً من أنشطتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

كما أنشأت بعض الجماعات “قنوات إخبارية” تشارك في حملات تضليل بالإضافة إلى بث التقارير حول الهجمات على المصالح الأمريكية وبث خطاب الكراهية داخل المجتمع العراقي على أساس قومي وطائفي.

 

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here