الكراهية في الكرسي!!

الكراهية في الكرسي!!
بناء الأنظمة الحية المعاصرة تستوجب أن تكون المحبة في الكرسي , المحبة بمعناها الوطني الإنساني المطلق , الذي يضمن السيادة الوطنية ومصالح المواطنين.
وهذا ما تسعى لتحقيقه الأمم والشعوب المزدهرة ثقافيا وعلميا وإقتصاديا وأخلاقيا.
أما أن نضع الكراهية في الكرسي , فمعناه العدوانية السافرة على الوطن والمواطنين والمعاني الإنسانية والقيم والأخلاق السامية.
الكراهية نار تتأجج في الصدور والنفوس فتعمي العقول , وتطلق العواطف السلبية الغادرة المدججة بالسوء والبغضاء والإنتقام من الآخر ورفضه , فتعبّر عن منهج همجي مبيد خلاصته: ” أنت معي أو أنت عدوّي”.
والمجتمعات التي تتوطن الكراهية فيها الكراسي , تعيش دوّامات وجيع , وتداعيات مريرة محشوة بالدم والدموع.
ترى لماذا تميل المجتمعات إلى توظيف الكراهية والإستثمار فيها بدلا من المحبة؟
الواضح من السهل على البشر أن يكره , ومن الصعب عليه أن يحب , وهذا سلوك متجذر في طبعه , فهو ميّال للنفور أكثر من القبول , والشر ينطلق بسرعة من دنياه , ولهذا فأن الإستثمار بالكراهية يكون أسهل وأسرع ويأتي بغنائم ذات ربحية عالية.
وعندما نتحدث عن السلطة المفروضة بالقوة , فأن طاقة الكراهية تكون مناسبة وضرورية لتحقيق إرادة النفوذ المطلق على مقدرات الآخرين , فتتحول الشعوب إلى أعداء في أنظمة سياسية تستثمر بالكراهية لبسط الهيمنة.
وفي مجتمعاتنا تسود ظاهرة الحكم بالكراهية والعدوانية على المواطنين , ولهذا تجد أعداد المعتقلين في تزايد , وتنتشر عقوبة الإعدام وجرائم القتل السياسي بشراسة , ويتحقق مواجهة أي مظاهرة بعنف شديد وتوحش مروع.
فيكون سفك الدماء من ضرورات البقاء في الكرسي , ويترتب عليه نهايات قاسية لهكذا أنظمة حكم , والأمثلة متوفرة وقريبة , وقد ذهبت ودمرت مجتمعاتها معها.
فالموطلوب وعي أهمية إجلاس المحبة في الكراسي , لأنها ينبوع الخير والأمن والسلام , وديناميكية التقدم والرقاء في الحياة.
قهل من ثورة محبة فاضلة؟!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here