البشر لا يولدون متطرفين إرهابيين إنما طبيعة بيئتهم تجعلهم كذلك

البشر لا يولدون متطرفين إرهابيين إنما طبيعة بيئتهم تجعلهم كذلك

بقلم مهدي قاسم

غالبا ما نسمع أن هذه العقيدة أم تلك بريئة من التطرف والإرهاب أوالنزعة العدوانية المكتسبة ، وأن المسألة تتعلق بالسلوك الفردي فحسب ، في محاولة سعي واضحة لتبرئة النصوص العقائدية وأو البيئة المتعصبة والمتشددة تطرفا من تبعات ونتائج السلوك الفاعل و المنفذ الفردي أم الجماعي والذي يجري بسبب التربية البيئوية و التحريض العلني أم المبطن ..

ولكن هل فعلا أن المسألة هكذا في حقيقتها أم مجرد ذرائع وحجج لتبرئة ساحة الأصول السامة من الفروع المسمومة ؟..

ولكن لو أدركنا أو عرفنا أن البشر يولدون عموما ــ وبالعادة ــ بعقليات وأذهان بيضاء ونفوس بريئة و أن بيئتهم وثقافتها الفكرية و العقائدية والاجتماعية هي من تجعل منهم قتلة وإرهابيين و قساة قلب متوحشين ضد الآخر المختلف عقائديا أو فكريا ، لاصبح واضحا أن البيئة وثقافتها الفكرية والعقائدية هي من تنتج أو تصنع من الأفراد والمجموعات مجرمين أو إرهابيين بحق الآخر المختلف ، بفعل ما يتعرضون ، منذ نعومة أظفارهم ، لعمليات غسل دماغ وتلقين متواصلة من أنواع وأصناف كراهية وبغض وحقد على هذا النحو من سموم معدية للروح والنفس على حد سواء ، مقابل إبراز الآخر المختلف ــ عقائديا ــ على هيئة شيطان رجيم يتربص بهم ليلا ونهارا للانقضاض عليهم أو على عقائدهم !!..

بتوضيح آخر نقول :

ــ لوأن بن لادن أوالزرقاوي وأبو بكر البغدادي وأي إرهابي أو مليشايوي ولائي آخر، قد ولدوا في بيئة يهودية أو مسيحية او بوذية ــ مثلا ــ لأصبحوا يعتنقون تلك الأديان والعقائد ، وربما لكانوا يستغربون من أن هناك أناس يؤمنون بكذا دين أو عقيدة ..

واختصارا وكما هو معروف، ومثلما يقال ، إن الإنسان ــ بشكل عام ــ ما هو سوى أبن بيئته ، سلوكا و نهجا وتفكيرا وعقيدة ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here