لماذا نامت دعيوة؟

لماذا نامت دعيوة؟
سلوان الجحيشي
هل يُعقَل أن طفلاً عراقياً ينامُ في وقتٍ مبكرٍ وقبل الساعة التاسعة مساءً؟
في حين تشكو العوائل سهرَ أطفالها وإنعكاس ذلك على دقة تركيز الطفل ونباهته ومستواه الدراسي.
نعم لقد فعلتها دعيوة.
على ما يبدو أنً دعيوة مختلفة عن أقرانِها من الذين أثر في سلوكهم الضخ التكنولوجي، وساهم الإدمان على إستخدام الأجهزة الحديثة في مزاجهم، فلا شأن لهم بارتفاع سعر قنينة الزيت، ولا يعنيهم أمر الميزانية التي…كثر الحديث عن الذي أخفاها!
قبل أنْ تخلُد دعيوة لنومٍ هانيء، كانت مشغولة الفكر بما لم تدركه لكنها تعرف أن اباها منزعجٌ جداً من قرار رفع قيمة الدولار مقابل الدينار العراقي، وطالما عبر عن غضبه بعتاب عفوي وجهه لصاحب الجلالة الذي تجهل دعيوة من يكون هذا العظيم الذي إنقادت له مشاعر الطاعة والحب دون عناء بحثٍ وجهد من تفكير أو تحليل لموقف هنا أو هناك.
من المؤكد ان والد دعيوة ينمتي لأفواج “الجهلة” المطالبين بخفض سعر الصرف على حد وصف النائبة المخضرمة التي باتت موضع ثقة (الحظ الردي).
كانت دعيوة حريصة على إكمال واجبها البيتي، لكنها لم تتمكن من إرساله لمعلمة المادة، لان النعاس لم يمهلها قليلا من الوقت.
هذا الحرص اشبه بحرص أتباع (العابث بخلق الله) على إفشال مخطط الاطاحة بمحافظ البنك المركزي، بعد ان صار له أغلب النواب سداً منيعاً حال دون استجوابه، ليعود والد دعيوة يخاطب البرلمان الذي تحوم حول شرعيته الشبهات بأبياتٍ رددها قبله من لم يحالفه الحظ وخابت اماله من نيلِ مناه حيث يقول:
عقدت عليك آمالي ورحت أجر أذيالي
وقلت غداً ستثريني وتصلح فيك أحوالي
وأربح فيك مكرمة تعبيء جيبي الخالي
وأبني الفَ مشروع وألفي مصنع آلي
وتصبح ثروتي العظمى تضاهي ثروةَ الوالي
ولكن يالسوء الحظ خابت فيك آمالي
وجدت فخامتي الحمقى عليها ثوب زبال
هكذا إذن…ما أجمل حالَ المواطن وهوَ يرتدي ثوب زبال، مادام هذا الوضع خططتْ له عقول نيرة بأفكار منعدمة النظير،متمثلة بأصحاب المعالي والفخامة، بداعي الحفاظ على إقتصاد البلد من الانهيار، لكن غاب عنهم ان والد دعيوة ومن هم على شاكلته على علم باسماء البنوك الشريكة بمؤامرة رفع سعر قيمة الدولار، وكم هو حجم الأسهم والفوائد المكتسبة على شكل أرباح ناتجة عن عمليات شراء الدولار قبيل صدور قرار رفعه بأسبوع، ليباع بالسعر الجديد وتخزن عوائده ليتم صرفها على مستحقيها أواخر الشهر الاخير الذي يسبق الإنتخابات والذي تكون الحملة الإنتخابية بحاجة لسيولة مالية تصرف على المرشحين الذين ستكون تجربتهم الإولى في دخول حلبة السباق كونهم من الوجوه الجديدة التي لم يسبق لها أن مارست العمل السياسي، ولا أعتقد أن تلك الخدعة ستنطلي على دعيوة مجدداً فموعد الإنتخابات لناظره قريب.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here