ذكرى جريمة قتل وتهجير الكورد الفيليون الشيعة

ذكرى جريمة قتل وتهجير الكورد الفيليون الشيعة، نعيم الهاشمي الخفاجي
مرت علينا الذكرى الأليمة الثانية والأربعين على قيام نظام صدام الجرذ البعث الطائفي الشوفيني في تهجير واعتقال الكورد الفيليون الشيعة، حيث اقدم نظام البعث على اختلاق أزمة في استهداف طارق حنه عزيز وتم توجيه الاتهام نحو الفيليون وبدات عمليات التهجير الطائفي، في يوم الرابع من نيسان عام ١٩٨٠ بدأ الرفاق البعثيين الأراذل في عمليات التهجير، انا من مدينة الحي والتي تضم خليط عندما اسسها أجدادنا رحمهم الله في منتصف القرن الثامن عشر ميلادي من العرب والأكراد الفيليين واليهود وبعض العوائل الفارسية، إعداد الفرس قلائل جدا لربما بيت او بيتين، نقل لي والدي ووالدتي رحمهم الله كيف كانوا يعيشون مع اليهود بسلام واحترام ومع الاكراد وغيرهم، الدولة العثمانية كانت تضطهد الشيعة، الحي بنيت حول ضريح الصحابي التابعي سعيد بن الجبير الاسدي وسميت الحي نسبة للشهيد سعيد بن الجبير ع، عمليات التهجير بمدينة الحي طالت الشعراء الحسينيين واصحاب المواكب والتجار والمثقفين واصحاب الاموال والغاية ضرب كل انسان شيعي مثقف وصاحب مال، كنت طالب في الاعدادية في صفي وحده هجر عشرة طلاب متفوقين من ضمنهم الصديق ماجد شندل كنت واقف بساعة تهجيره كانت كتبه المدرسية بيديه صاح نعيم نعيم ألتفت اليه قلت له تفضل قال لي راح يهجرونا بلغ المدرس لايغيبني من الدرس؟ التفتت اليه قلت له الله معك اخ ماجد وانعل شرف من هجرك؟ كنت متهستر بتلك اللحظة عندما رأيت ذلك الموقف المحزن، لم يكتف نظام البعث في سلب أموالهم بل قام في اعتقال عشرة آلاف شاب كوردي فيلي وقتلهم صدام الجرذ في ابشع الطرق بل احد ضباط الحرس الجمهوري عندما غادرت العراق نقل لي خبر يقول عندما كنا نتدرب تمارين قوات خاصة يجلبون لنا أكراد فيلية من الشباب المعتقلين نجري عليهم تمارين لقتلهم؟؟ من المؤسف عندما سقط نظام البعث كان يفترض يسالون حثالات البعث الذين هم الان بالخضراء في مكاتب الرئاسات الثلاث وضباط في الدفاع والداخلية عن كيف وطرق قتل اكثر من عشرة آلاف كوردي فيلي شيعي، اقولها وبصراحة ان التغيير في العراق، تغافل عن مأساة الكرد الفيلية في العراق، التي لا تختلف عن حلبجة والأنفال ومأساة انتفاضة آذار 1991 في جنوب العراق،
قبل ٤٢ سنة وفي ظلمة الليل هاجم اوباش نظام صدام بيوت مواطنين عراقيين أبا عن جد لا لذنب ارتكبوه سوى لأنهم ينتمون الى قوميتهم الكردية ومذهبهم الشيعي ،لكي ينتقم البعث المقبور من مواقفهم التاريخية المشرفة ، علينا ان نعترف معظم الشعراء والمواكب الحسينية والتجار هم كرد شيعة فيليون، مواقفهم كانت ممتازة في رفض النظام الاقطاعي وفي مناصرة الزعيم عبدالكريم قاسم، وقفوا ضد انقلاب شباط 1963 ضد حكم الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم، ايضا وقف الفيليون مع الثورة الكوردية ضد نظام المقبوران البكر وصدام الجرذ، حال وصول البعثيين للسلطة عام ١٩٦٨ بدأ التضيق على الشيعة تم استهداف ابن زعيم الطائفة السيد مهدي الحكيم وتم اعدام تجار شيعة بحجة جواسيس للصهي….نية واتضايق تم تهجير أكثر من 70 ألف عائلة كردية فيلية إلى إيران الشاه في شتاء 1970-1971، بحجة دعمهم للحزب الشيوعي العراقي وعدم إيمانهم بمبادئ البعث والثورة، وخروج الفيليون في مظاهرات عارمة تأييدا لاتفاقية آذار 1970 في ساحة التحرير ببغداد ، وانخراطهم الواسع في التنظيمات الديمقراطية والجماهيرية للحزب الديمقراطي الكردستاني في تلك الفترة، ووصل لقيادة حزب البارزاني شخصيات فيلية منهم حبيب الفيلي والد اراس الفيلي زعيم حزب احمد الجلبي الحالي، ووصل لقيادة حزب الاتحاد المناضل الوطني الفيلي الدكتور عادل مراد وغيرهم
للأسف عندما يكون رأس هرم الدولة العراقية طائفي وشوفيني تكون النتيجة كوارث، على سبيل المثال اول عملية تهجير طالت تجار العراق تم دعوتهم الى اجتماع في قاعة الشعب في بغداد يوم 7/4/1980 بحجة منحهم إجازات استيراد جديدة ، ومن كل المحافظات والاحتفال بميلاد حزب البعث وكان اكثر من اربعمائة تاجر من الدرجة الأولى من الكرد الفيلية،في تلك القاعة التي ضمت حوالي تسعمائة تاجر من حاملي هوية غرفة التجارة من الفئة( أ )
نقل لي هذه الحادثة الصديق المرحوم الحاج ابو عادل النجفي الشخصية الوطنية المعروفة في أوساط الجالية العراقية في الدنمارك والذي توفي قبل عدة سنوات،

أفتتح الاجتماع طه ياسين رمضان، بخطاب مسموم عنصري، ثم أوعز الى جلاوزته لإخراج التجار من الكرد الفيليين من الباب الخلفي لقاعة الاجتماع ، وتوجهت بهم الباصات وعلى الفور، الى الحدود العراقية الإيرانية لطردهم من وطنهم العراق وهم لا يحملون ،إلا هوياتهم ومفاتيح سياراتهم، لقد تم إسقاط الجنسية العراقية عنهم وعن أكثر من نصف مليون كردي فيلي، بموجب قرار فريد من نوعه ، صادر عن مجلس قيادة الثورة المنحل رقم 666 المؤرخ في 7/5/1980 والمنشور في جريدة الوقائع العراقية الرسمية رقم 2776 ، وتم تجريدهم من جميع الممتلكات والبيوت، والوثائق الثبوتية وشركاتهم و متاجرهم ومصانعهم،

فتم حجز مئات الآلاف من العوائل الكردية الفيلية في بغداد والكوت وخانقين والحي وبدرة وجصان والبصرة وديالى وميسان والكوفة والناصرية خلال اشهرو بطرق همجية لا مثيل لها في التأريخ المعاصر، في سجون ومعتقلات النظام الدموي في الكاظمية والفضيلية وصدر القناة وأبي غريب والحبانية وسجون ومعتقلات محافظات واسط وبابل والبصرة وديالى والناصرية وميسان والكوفة والحي وخانقين ومندلي وغيرها من معتقلات صدام المقبور.

“الكرد الفيليين لم يتم إنصافهم رغم صدور قرارات عادلة بحقهم”

في حوار سابق مع الدكتور الرمز الوطني الدكتور عادل مراد قال( كما استغل الكثير من الساسة في بغداد والإقليم هذا الملف لأغراض حزبية وانتخابية مؤقتة ، و أداروا ظهرهم للكرد الفيليين عند ترتيب القوائم الانتخابية والوظائف الحكومية وبشكل خاص في كردستان ،وتنكر الكثير من الساسة الكرد المعروفين للكرد الفيليين ،من خلال طروحاتهم العصبية والطائفية المقيتة!

وتناسوا نضالاتهم وتضحياتهم في الحركة الكردية منذ الأربعينات ولحد اليوم، فلم يتم إنصافهم حتى هذه اللحظة ،رغم صدور قرارات عادلة بحق الكرد الفيليين من المحكمة الجنائية العراقية العليا التي حاكمت جنرالات صدام ونظامه الدموي.
صدر القرار التاريخي يوم 29/11/2010 واعتبار جريمة ابادة الكرد الفيليين، إبادة جماعية(جينوسايد)، ولعب القضاة والمحققين والحكام الشرفاء وبعض موظفي الاقليم ، وبشكل خاص القاضي عبد القادر الحمداني ،أدوار كبيرة مشكورة، في المحكمة وخلال التحقيقات ..فتم تبني القرار من قبل مجلس الوزراء بشكل جدي وفعال، لكن وللأسف لم تقدم الحكومة العراقية ،على تطهير الدوائر العراقية، من الموظفين الفاسدين البعثيين ،المعشعشين في دوائر الأحوال المدنية (الكرادة مثالا) والداخلية ودوائر العقارات. فالبعض من هؤلاء الموظفين البعثيين ، هم الذين نفذوا عمليات التهجير بدقة عنصرية متناهية وفي أوقات قياسية مذهلة ولا زالوا وحتى هذه الساعة، يفسرون القوانين المنصفة الصادرة من المحكمة الجنائية والمصادقة من مجلس الوزراء، حسب مقاسات البعث . تلك المجموعات الفاسدة ، سرقت الأموال النقدية والحاجيات الثمينة من بيوت المسفرين أثناء المداهمات البربرية ، واعتدوا حتى على بعض القاصرات ، وسكنوا بيوتهم بعد شرائها بأثمان رمزية ، ولازال البعض منهم محتلين تلك البيوت والمتاجر والمعامل والمكاتب في مناطق مختلفة من البلاد).
انتهى حديث المرحوم الدكتور عادل مراد، وكلامه كان شهادة للتاريخ لذكر تلك الحقبة المظلمة، مشكلة من حكموا العراق بعد سقوط نظام صدام جرذ العوجة لايعرفون كيف يشرعون القوانين وإن شرعوا يكون القانون الذي شرع بائس وواجهة لدخول آلاف المزورين او منح رواتب لاطفال اعمارهم سنوات …..؟ بينما كان ولازال في استطاعة الدولة العراقية جعل قوانين المتضررين من نظام البعث جعل مؤسسات إنتاجية تخدم المجتمع والمتضررين انا كتبت للمرحوم السيد عبدالعزيز الحكيم عام ٢٠٠٦ قلت له إذا كانت لديكم رغبة في إنصاف المتضررين من نظام البعث عليكم اعطاء قروض وهبات وتسهيلات لكل متضرر في فتح مشاريع صناعية او زراعية او تجارية، بدل ماتعطوهم رواتب تقاعدية اعطوهم مبالغ على سبيل المثال إعطاء مبلغ مائة مليون دينار لمن يفتح محل تجاري او مفقس دجاج او شراء مزرعة …..الخ ولتكن الرواتب التقاعدية لكبار السن والمصابين بعاهات فقط وللشباب والشابات الدعم في دخول الجامعات والمعاهد والكليات المدنية والعسكرية ……الخ ليكونوا عناصر منتجة لكن ابتلينا بالسراق إذا المشرع يفكر كيف يجمع له ثلاث او اربع رواتب هذه المقترحات ماتفيده اكيد يقف ضدها ويشرع قانون فاسد للسرقة والحواسم، رحم الله الكورد الفيليون الذين طالتهم يد الغدر والحقد المذهبي والشوفيني، وحتى بعد التغير بقي الفيليون يقدمون قوافل الشهداء وما وقوف الاكراد الشيعة في ديالى ضد مؤامرة دخول داعش وإفشال خطتهم إلا دليل ان الفيليون مكون محترم يجمع ما بين القومية الكوردية ومذهب ال البيت عليهم السلام بل اقدم انفسنا في الفلوجة على ذبح جندي عراقي فيلي اسمه سمير مراد امام اجتماع لشيوخ عشائر الفلوجة وتم نشر مقطع الفيديو بزمن حكومة السيد حيدر العبادي أي في عام ٢٠١٦، تحية على ابناء جلدتنا الكورد الفيليون الكرام.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
5.4.2021

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here