الصدر الخالد في النفوس الطاهرة

الصدر الخالد في النفوس الطاهرة

جواد كاظم الخالصي

سيدي ابا جعفر أيها القانع من هذه الدنيا بقليلها كما هو جدك أمير المؤمنين عليه السلام ،، وضعت روحك وكل كيانك وتفكيرك في حب الله تعالى والانغماس في تطبيق احكامه والسير على عدالته التي اختطها سبحانه لعباده فرسمت لنفسك منهجا أردت من خلاله ان يكون درسا للاخرين في السير على طريقك الى رضى الخالق بعيدا عن حب الدنيا وزخرفها كما خاطبت بذلك طلابك واتباعك ومن كان يعتقد بمنهجيتك واخلاصك بغض النظر عن السياسية ومن سعى اليها ولكن هي مسطرة حياة لكل الناس بل وعامة الناس بما فيهم من يختلف معك مذهبا او دينا او قومية لانها رسالة انسانية نابعة من ضميرك الناصع كونك كنت محبا للناس كل الناس بمختلف انتماءاتهم وأفكارهم فكانت محبتك ومكانتك تحتل قلوب العراقيين من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه كونك تبحث وتدافع وتنتهج الاصرار على الكرامة والحرية والحياة الكريمة لكل عراقي ولذلك نلت احترام حتى من يختلف معك ما عدا ثلة او حزب واحد قذر هو حزب البعث وحاكمه المقبور صدام الذين يناصبون لك العداء لانهم شاذّون عن الانسانية وقواعدها البشرية ولا يفهمون لغتك الحرة وهي تطالب بالكرامة فكان هجومهم البربري والوحشي الهمجي في مثل هذه الايام عليك وعلى اختك الطاهرة بنت الهدى وارعاب عائلتك لترتقي روحك الطاهرة الى بارئها الاعلى في يوم التاسع من نيسان عام 1980 فيسجل العالم بتنوع لغاته وقوع اعظم كارثة في مدينة النجف تصفية مرجع ديني كبير بالقرب من ضريح ابو الانسانية الامام علي ع باعدام حفيده السيد الشهيد محمد باقر الصدر قدس سره ..

كنت انا شخصيا شابا يافعا ما بين بلوغي وصغر سني حين اصطحبني شقيقي الكبير (الذي استشهد بعد استشهاد السيد الصدر ) الى براني السيد الشهيد وجلست اليه وهو يحدثني بقوله أنكم امل هذا البلد وصوته الهادر بوجه الظلم والاستبداد والتسلط والخراب) .

اليك مرثيتي وانحنائتي امام شموخك ايها الكبير في القلب والساكن في العقل والتفكير فلن انساك ولن انسى طلتك البهية ووجهك النيّر حينما تبتسم للحاضرين في مجلسك كأنك تخفي خلفها كل هموم الزمن وما تعانيه بسبب زمرة البعث وما فعلته معك وبالمستضعفين في العراق وآهات السجناء في دهاليز منظومة البعث واجهزته القمعية التي ولت الى غير رجعة غير مأسوف على هذه الحقبة السيئة بل ان الشعب العراقي لفظ تلك العصابة الاجرامية وسحق على تاريخها .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here