هل يسمح الكبار بعودة العراق الى مكانته الطبيعية ؟

يقولون في السياسية ودهاليزها انها لا صديق له دائما ولا عدو كذلك ، انما تتغير وفق مبدا المصلحة , ولكن مع العراق وشعبه سياستهم لها حسابات اخرى .

هل يسمح الكبار بعودة العراق الى مكانته الطبيعية ؟

يوم امس تم وضع حجر الاساس لمشروع ميناء الفاو الكبير من قبل السيد رئيس الوزراء ، على الرغم ما شهده هذا المشروع من اتهامات ومعوقات يعرفها الجميع حتى وصلنا الى مرحلة ظن الجميع بها ان المشروع لم ينفذ مطلقا .

حقيقية لا تحتاج الى دليل قاطع ، بل انها واقع حال شهدناها منذ السقوط ليومنا هذا تم وضع حجر الاساس لعشرات المشاريع وتم تخصيص الاموال اللازمة لها ، لتمضي الايام وبدون تنفيذها او بقيت حبرا على ورق او ما نفذه منها لا يتجاوز 50% من نسبة الانجاز ، ليكون حال المشروع الخراب والاهمال وبحجج شتى ، ويبقى في دائرة الاعلام والوعود .والنتيجة وضع البلد في تراجع مستمر في مختلف النواحي والجوانب .

قد يقول قائلا وكما اسلفنه في المقدمة السياسية تتغير ، واليوم حسابات الكبار تغيرت ، والمفروض ان تبدا عجلة الاعمار والتنمية ، والبلد يعاني من المشاكل التي لا تنتهي ، ومشروع الفاو الكبير قد يكون مفتاح الفرج ، وبوابة خير نحو الامام ، وما يحققه هذا المشروع لو نفذ فعلا ، وبدء يعمل بصورة صحيحة ، وبدون مشاكل ، سيحقق فوائد ومنافع جمة ، بل سيكون نقطة انطلاق لتنفيذ مشاريع اخرى كبرى تحقق للعراق مكاسب شتى .لكن الامر اشبه بالمهمة المستحيلة للحكومة ، بسبب ان سياسية الكبار اتجاه العراق بعد زوال نظام صدام كانت ومازالت تسير بنفس النهج الثابت والواضح مصلحتنا في تدمير البلد ونهب خيراته ، وتدمير الدولة ومؤسساتها ، وقتل شعبه هدفنا الاول والاخير وبدليل اخرى وضعهم في تقدم وازدهار ، ونحن في صورة اخرى ومختلفة تماما .

ودليل لخرى حاجة البلد الى هكذا مشروع ومشاريع اخرى ليست وليدة اليوم ، بل نحن بحاجة الى المئات من هكذا مشاريع منذ عقدا الزمان ، ولعل ملف الكهرباء خير دليل ، ونحن مقبلون على صيف حار ، لكن بسبب تدخل الكبار في القرار العراقي كان سببا رئيسا ومباشرة في عدم تنفيذها ، خدمتا لمصالحهم في تحقيق مكاسبهم السياسية والاقتصادية وحتى التجارية.

ميناء الفاو لن يكون مفتاح الفرج للبلد واهله ، ما لا تتحقق متطلبات ومكاسب اخرى ، وفي مقدمتها التخلص من تدخل الكبار في الشأن العراقي الداخلي .

ماهر ضياء محيي الدين

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here

By continuing to use the site, you agree to the use of cookies. more information

The cookie settings on this website are set to "allow cookies" to give you the best browsing experience possible. If you continue to use this website without changing your cookie settings or you click "Accept" below then you are consenting to this.

Close