لو كانت هناك عدالة ليتم محاسبة كل من شارك بسفك الدم السوري وليس النظام فقط،

 نعيم الهاشمي الخفاجي

 نحن نعيش في عالم منافق، تحكمه المصالح، فاقد لكل القيم الأخلاقية والإنسانية، عالم مهين عليه عدة دول متجبرة، توظب ملفات حقوق الإنسان في الشعوب المقهورة والمظلومة لخدمة مصالحها الإستعمارية، أنا لست مدافعا عن النظام السوري، لأنني أمقت البعث بشقيه العراقي والسوري، وإن كان السوري أقل إجراما من بعث صدام جرذ العوجة الهالك، المفكر الامريكي نعوم تشومسكي قال دولتنا تدعم انظمة بدوية متخلفة دكتاتورية، وهو يقصد دول البداوة في الخليج.

العدالة  عند الدول الاستعمارية قد تغيب وتختفي نهائيا من محاسبة الدول الدكتاتورية القمعية التي تقمع شعوبها بطرق وحشية، لأن تلك النظم المستبدة تسير في فلك الدول الاستعمارية، ، ولكن العدالة عندهم  لا تتلاشى ولا تموت أبدا،  فسرعان ما تظهر وتطفو على السطح، إذا أنتهت مصالحهم مع حاكم ذليل هنا وهناك،  الآن تمر الذكرى العاشرة للهجمة الإرهابية على سوريا، حيث تم استقدام ارهابيين من أكثر مائة دولة بالعالم، حدود فتحت، تسهيلات بالمطارات، دعم مادي وتسليحي، تسهيلات لوصول عشرات الاف التكفيريين من كل دول العالم ووصولهم عبر الأراضي التركية واللبنانية والاردنية لدخول الأراضي السورية وكذلك الهجوم على الاراضي العراقية ولنا بقضية تسليم الموصل وتكريت والانبار لداعش، فتاوى تكفيرية، وصول شيوخ وهابية مثل الشيخ المحيسني لقيادة تدمير مدينة حلب، ولي عهد ووزير خارجية قطر السابق الشيخ حمد بن جاسم اعترف وقال أمرونا السعوديين  بتحويل المبالغ، اعطينا لرئيس حكومة سوريا انشق عن النظام السوري مبلغ خمسون مليون دولار، وهو رياض حجاب، واعطينا ثلاثين ألف دولار لكل ضابط وجندي سوري ينشق من قوات النظام السوري، معسكرات قسد مكتظة في اطفال إرهابيين قدموا من دول اوروبا واسيا وافريقيا ……الخ، لو كانت هناك عدالة ليتم محاسبة الدول الوهابية التي ارسلت آلاف الانتحاريين وزودتهم بالمال والسلاح، لاحظنا هناك تحرك للضغط على النظام السوري في حجة محاسبة النظام السوري، وذلك من خلال  أن دولاً أصدرت عقوبات ضد أشخاص محسوبين على الرئيس السوري.

أيضا  شارك  في كتابة بيان نشر في مقال مشاركة  18 وزير خارجية دولة أوروبية، ونُشر قبل أسبوع، وقالوا  إن «دولنا ملتزمة بضمان عدم إفلات مجرمي الحرب ومرتكبي التعذيب في سوريا من العقاب».

 هناك حقيقة أن في السنوات العشر الماضية، قُتل أكثر من نصف مليون إنسان  في سوريا، وهاجر وهرب ملايين السوريين  هرباً من انتهاكات وقتل استهدف الاطفال والنساء من الاقليات السورية مثل الشيعة والمسيح والدروز  والعلويين وكذلك السنة في ردود أفعال انتقامية للأسف، العالم شاهد محاصرة بلدة الفوعة وكفريا الشيعيتين في ريف ادلب وعندما خرجت قافلة تقل اطفال من الفوعة تم تجويع الأطفال وتم توزيع طعام للاطفال وحال تجمعهم فجروا عليهم عجلة مفخخة قتلت ١٥٠ طفل سوري لكونهم شيعة، وكان مراسل قناة الجزيرة عمر خشرم ينقل الخبر في القول تم استهداف ميليشيات ايرانية، النتيجة عمر خشرم هلك قبل شهر في فيروس كورونا ويلتقي مع الاطفال الضحايا عند حاكم عادل مشهود له بالعدالة وهو الله رب العالمين.

مستكتبين بدول الخليج غمرتهم الفرحة ان النظام السوري يتم محاكمته وكأن انظمتهم أنظمة ديمقراطية مثل ديمقراطيات الدنمارك والسويد المصنفة الاولى ضمن الديمقراطيات في العالم.

يتغابى هؤلاء المستكتبون من بدو نجد أنهم يعيشون في انظمة متخلفة قمعية تحكم في عقلية العصور الوسطى حسب تعبير وزيرة خارجية السويد في اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة لمناقشة سجلات حقوق الإنسان.

لو أن النظام في سوريا يعلن توقفه عن دعم قضية الشعب الفلسطيني ويقبل في التطبيع مع نتنياهو ينتهي كل شيء، ويتم سحق العصابات الارهابية ودعم النظام السوري ويصبح دولة معتدلة مسكوت عنها.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

10.4.2021

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here