اهمية رمضان في الدول الغربية

اهمية رمضان في الدول الغربية
قال تعالى “شهر رمضان الذي انزل فيه القران هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان”. انه شهر نزلت فيه احكام الاسلام ونزل فيه دستور المسلم في حياته وبعد مماته. في شهر رمضان ايضا كان انتصار المسلمين الاوائل الذين اختطوا لنا طريق التحرر من عبودية الانسان لاخيه الانسان في معركة بدر وفتح مكة. لقد تمكنوا قدر استطاعتهم تعميم العدالة الاجتماعية في المجتمع في رمضان وغيره.
قال رسول الله في اهمية هذا الشهر بان اوله رحمة واوسطه مغفرة واخره عتق من النار. كما ان الجانب الاجتماعي عظيم في هذا الشهر اذا قال رسول الله امرت بافشاء السلام واطعام الطعام والصلاة والناس نيام. آنها مبادئ انسانية عامة ترسيخ السلم الاهلي والسلام الدولي من خلال افشاء السلام. تدعوا ايضا الى العدالة الاجتماعية من خلال اطعام الطعام. ثم الى التوحيد الخالص لله دون مراءاة وبعيدا عن اعين الناس من خلال الصلاة والناس نيام.
ان اهمية وطعم شهر رمضان له مذاق اخر في الدول الغربية. ويعتبر اقوى رابط يربط شباب المسلمين بدينهم وهويتهم التي اصابها العطب. نتيجة هجمة بعض الانظمة السياسية الغربية ضد الاسلام على وجه الخصوص. لانه الدين الوحيد الذي يوحد الله في الالوهية والربوبية والصفات والاسماء. كما انه الدين الذي يجعل الايمان بالغيب واليوم الاخر احد اهم اركان الايمان. ليؤكد بان الله هو الذي يحيي ويميت ويرزق ويعاقب ويثيب. هذه العقائد الاساسية هي السبيل الوحيد لتوازن شخصية الانسان وتعرفه على مصيره وهدفه في الحياة وبعد الممات.
ليس لسياسي الغرب المنتخبين من قبل شعوبهم الحجج القوية لمهاجمة العقائد الاسلامية. لكنهم وعلى الدوام يعمدون لمهاجمته من الجوانب الجزئية سياسية او اقتصادية. ذلك للتغطية على فشلهم السياسي الاقتصادي الاجتماعي. فقد غيبوا الجانب الاخلاقي الروحي واهملوه واتجهوا نحو تصنيع مفاهيم استئصالية سبق ان استخدموها ضد المسلمين على نطاق واسع في فترة استعمارهم لهم كالارهاب وغيره.
مسلمي الغرب خصوصا من الشباب يشعرون بالفخر لانتمائهم للاسلام خصوصا في رمضان لما لهذه الشعيرة من اعادة قوة التلاحم الاسري والتراحم الاجتماعي لمساعدة المحتاجين كفرض من الله وليس كجزية او ضريبة. ان هناك فرق كبير بين الشعور والتضامن مع الفقراء وبين عيش معاناتهم من الامتناع الاجباري عن الطعام والشراب. هنا يكون للاحساس قيمة مادية يشعر بها المسلم عندما يمتنع عن الاكل والشرب لاكثر من عشر ساعات. هنا يشعر مع التجربة بمعانات الفقير الذي لا ياكل اياما طويلة.
لقد تمكنت فتن الحياة وتحدياتها من تماهل وتكاسل بعض شبابنا في تادية الصلاة في اوقاتها. او الذهاب للصلاة في المساجد في سائر الايام نتيجة عملهم المضني وبحثهم عن العلم لكسب رزقهم. لكن رمضان يشحذ الهمم ويعيدهم الى طريق الخير والاحسان. ويقوي الروابط الاسرية والعودة الى الرحمة والشفقة بين العباد لكسب رضى الخالق.
ان الشباب المسلم في الغرب رغم عدم التزامه ببعض الشعائر يمتلكون حبا وحسا لا مثيل له في احترام الاسلام. لانهم عرفوه عن طريق دراستهم القران الكريم وسنة رسوله العظيم. انهم على العموم اكثر ادراكا للتحديات من ابائهم واجدادهم الذين ورثوا منهم الاسلام. هؤلاء الشباب في بعض الاحيان ضحية الانترنت الذي يفتي فيه من هب ودب عن الحلال والحرام. كما انهم في احيان اخرى ضحية لجهل بعض الائمة الكلاسيكيين الذين لا يدركون الاعيب الغرب ومكره وحقده الدفين ضد الاسلام. فيتبنون دون روية ووعي افكاره الهدامة ويفسرون القران بما يرضي السلطات. انهم قد يسلكون هذه المسالك سواء برضى منهم او خوف على ارزاقهم.
د. نصيف الجبوري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here