أثير الشرع
بعد مرحلة خلاف وإختلاف طويلة الأمد، طالب رئيس مجلس الوزراء الأسبق السيد نوري المالكي وعبر خطابه الأخير، بنبذ وإنهاء هذه الخلافات التي وصلت إلى مرحلة كسر العظم في ظل أجواء مشحونة بأزمات قد تعصف بأساس العملية السياسية والإنتخابات التي يترقبها الجميع، مع إستمرار عزوف خطير من قبل المواطنين الذين عانوا نتائج أزمات سياسية أكلت وحصدت الأخضر واليابس، ولم يتبقى سوى بصيص أمل، لكن هذا البصيص لا يأتي ببقاء ذات الوجوه وهذا لسان حال كل مواطن !
لا يستطيع أحد شارك بمرحلة الفشل السياسي الخطير دغدغة مشاعر الناس تحت أي عنوان، شعار المواطن اليوم هو منع الفاسدين من المشاركة في الإنتخابات المقبلة، والحقيقة التي يعلمها الجميع بأن الكل متهم بالفساد، والكل كان مشاركاً فاعلاً في الحكومات السابقة، بل أن البعض متهم بإراقة الدماء والتسبب بتجويع وتفريق وتهجير أبناء الوطن الواحد.
إن الدعوة للمصالحة والتقارب بين الفرقاء السياسيين جيدة، لكن يجب أن تسبقها دعوة مصارحة ومصالحة مع الشعب وكشف أوراق متستر عليها، إن الدعوة للمصالحة يا دولة رئيس الوزراء الأسبق يجب أن توجه إلى المواطن؛ فهو المسؤول اليوم وليس شركاء العملية السياسية، والفجوة تتسع كلما تقدم بنا الزمن؛ ومن حق المواطن أن يطالب بحقوقه ومحاسبة المتسببين بهدر أمواله والمتسابقين للفوز والظفر بالغنائم، والواقع يقول جميع المشاركين في العملية السياسية متهمين بالتقصير والفساد أمام الشعب العراقي، ونحن مع الدعوة التي أعلنها جهاراً وعلى إحدى القنوات الفضائية، الوزير الأسبق وأمين عام حركة إنجاز باقر جبر الزبيدي والذي طالب بها قادة ورؤساء الكتل، بتنظيم لقاء مفتوح وعلني يتم خلاله كشف كافة الملفات المشتبه بها، والتي أثارت الكثير من التساؤلات، على أن يكون هو أول من توجه إليه الأسئلة.
نطالب جميع رؤساء مجالس الوزراء خلال الحكومات المتعاقبة، بكشف الملفات التي تم التستر حولها، ولماذا باتت الأوضاع بائسة؟ ولا يمكننا نكران منجزات بعض الحكومات، لكن ما تلاها وسبقها بحاجة إلى مكاشفة، كي يتم وضع الشعب أمام حقائق مغيبة قبل موعد الإنتخابات في العاشر من تشرين الأول المقبل، وجميع السيناريوهات مفتوحة حتى ذلك الحين.
زادت التدخلات في الشأن العراقي، وزاد التحريض الإعلامي المؤدلج، وإستلم البعض مبالغ الدعاية الإنتخابية مبكراً والبعض الآخر ممن أسس حركات جديدة رفض كافة العروض الخارجية والتمويل الخارجي، وأصر على ملاحقة الفاسدين رغم تعرضه لحملات إعلامية ربما تضعه داخل دائرة الإتهام؛ وهنا تزداد المخاوف من إقتتال شيعي – شيعي كذلك الحال مع باقي المكونات، والإشارات تؤكد بأن الإنتخابات المقبلة ستكون بإشراف ورقابة دوليين، وستتضح جميع السيناريوهات ربما بعد شهر رمضان المبارك.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط