بين مؤيد ورافض.. مواطنون ينتقدون التطعيم الإجباري للقاح كورونا

بغداد/ حسين حاتم

لا يزال الجدل قائما بين المواطنين بشان تلقي لقاح فايروس كورونا. وما بين رافض وآخر مؤيد، هناك من اجبر على أخذ اللقاح بسبب قرارات صدرت مؤخرا من قبل لجنة الصحة والسلامة بشأن الدوائر الحكومية وموظفيها. من يؤيدون أخذ اللقاح، يقولون بأن تلقيه أمر طبيعي جدا، وأعراضه ليست بتلك المبالغ بها كما يشاع في مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الوسائل الاعلامية.

كرار شلال الذي تلقى اللقاح في احد مراكز العاصمة يوم أمس، يقول لـ(المدى) إن “أخذ اللقاح مسألة حتمية لا بد منها”، مستدركا بالقول “جميع الدول بدأت تتجه نحو أخذ اللقاح وليس هناك حل آخر او علاج للوباء والحماية منه غير التصدي باللقاح المضاد له”.

ويضيف شلال “لا نعلم ما تخبئ لنا الايام المقبلة من فايروسات وامراض جديدة”، معتقدا أن “اخذ اللقاح في وقت مبكر ربما تكون نتائجه ايجابية مستقبلا”.

بدوره يقول علي باسم الذي تلقى اللقاح المضاد لفايروس كورونا في نهاية آذار الماضي إن “الذي دفعني لأخذ اللقاح بالدرجة الاولى هو خوفي على عائلتي”.

“بعد المتابعة الجادة لبحوث ودراسات العلماء في ما يخص اللقاح تبين أن الأعراض الجانبية للقاح بسيطة ولا تدعو للخوف او القلق”، بحسب باسم.

ويضيف باسم لـ(المدى) “تنتشر الشائعات على كل كبيرة وصغيرة ومن الغريب ان يستثنى اللقاح من رياح الشائعات التي تبث الخوف في نفوس المواطنين وتحول دون أخذهم للقاح”.

خلافا لشلال وباسم، قرر حيدر محمد العزوف عن أخذ اللقاح، مبينا في حديثه لـ(المدى) أن “كثرة اللغط والدراسات المتناقضة والمختلفة في ما بينها جعلني اتخوف من اخذ اللقاح وعدم الوثوق به”.

ويتابع محمد، أن “انعدام الثقة باللقاح كان منذ ان وضعت اول جرعة على ارض العراق ولم نر مسؤولا في وسائل الاعلام كبقية الدول يتلقى اللقاح قبل المواطن”.

وانتقد محمد، “اخذ اللقاح بالإجبار”، واصفا هذه الظاهرة بـ”الدكتاتورية الصحية”.

وكان الخبير السابق في الاتحاد الدولي للصليب الأحمر فلاح الساعدي، قد حذر الاثنين الماضي، الحكومة من مضاعفات لقاح أسترازينيكا.

وقال الساعدي: “لا يجوز إجبار المواطنين على أخذ اللقاحات، خاصة لقاح (استرازينيكا) الذي أوقفت وكالة الأدوية الأوروبية التطعيم به في مختلف دول أوروبا بسبب تأثيراته الجانبية الخطيرة، إلا اذا ثبتت فعاليته وخلوه من ذلك”.

وأضاف الساعدي، انه “في حال ثبوت خلو اللقاح من التأثيرات الجانبية، يصبح لزاما على المواطنين أخذه، كما على السلطات الصحية مراجعة مقرراتها الأخيرة بشأن التطعيم الإجباري على المواطنين، لأن ذلك يتم في حال إقرار قانون الطوارئ الطبية، لا بهذه الطريقة”.

من جهته، يقول ابو احمد لـ(المدى) إنه “الى الان لم اكن مقتنعا باللقاح”، معتقدا انه “لم تتم تجربته ومعرفة نتائجه وانما جاء بفترة سريعة ليست لها خلفيات”.

ويضيف ابو أحمد “أخذت اللقاح بسبب طبيعة عملي في احدى الدوائر الحكومية”، مبينا انه “فرض علينا من قبل لجنة الصحة والسلامة العليا، وتتم محاسبتنا في حال العزوف عنه”.

وفي وقت سابق، بينت عضو الفريق الطبي الإعلامي لوزارة الصحة ربى فلاح حسن، أنَّ “أخذ اللقاح ليس إجبارياً، ولكن في حالة أنَّ الفرد أصبح يشكل خطراً على الآخرين، فهنا تنتهي حريته بالاختيار بحدود الضرر، لذا يصبح من الضروري أخذ اللقاح”.

وتابعت حسن، أن “الوزارة لم تسجل أي أعراض جانبية تهدد الحياة، فقط الأعراض الاعتيادية عند أخذ الجرعة الأولى المتمثلة بارتفاع بسيط في درجة الحرارة وبعض الوهن”.

ويوم أمس، حددت وزارة الداخلية، موعد إغلاق الدوائر المكتظة بالمراجعين تطبيقاً لقرار اللجنة العليا للصحة والسلامة العليا.

وقال الـنـاطـق بـاسـم وزارة الداخلية اللواء خالد المحنا، إنــه “بـحـسـب مـقـررات اللجنة العليا للصحة والسلامة، فلن يسمح بمراجعة المواطنين للوزارات والدوائر ذات الطبيعة المكتظة (دائرة التقاعد، مديريات المرور، مديريات الجوازات، مديريات الاحوال المدنية والجنسية وغيرها) من دون الأخذ بالإجراءات الــصــحــيــة المـعـتـمـدة وكـذلـك عـدم الـسـمـاح لموظفي هذه الـدوائـر بـالـدوام بـدءاً من تاريخ 20 نـيـسـان الموافق الثلاثاء المقبل، اذ اشــرت الـفـرق الـصـحـيـة الـتـابـعـة لـــوزارة الصحة إجــراء اللقاحات للفئات المشمولة بــالــدرجــة الأولـــى لــلــقــوات الأمـنـيـة والــذيــن لــديــهــم احــتــكــاك مـبـاشـر مـع المـواطـنـين فـي الـدوائـر الخدمية المـــذكـــورة آنــفــا والـــقـــوات الأمـنـيـة المرابطة في السيطرات”.

وفــي مـا يـتـعـلـق بـالـنـقـطـة (ج) من مقررات الــلــجــنــة ثــامــنــاً، والــتــي تنص على (تتحمل الــوزارات والجهات غير المرتبطة بــوزارة والمحافظات كـافـة مسؤولية تطبيق الاجــراءات ومتابعة منسوبيها وعـد الموظف المخالف غائبا بدون راتـب).

وارتفعت نسبة الاصابات بفايروس كورونا منذ مطلع نيسان الجاري إذ وصلت الى اكثر من 8 آلاف اصابة وبقيت تتراويح ما بين 6 الى 8 آلاف في الاسبوع الاخير.

وسجلت وزارة الصحة، أمس السبت، 6552 إصابة جديدة بالفايروس، فيما تماثل 5867 مصاباً للشفاء، وقابلت ذلك وفاة 30 مصاباً بالفايروس خلال المدة المذكورة. بحسب بيان الوزارة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here