التفجيرات تدخل على خط الأزمة بين العرب والكرد في كركوك

بغداد/ تميم الحسن

يزداد التوتر في كركوك مع اقتراب الانتخابات التشريعية، ويصبح منفذ الهجمات المسلحة بالمحافظة ليس داعش فقط. ويدور التباس كبير منذ عام على الاقل مع تضارب التقارير الامنية عن دور “داعش” بعد 3 سنوات من التحرير، بينما تشهد المناطق التي كانت تحت سيطرة التنظيم هجمات.

وتعيش كركوك ازمات متواصلة منذ 2003 بسبب خلافات حول التغييرات الديموغرافية وتوزيع المناصب والثروات، ثم توسعت بعد ازمة استفتاء الاقليم قبل نحو 4 سنوات.

يقول شوان الداودي، وهو نائب سابق عن كركوك لـ(المدى) ان “الهجمات والخروق الامنية تحدث بشكل مستمر في المحافظة، ويمكن ان نقول انها تجري بشكل شبه يومي”.

ولا يمكن بحسب مسؤولين في كركوك التأكد من ان “داعش” وراء كل تلك الهجمات، حيث كانت قد ظهرت قبل سنوات تنظيمات متطرفة متعددة في المحافظة مثل “الرايات البيضاء”.

وكانت هذه المجاميع قد اعلنت عن وجودها في فترة ملتبسة التي أعقبت انتشار القوات الاتحادية في كركوك في عام 2017 على خلفية مشاركة كركوك باستفتاء الإقليم.

ودارت حينها تكهنات بان تلك المجاميع ظهرت كردة فعل على “التهميش” و”التهجير” الذي تعرض له بعض السكان في كركوك.

تمدد الفصائل

وتقول مصادر مطلعة في كركوك لـ(المدى) ان “التمدد الذي حدث للفصائل المسلحة بعد 2017، كان متوقعاً”.

وسبق ان قامت حكومة حيدر العبادي السابقة في تشرين الاول 2017، بارغام قوات “البيشمركة” على الانسحاب من كركوك، وابعاد الكرد في المحافظة عن الملف الامني.

وتضيف المصادر ان “بعض تلك الفصائل متهمة بعمليات تهريب النفط وفرض الاتاوات على الشاحنات المارة في الطرق السريعة”.

ونظرا للنشاط الاقتصادي الذي تنفذه تلك الجماعات وخاصة في مناطق جنوب غرب كركوك، فان المصادر تؤكد ان “هناك صراعات ــ عنيفة احيانا ــ تحدث بين تلك الاطراف وخاصة مع محاولة توسيع النفوذ استعداداً للانتخابات”.

وتدور شكوك باستهداف مسلحين السبت الماضي، بئري نفط في جنوب غرب كركوك، بالعبوات الناسفة.

وبحسب المصادر ان تلك المناطق “مسيطر عليها من الجماعات المسلحة التي تمنع بعض السكان من العودة الى بعض القرى كما تأخذ جبايات من بعض التجار”.

ولم تتأثر الآبار -التي تقع في حقل باي حسن التابع لقضاء الدبس- بالتفجير رغم اندلاع النيران حولها.

وحقل باي حسن يضم 196 بئراً وانتاجه اليومي ما يقارب 2300 برميل نفط يوميا.

بقايا داعش

لكن بالمقابل فان مناطق غرب كركوك، كانت من اكبر معاقل تنظيم “داعش”، حيث يقدر عدد المسلحين في الحويجة قبل التحرير بـ3 آلاف عنصر.

وبحسب احمد خورشيد، وهو مسؤول محلي في الحويجة، الذي تحدث لـ(المدى) امس، فان “بعض المناطق الوعرة والمستنقعات يتواجد فيها داعش، ولديه بعض المعاونين من الخلايا النائمة”.

وفي نفس يوم حادث الحقل، جرى تعرض على قطعات الفرقة التاسعة المدرعة التابعة للجيش وافراد من الحشد العشائري قرب قريتي سماقة والبو شهاب جنوب غرب قضاء داقوق.

وبحسب المصادر، فان التعرض والاشتباكات التي جرت مع مسلحين مجهولين كان قد سبقه هجوم بـ6 قذائف هاون، فيما كانت حصيلة الهجومين هو 5 بين قتيل وجريح.

تغييرات أمنية

وتأتي تلك التطورات في وقت قامت وزارة الداخلية، باجراء تغييرات في مناصب أمنية حساسة في المحافظة، ومنها إعفاء قائد الشرطة عبد الرزاق حمزة.

واعترض محمد البياتي وهو نائب وزير سابق عن منظمة بدر في كركوك، على تلك التغييرات التي قال بانها مخالفة للسياقات.

وقال البياتي في بيان ان “بعض المسؤولين الجدد ليسوا من خريجي كلية الشرطة او العسكرية”، مبينا “يجب أن يكون الاختيار من مجموعة مرشحين يرشحهم المحافظ وليس بقرار مباشر من وزارة الداخلية”.

كما اكد البياتي انه يجب أن يكون الاجراء وفق سياقات منطقية مثلاً إعفاء المدير السابق بأعذار قانونية.

وجاء في الأمر الإداري الذي أصدره وزير الداخلية عثمان الغانمي قبل يومين: “يُعفى اللواء علي كمال عبد الرزاق حمزة من منصب مدير شرطة محافظة كركوك، ونقله إلى ملاك وكالة الوزارة لشؤون الشرطة” من دون توضيح أسباب الإعفاء.

وكان حمزة قد كُلّف بقيادة شرطة المحافظة بالوكالة في آذار 2018.

وجاء في أمر اعفائه: “تكليف العميد كاوه غريب عبد الرحمن كريم بمهام مدير شرطة المحافظة”.

وقال البياتي انه كإجراء اعتيادي وضروري ــ بحسب قوله ــ “يجب أن تتوقف التعيينات كلما اقتربنا من الانتخابات، لأنها تدخل الناخبين في دوامة كدوامة انتخابات ٢٠١٨ وللحالات الاضطرارية أحكامها”.

ومن المفترض ان تجري الانتخابات المبكرة في 10 تشرين الاول المقبل، بعد ان تم تأجيل الموعد السابق الذي كان في حزيران.

بدوره، طالب حزب تقدم في كركوك، وزير الداخلية عثمان الغانمي بوقف التغييرات الأمنية التي شملت ضباطاً في كركوك، موضحاً في بيان أن هذه التغييرات حساسة وجوهرية.

وقال الحزب إن القيادات الأمنية السابقة التي تم تغييرها “ساهمت في حفظ أمن كركوك”، مضيفا “لذا نطالب وزير الداخلية بالمهنية في اختيار أشخاص أكفاء يتميزون بالعملية والكفاءة والنزاهة والأمانة لقيادة الشرطة”.

وتتهم اطراف في كركوك المحافظ راكان الجبوري، باحتكار المناصب الى ابناء عشيرته من العرب حصراً.

ويقول شوان داودي النائب السابق عن كركوك ان “الاعتراض هو بسبب ان المنصب هو من حصة الكرد”.

واضاف الداودي: “كل شي يحدث في كركوك ويكون الكرد جزء منه ستكون هناك اعتراضات وضجة حتى لو كان صحيحا، وهو امر اصبح مثل العرف”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here