الالعاب الاولمبية بين الاغريق وغيرهم من الشعوب … الميديون و الالعاب الرياضية – 6 –

الالعاب الاولمبية بين الاغريق وغيرهم من الشعوب
الميديون و الالعاب الرياضية – 6 –
ا . د . قاسم المندلاوي
يقول ” لوقاز ودو 1974″ ان الشعب الكوردي يرجع في اصالته الانثولوجية ” علم السلالات البشرية ” الى قبائل المعروفة تاريخيا ” بالميتانيين و الكاسيين و الكوتيين و الماديين و غيرهم من القبائل ” التي عاشت في تاريخ قبل الميلاد ، و اليوم معروف خطأ بالدولة او الامة الفارسية ” كليما جوزيف ” المجتمع والثقافة في وادي الرافدين ” 1963 براغ ” و تثبت الوثائق التاريخية للحقبة الاكادية بان قبيلتي ” لولوبي و غوتي ” قد اقامتا الصلات ” 2000 ق م ” مع دولة آكاد بعض الاحيان ” هروزني . ب ” اقدم تاريخ شرق اسيا ، الهند والاغريق ” 1949 براغ ” كانت ميديا يوم من الايام تحكم بلاد ايران و اليونان ، وقد امتاز الميديون في تلك الحقبة التاريخية بالتفوق العسكري و القتالي وكانوا اسياد المنطقة ” كرل استرانايا 1962 براتسلافا ” ، وتدل الاثباتات التاريخية بان الكورد الميديين الذين كانوا يحكمون معظم مناطق ايران فضلا عن المنطقة الشمالية الشرقية من العراق حتى بحيرة “فان” و جبال ” زاكروس ” و جبال ” قوقاس ” في الاتحاد السوفياتي ” سابقا ” وقد نجحوا في تكوين امبراطورية واسعة الارجاء و تحكموا في العناصر الكيشية و الفارسية كما دلت الاثار الخالدة التي ترجع الى هذه الفترة كآثار ” لورستان ” في ايران ، و كانت الدولة الميدية تنافس الدولة الاشورية في الاعداد العسكري و القتالي و كانت التدريبات البدنية العنيفة عنصرا هاما في نظام حياة الجندي الميدي و قد شمل برامج الاعداد تدريبات خاصة و شاقة لاجل اكتساب قدرة التحمل على المشي و الزحف و تسلق جبال وعرة و لارتفاعات عالية و الركض لقطع مسافات طويلة بين التضاريس الطبيعية و المناخية المختلفة فضلا عن تعلم و اتقان فنون الفروسية و الرماية و المبارزة و القتال و التي تحتاج الى لياقة بدنية خاصة ، لقد اهتم الميديين بالاعداد البدني و القتالي و العسكري وذلك بسبب موقعهم الجغرافي وطبيعة بلادهم حيث الجبال الشاهقة و الوديان العميقة و الظروف المناخية و البيئية و الحياتية و جميع تلك العوامل كانت مهمة و قوية لبناء لياقة بدنية عالية تستطيع تحمل تلك العوامل و الصعاب و قساوة الحياة و القدرة على المبارزة و الشجاعة في القتال ” قاسم المندلاوي 1970 وارشو ” ، لقد استعملت العربات الحربية من قبل الميديين و كانت هي بمثابة احدى علامات تقدمهم لان العربات الحربية لم توجد بشكل متوفر في هذا الزمان و كانت هذه العربات الحربية تقتصرعلى الملوك و القادة و بعض الفرق القوية و عادة كانت القوميات الهندواوربية يستعملونها وقد وجد صورا لهذه العربات في تلالات تيرعستان في جبل بيستون مكتوبا ب ” هيرودوت ” يرجع الى زمن ” دار يونس الاول ” دياكونوف . م 1978 دمشق” لقد استخدم الميديين العربات و السهام خلال الهجوم على الاشوريين شرقا للحصول على الحصن لانهم كانوا يحتاجونها في اعداد الجيش و الاستعداد لاي هجمات من الجانب الغرب وكذلك في تدريباتهم البدنية و العسكرية و في الحروب و السيطرة على قلاع العدو و يذكر المؤرخ الاستاذ ” جويف كليما 1963 براغ ” ان الميديين استخدمو نظاما خاصا في اعداد شبابهم للحياة و العمل و الدفاع عن البلاد و قد ادت تلك العوامل وخلقت لديهم طبيعة جسمانية و قتالية و حربية قوية على مر الزمن و كنتيجة لتجاربهم و صراعهم المستمر مع الاقوام المجاورة ، و يذكر الاستاذ ” فرنتيشك كراتكي 1962 براغ ” ان الاعداد البدني و التحضيرات الدفاعية و القتالية شمل جزءا كبيرا في نظام الحياة اليومي للشباب و الكبار عند الاقوام الكوردية في جبال كوردستان ، وقد شمل منهاج الاعداد الكثير من الانشطة و الفعاليات الجسدية و الحركية و الرياضية مثل المشي و الركض لمسافات طويلة بين السهول و الوديان و الجبال فضلا عن تعليم فنون المبارزة و الفروسية و المصارعة و القتال ، و لقد انعكست هذه الطبيعة العسكرية في النواحي الفنية ايضا حيث عثر على الكثير من المؤشرات الحضارية من النحت المستدين و النحت على الحائط للملوك و الحكام ، و في قرية ” اسحاق آوند ” قرب مدينة كرمانشاه الكوردية اكتشف الكثير من الاواني الخزرفية و المعدنية في قبور الميديين كلها براهين و ادلة حقيقية بمدى اهتمام الكورد لتطور الصناعة وفن النحت و الرسم في زمن الميديين ، كذلك تم اكتشاف نماذج اثرية في منطقة ” ايلام الكوردية ” حول رسوم منحوته على الحجار الموضوعة على القبور ، ولهذه الرسوم دلالات على الهموم اليومي للانسان الكوردي آنذاك و علاقاته و رغباته و المهارة و الدقة في الصيد و الاستعداد القتالي ” عبد الجليل فيلي 1999 السويد ” وقد اهتم الكورد الى جانب الاعداد الجسماني واكتساب القوة العضلية وذلك بسبب الطبيعة والمناخ اولا ، وللدفاع عن النفس والارض ضد العدو ، وكان نظام الرياضي السائد لدى الكورد انذاك اشبه بنظام واعداد عسكري مشابها ببعض الفقرات لنظام الاعداد لدى الفرس ايضا ، و يؤكد ” دياكونوف م 1978 دمشق ” بان الميديين كانوا يتقنون فن رمي الرماح و السهام و الفروسية وقد استخدموا ذلك في الحروب مما يدل على انه كان لديهم جيش منظم و كان الاعداد البدني من الجوانب الاساسية لخلق لياقة بدنية عالية لدى الجندي الميدي فضلا عن التدريب والممارسة على الاسلحة المهمة في تلك الزمان ، وكانت اسلحة القتال عند الميديين متكونة من الرماح و الدروع المربعة الشكل و الخنجر و السيف القصير الذي كان يسمى ” كيناك ” و القوس و النشاب و كان الفن و الصناعة متطورة في العصر الميدي و قد عثر في ” هرسين و سقز و خروم آباد ” على الخناجر و السيوف و الفوؤس و المناجل كما عثر في ” أسحاق آوند – قرب مدينة كرمانشاه ” على الاثار المسمات بغرفة ” فرهاد – في سربل لرستان ” وفي عام 1949 اكتشف علماء الاثار في ” كهف بيستون ” قرب مسلة بيستون ” الات مصنوعة من الحجر كالسهام و روؤس الرماح وسكاكين صخرية ذا حد واحد و ذو حدين والات خاصة بالشحذ تقدر قيمتها بين 30 الى 35 الف عام ” عبد الجليل فيلي 1999 السويد ” لقد اهتم القائد الميدي ” سيكرز” الذي تولى السلطة بعد والده “ديوكيس”على تنظيم جبش نظامي على غرار الجيش الاشوري وجهز جنوده بالسيوف و السهام و اهتم بتدريبهم على تلك الاسلحة تدريبا خاصا بحيث تمكن من اعداد مجموعات خاصة من حاملي السيف و مجموعات خاصة من الذين يستعملون السهام و بذلك تمكن من اعداد جيشا قويا و بطراز خاص ، كذلك اعتنى هذا القائد بالفروسية وقد اعد لهم مكان خاص للتمرين واصبح فرسانه يشبهون” البارثيين” فيما بعد وعلى ذلك الاساس يظهر أن الاعداد البدني و العسكري في تلك الحقبة من الزمن كان شيئا مهما و متميزا ” لويس ماسييون 1958 بيروت ” وباتحاد الميديين مع البابليين ضد الاشوريين تمكنوا أخيرا من اسقاط الامبراطورية الاشورية بقيادة ” كياكسار” ودخول العاصمة الاشورية نينوى عام 612 ق . م ، وجدير بالذكر ان القائد كياكسار وهو اول من وضع قوانين الحرب و قرر تقسيم الجيش الى اقسام و كل قسم يختص بنوع خاص من الاسلحة فلمشاة من حملة الارماح و المشاة من حملة السهام و الفروسية و الحقيقة ان هذا التنظيم الذي احدثه القائد الميدي كياكسار في صفوف جيش ميديا بالاضافة الى تدريب قواته على استعمال انواع و اشكال مختلفة من الاسلحة كان له دور كبير في تحقيق الانتصارات اللاحقة لدولة ميديا ” دياكونوف . م 1978 دمشق ” و يذكر” هيرودوتس” بان اليونانيين كانوا وحتى مائة عام بعد سقوط الحكم الميدي و عندما كانوا يحاربون القوات الهخامنشيه يصورون بانهم يقاتلون القوات الميدية وذلك لان الدولة الهخامنشيه حافظت على بنية و تشكيلات و قيادات القوات الميدية كما كانت ابان حكم استياك ” والدوي . أ 1963 لايبزغ – المانيا ” لقد تعاظم شأن النبلاء الميديين و نفوذهم و كان ” نابوليد ” حاكم بابلون يدعو ممثلي النبلاء الميديين ملوكا و من جانب آخرحاول الفرس منذ حوالي 700 ق.م و تحت زعامة ” اكمين ” تاسيس دولة فارسية و كانت “عيلام” التي كانت لها مكانتها في هذه المنطقة قد ضعفت في ذلك الوقت مما ساعد على تحكم الفرس في” اقليم ايلام الكوردية ” و قد انتهت الدولة الميدية عندما اصطدم “كورش الثاني الفارسي” بملك الميديين “استياجيس” و بعد انهيار الدولة عام 553 ق.م على يد ” كورش ” حافظت على اسمها مرتبطا بالامبراطورية الفارسية التي سميت الامبراطورية الاخمينية الميدية ، وكان تاثير الميديين على الفرس جليا في مجالات عدة اذ اقتبس الفرس منهم ابجديتهم المكونة من 36 حرفا و استخدموها في الكتابة و طريقتهم في ادارة الدولة و اسماء الشهور و الايام التي كانت زرد شتيه وتم الاحتفال باعيادهم كعيد نوروز ، كما ان معظم المؤرخين ” هيرودوت ، سترابون ، بلوطرخس و غيرهم ” اشادوا بتقدم الميديين في مجال الصناعة و الهندسة ، اذ يذكر ” سترابون ” ان الملك الارمني ” ديكران ” كان يعتمد على الميديين و يستفيد منهم خاصة في الشؤون الفنية و العمرانية ، كانوا الميدين معروفين بحسن المعاملة و متسامحين ولهم حسن الضيافة ولايزال الكورد متميزين بهذه الصفات الى يومنا ” جوزيف كليما 1963 براغ ” و تشير معظم المصادر التاريخية الى رقي و تطور الدولة الميديية و حالة البذخ و الترف الذي ساد بين سكانها و طمع الشعوب المجاورة بثروتها ” كوردستان الارض الغنية بالثروات ” ويذكر محمد امين زكي 1961 بغداد ” أن سقوط الدولة الميدية كانت بسبب ” الانقسامات الداخلية ” و رغم خضوع الامبراطورية الميدية لحكم الفرس سنة 553 ق م الا ان الكورد لم يتخلو ا ابدا عن استقلالهم في جبالهم المنيعة ، ولم يتمكن اية قوة خارجية من زحزحتهم من ديارهم وارض اجدادهم … والخلاصة كانت للالعاب الرياضية والمهرجانات و الاحتفالات الدينية والعسكرية شان كبير لدى الميديين كما كان لدى شعوب واقوام وادي الرافدين وقبل الفينيقيين والاغريق وغيرهم ، الا ان الطابع العسكري والقتالي والاحتفالات العسكرية كان الشيء المميز في الحضارة الميدية وهذا بسبب ظروفهم و طبيعة حياتهم فضلا عن العوامل الطبيعية وغيرها .
المصادر والمراجع .
1 – كرل استرانايا ” تاريخ التربية البدنية ” براتسلافا 1962 2 – جوزيف كليما ” المجتمع و الثقافة في وادي الرافدين ” براغ 1963 3 – هروزني . ب ” اقدم تاريخ شرق اسيا ، الهند و الاغريق براغ 1949 4 – قاسم المندلاوي ” الثقافة الرياضية في ميزوبوتاميه 1970 وارشو ” 1971 5 – داياكونوف . م ” ميديا ” دمشق 1978 6 عبد الجليل فيلي ” اللور الكورد – الفيليون في الماضي والحاضر ” 1999 السويد 7 – لويس ماسييون ” الاكراد ، اصلهم ، تاريخهم ، موطنهم ، عقائدهم ، آدابهم ، لهجاتهم ، قبائلهم ، قضاياهم ، طرائف عنهم ” 1958 بيروت 8 – والدي . آ ” الارض البابلية المدهشة ” لايبزغ 1963 9 – محمد امين زكي ” تاريخ كرد وكردستان ” 1961 بغداد .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here