كلام الممثل السعودي ضد الشيعة يمثل حقيقة بيئته التكفيرية،

 نعيم الهاشمي الخفاجي

الممثل السعودي  ناصر القصبي يمثل أدوار سياسة دولته من خلال العمل الدرامي الساخر، أنا متابع للقصبي منذ سنوات طويلة، بعد احداث سبتمبر أمروه ان ينتقد المطاوعة للتنفيس ولخداع العالم ان هناك توجه في مملكة الوهابية لمحاربة التطرف، الذي يريد يحارب التطرف عليه أن يلغي فتاوى التكفير وعقائد الكراهية، وللأسف لازالت عقائد وفتاوى ابن تيمية التكفيرية تدرس بالمدارس والجامعات والمعاهد، قيام ناصر القصبي  هذه المرة بإقحام المذاهب في الدراما دون ان يجعل من هذا الإقحام مبررا يكشف أن هذا التصرف لم يكن اعتباطيا وإنما يمثل سياسة دولته المكفرة للشيعة ويتقرب الى الوهابية من خلال شتم الشيعة والاسائة إليهم، لو أن الممثل سويدي او نرويجي وتطرق لدين او مذهب لقلنا ان هذا الممثل يثير  الحدث كجدلية للحوار وللمعرفة، وبلا شك لعبت السينما الغربية دورا ممتاز في إثارة المواضيع الجدلية ليس للاستهزاء والإساءة وإنما جدلية للحوار والبحث، وللجدلية     أهمية إيجابية.

لكن ناصر القصبي غايته الإساءة للشيعة لأنهم الحلقة الأضعف في بلاده ويعتبروهم مواطنين درجة عاشرة، وللاسف هذا هو  حال أغلب الفنانين في الأنظمة القمعية والطائفية العربية همهم  المال وتنفيذ أوامر سلطات النظام السياسي الحاكم  ولا يهتم بالقيم، لأن القيم والأخلاق مفقودة من قواميس غالبية الفنانين والممثلين بالدول القمعية  والبدوية المتخلفة، لدينا تجربة مريرة مع نظام البعث الطائفي، استعمل الدراما للإساءة للشيعة والأكراد، الصديق علي الناصر الغريباوي الغزي كان ممثل في العراق، عندما وصل البعثيين في انقلاب عام ١٩٦٨ اعطوه دور يلبس عمامة رجل دين شيعي سيد ومعه قائد النعماني، يقول قلت إلى قائد النعماني ماهو تفسيرك لذلك؟ الموضوع طائفي، في اليوم الثاني سافر الى خارج العراق وطلب لجوء في الدنمارك منذ عام ١٩٦٩، وحتى بعد سقوط الصنم لازال الكثير من  الفنانين العراقيين يمثلون في قنوات فلول البعث في  الإستهزاء بوطنهم لأسباب مذهبية واضحة، مواقفهم نسخة طبق الأصل إلى موقف الممثل السعودي ناصر القصبي في بغض الشيعة وتشويه سمعتهم.

لذلك الامر لم ‏نستغرب من ممثل سعودي يسيء لمذهب إمام الحق علي  (ع)

هم تجرأوا على علي بن ابي طالب نفسه وسبوه على المنابر 80 عاما و تجرأوا على الحسين العظيم واهل بيته  فقطعوا اجسادهم بالصحاري، وداست خيولهم جسد الحسين ع، ماحدث بالعراق من عمليات إبادة خلال ال١٨ سنة من قتل وذبح وسبي، بل ارسلوا لنا مفخخين  فجروا انفسهم  على اطفالنا في مدارسهم وفجورهم باجسادهم النتنة .. فلا نستغرب لا من هذا ولا من غيره، في حكومة علاوي تم إحضار الأطفال من روضة لحضور افتتاح محطة تحلية مياه هاجمهم انتحاري مفخخ في بغداد الجديدة وقتل خمسين طفل، المفجر يحمل الجنسية السعودية.

عندما نشرت المقال بصفحتي تفاعل مع المقال الكثير من الكتاب والمثقفين، انتقيت عدد من التعليقات، التعليق الأول للشخصية العراقية الوطنية البحار الكابتن سليم الجصاني الذي عارض نظام البعث عام ١٩٨٢ مع مجموعة من البحارة  العراقيين وطلبوا لجوء في الدنمارك حيث كتب ( هو العيب ليس بالوهابية وانما العيب بينا ومن يتصدر الوضع السياسي الحالي ومن يدعوا  الى التعاون مع الحضن العربي وزياراتهم الى المهلكة السعودية والإشادة بهم والشكر لهم على الخنازير التي صدّروها لنا. قالها الشاعر السوري عمر أبو ريشة من قبل (لا يلام الذئب في عدوانه إن يك الراعي عدو الغنم). عظم الله أجركم برحيل المرحوم شقيقكم.).

التعليق الثاني للاستاذ ابو أحمد القره لوسي شخصية كوردية فيلية وطنية حيث كتب التعليق التالي( اخي العزيز …من يرجو التغيير في سياسة بعران الخليج والمهلكة فهو واهم جدا ..فالحقد والكراهية متجذرة في أفكارهم و معشعشة في ادمغتهم..ليست الحكومات إنما الشعوب وهذا راجع إلى المنهج الديني والتعليم العام .حتى صار أحدهم لا يعرف لماذا يكره الشيعة ..لا يدري..لأنه صار طبعا ).

قبل فترة تم عرض مقطع فيديو مهرجان طلابي في الرياض طفلة سعودية عمرها لا يتجاوز العشر سنوات ألقت كلمة تمسي الشيعة في المجوس وسط تصفيق المسؤولين والحضور، بكل الاحوال الممثل السعودي ناصر القصبي لم يأتي بجديد عندما تهجم على الشيعة، إنما يعكس ثقافة مجتمعه المكفرة للشيعة، واهم من يعتقد هناك إصلاح الفكر الوهابي السعودي، لان العائلة الحاكمة تتبنى هذا الفكر الظلامي.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here