الانسحاب الأمريكي الوشيك من أفغانستان : تيتي تيتي رحتي مثل ما جيتي !!

الانسحاب الأمريكي الوشيك من أفغانستان : تيتي تيتي رحتي مثل ما جيتي !!

بقلم مهدي قاسم

الانتصار الوحيد الذي سجلته الولايات المتحدة في حروبها العديدة هو انتصارها الوحيد على اليابان فقط في الحرب العالمية الثانية ، وذلك بفضل إلقاء قنبلة ذرية على بعض مدنها وخاصة على مدينة هيروشيما التي دُمرت عن بكرة أبيها ، و هذا يعني أن هذا الانتصار لم يأت عن طريق حرب جبهات أو مواجهة عسكرية مباشرة ومتكافئة تقنيا ..

أما الهزائم الأمريكية في حروبها القصيرة أو الطويلة فهي عديدة ومتنوعة ولعلها إحدى تكمن في هزيمتها الشنعاء في فيتنام بعدما مُنيت بخسائر رهيبة وهائلة في الأرواح والمعدات ..

بينما في جبهات أخرى وجدناها كيف تلذ وتهرب القوات الأمريكية بالفرار و الانسحاب على أثر ضربات تحت الحزام في مناطق ودول عديدة : منها هروبها من الصومال ومن بيروت ومن السعودية و من العراق ايضا بعدما سلم مصيره للمليشيات الموالية للنظام الإيراني وأدخّل العراق في نفق مظلم وطويل ..

وأخيرا ها هي على وشك أن تخرج مهزومة من أفغانستان بعد سنوات طويلة من معارك ومواجهات بكل أسلحة ومعدات مع الطالبان و بخسائر فادحة أيضا مع هزيمة معنوية مذِلة ..

ومثلما في فيتنام حيث رجع الشيوعيون الى السلطة مباشرة بعد هروب القوات الأمريكية من سايغون ، وكذلك فما أن تخرج القوات الأمريكية من الأراضي الأفغانية ، حتى تكون المسألة هي مسألة وقت فحسب ، ليعود الطالبان إلى السلطة في أفغانستان مجددا لفرض حكمهم الإسلامي الإرهابي و الظلامي البغيض و المقيت ..

مع العلم أن عناصر الطالبان وكذلك تنظيم” القاعدة” الإرهابي كانوا قد وُجدوا وخُلقوا كتنظيمات ” جهادية ” مزعومة “ولكنها إرهابية في توجهها الحقيقي و الفعلي ” طبعا ط نتيجة ومخاضا مباشرا لصناعة أجهزة المخابرات الأمريكية ــ الباكستانية ــ السعودية وبدعم مالي خليجي هائل لإسقاط النظام الشيوعي المدعوم من قبل السوفييت في ذلك الحين ..

و يبقى إن نقول : أنه لو لا الحرب الباردة بين المعسكر الاشتراكي والرأسمالي لما دعمت الولايات المتحدة الأمريكية كل من ألمانيا و كوريا الجنوبية واليابان ، بدليل عدم مساعدتها الآن لدول أمريكا اللاتينية الفقيرة بالرغم من أن معظم أنظمتها باتت الآن ديمقراطية وعلى نفس على مقاس و تفصال غربيين !!..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here