المظاهرات كانت ضد الأحزاب،

 نعيم الهاشمي الخفاجي

كلنا يتذكر كيف تم تحريك الشارع الشعبي في محافظات الوسط والجنوب لأسباب ظاهرها الرحمة وباطنها مغاير بشكل كلي للمطالب المحقة،

كانت مظاهراتهم ضد الاحزاب ولكنهم عادوا و اسسوا احزابا تشرينية يرأسها الكثير من اللصوص والطائفيين أمثال طلال الحريري، وامثال أم البيبسي الدليمية….الخ.

أنا كانت مواقفي ضد خروج مظاهرات بدون أهداف، الناس تعرضت للظلم  والاضطهاد، مشكلة الاحزاب وزعوا كل وظائف المكون الشيعي لانصار أحزابهم وحرموا الغالبية الساحقة  من المستقلين، لذلك عندما تم تشكيل احزاب جديدة فماذا يعني؟

 بصراحة هناك الكثير من الناس  محتار، ويقول  اذا طلعوا مظاهرات  بعد سنة أي بعد إجراء الانتخابات هل ايضا يرفعون شعار  كلا كلا للأحزاب؟ مشكلتنا ياناس ليس في الأحزاب وإنما بالنظام السياسي الذي حكم العراق منذ عام ١٩٢١ يفترض نبحث عن حلول دائمة  وليست حلول ترقيعية,

‏الدول الكبرى في العادة لديها خطط مسبقة مدروسة بعناية ، إذا فشلت الخطة ألف يستبدلوها بالخطة باء او جيم ، ما يحصل هو سقوط لكل الخطط الرئيسة والبديلة ، بل الفشل ضرب الدول الكبرى قبل العالم الثالث واتسعت رقعة مشاكل الدول بطريقة دراماتيكية ، الحرب ليست بديل ولكنها غير مستبعدة بينهم, قيل  أن السلطان العثماني سليمان القانوني طلب أن يؤتى إليه بمهندس موثوق بعلمه و أمانته، فجيء إليه بمهندس من أصل أرمني إسمه معمار سنان ، (المهندس سنان). فعهد إليه إليه بهدم إحدى السرايات القديمة (القصور) و إنشاء سرايا جديدة مكانها …

بعد الإنتهاء من تشييد هذه السرايا ، استدعاه السلطان و قال له : “عندما كنت تهدم السرايا استخدمت عمّالاً ثم استبدلتهم بعمّال آخرين في البناء ، فلماذا فعلت ذلك ؟

أجابه المهندس: “ناس للتدمير و ناس للتعمير ، و من يصلح للتدمير لا يصلح للتعمير”

أُعجب السلطان بحكمة المهندس و عيّنه مستشاراً ، وقد شيّد لاحقاً أعظم مباني الدولة والمساجد .

و العبرة هنا واضحة ؛

لا يجوز أن يتولّى الذين دمّروا البلد إعادة إعماره ، لأن من يصلح للتدمير لا يصلح للتعمير …

ورد في كتب الحديث عن الامام الحسين بن علي بن ابي طالب ع قال  (عليه السلام): شر خصال الملوك: الجبن من الأعداء، والقسوة على الضعفاء، والبخل عند الإعطاء.

صدق قول الامام الحسين ع، هذا الحديث ينطبق على واقعنا بشكل تام، من يملك قرارنا السياسي أصابه الذل والخنوع بحيث وصلت الحالة عجزوا عن المطالبة حتى في تنفيذ احكام الاعدامات  بحق الذباحين والقتلة، وبسبب ذلك ارتكتب  الأراذل  من فلول البعث ابشع الجرائم بحق أبناء الشعب، وسفكت دماء مئات الاف المواطنين، بددت الثروات في مجال السلاح وزيادة أعداد المقاتلين لتصل الأعداد بالملايين، مضاف لذلك رواتب الضحايا وتعويض المتضررين بل وصلت الحالة التعويضات وصلت حتى للانتحاريين الذين فجروا انفسهم بوسط الضحايا، تم التحايل على قانون مؤسسة الشهداء والضحايا في ادخالهم  ضمن قوائم ضحايا الارهاب، علينا ان نبحث عن حلول دائمة تنهي الصراع القومي والمذهبي  الذي ولد مع ولادة العراق الحديث عام ١٩٢١، مفتاح استقرار العراق يكمن في إيجاد حلول لأصل الصراع المذهبي  والقومي، علينا ان نكون شجعان في طرح المواضيع ووضع النقاط على الحروف ولا داعي  لعدم قول الحقيقة المرة، بكل الأحوال الكاتب الوطني والشريف الغيور عليه عندما ينتقد أن يقترح حلول وليس للكلام الفارغ والساذج.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل

23.4.2021.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here