المونيتر: عشائر الأنبار تسحب السلطة من الأحزاب في الانتخابات البرلمانية المقبلة

ترجمة/ حامد أحمد

عقب ادخال قانون انتخابات جديد ومع بقاء كثير من سكان محافظة الانبار المحليين يتوجهون أكثر نحو عشائرهم طلبا للأمن والحماية بدلا من الحكومة الاتحادية، فانه من المحتمل جدا ان تكون للعلاقات العشائرية ووجهائها تأثير كبير على المحافظة في انتخابات تشرين الاول المرتقبة .

بدت على وجه شيخ عموم عشائر البو محل في القائم، شيخ صباح، معالم القلق بينما كان في استقبال عدد من افراد قبيلته الذين قدموا إليه طلبا للمساعدة .

زعماء العشائر في الانبار يقومون مقام وسطاء لحل مشاكل وكذلك مناصرين لأخوتهم العشائرية تجاه عشائر وقوات امنية وحكومية اخرى. في الجانب الغربي من محافظة العراق الغربية، يكون زعماء العشائر هؤلاء أول محطة لاستقبال نداء الذين هم بحاجة لمساعدة.

المقابل، هناك توقع ضمني لحد معين من ان أولئك الذين يدعمونهم في الانتخابات ستتم مساندتهم من قبل افراد عشيرتهم ايضا .

الشيخ صباح قال للمونيتر، في لقاء جرى في بيته مؤخرا هذا الشهر، ان الانتخابات البرلمانية المزمع عقدها في 10 تشرين الاول “ستشهد كثيرا من الوجوه الجديدة من الانبار”، مشيرا الى ان “الاهالي يريدون التركيز على شؤونهم اكثر ومزيدا من التمويل للجانب الغربي من المحافظة” .

واستنادا لقانون الانتخاب الجديد الذي مرر في 24 كانون الاول 2019 وتعديله بعد مرور 11 شهرا آخر، فسيكون في هذا الوقت 83 دائرة انتخابية .

سيكون هذا مختلفا تماما عن المنطقة الانتخابية الواحدة الذي اعتمد في انتخابات 2005 الانتخابات التشريعية الاولى عقب الغزو الاميركي للعراق عام 2003 ومعاملة كل مناطق انتخابات العراق الـ 18 كمنطقة انتخابية مفردة، كما كان الحال في الانتخابات الثلاث اللاحقة .

جاء هذا التغيير بعد الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي تسببت بتقديم الحكومة السابقة استقالتها في اواخر عام 2019 والدعوة الى تحجيم هيمنة الاحزاب السياسية على السلطة .

وقال الشيخ صباح: “في الانتخابات القادمة لن يكون هناك محمد الكربولي ومحمد الحلبوسي فقط”، وذلك في اشارة منه لعضو برلماني من عشيرة منافسة ورئيس البرلمان من مدينة الكرمة قرب الفلوجة شرقي الانبار .

كان معروف عن الحلبوسي بانه كان يحاول المساعدة في جلب بعض التحسينات في الانبار. ولكن هنا في الجانب الغربي من المحافظة في القائم ومنطقة العبيدي يقول البعض بانه لم يصرف أي مبلغ للمساعدة في اعادة اعمار المنطقة المتضررة من الحرب، سوى الجزء الخارجي الى الجانب الشرقي من المحافظة القريب من بغداد .

ويدعي الشيخ صباح بقوله: “رأينا مجاميع صغيرة من سياسيين في المنطقة يتحولون الى اغنياء”، مؤكدا بان هناك معدلا عاليا من الفقر في الجانب الغربي من المحافظة وانه لم تتم معالجة هذا الوضع بشكل جدي من قبل المسؤولين . زعيم عشيرة البو محل قال ان ابنه حارث، يخطط لدخول المنافسة الانتخابية المزمع اقامتها في تشرين الاول كمرشح مستقل . شيخ ربيع من عشيرة الكرابلة، وهي من العشائر الكبيرة ايضا في منطقة القائم، قال للمونيتر انه أمر صحيح ان يكون للانتماء العشائري تأثيره الكبير على التصويت في الانتخابات داخل المنطقة .

واضاف قائلا “في اغلب الحالات يتم اختيار المرشحين من العشيرة نفسها حتى لو لم يكونوا هم الافضل للمنصب”. واشار مستشهدا بترشح ابن الشيخ صباح كمثال على ذلك. وادعى بأن عشيرته عشيرة الكرابلة قد رشحت بدلا من ذلك أسماء لاشخاص آخرين لديهم خبرة سياسية لخوض الانتخابات، متوقعا بانهم سيكونون اكثر حرصا لخدمة مطالب مجتمعهم ومكوناتهم .

عشيرة الكرابلة وعشيرة البو محل تعتبران من العشائر المتنافسة المعروفة على منطقة القائم الحدودية. كثير من المشاكل بينهما تعود لعقود من السنين ولفترة تشكيل الصحوات لمحاربة القاعدة، ولكن بدعم من الحكومة والتحالف الدولي ايضا خلال الحرب ضد داعش كان له السبب في تهدئة الاوضاع. كل من عشيرة الكرابلة وعشيرة البو محل لديهم وحدات حشد عشائرية .

واستنادا لمقابلات اجرتها مراسلة المونيتر مع فصيل عشائري مسلح اثناء التحشيد لعمليات تحرير القائم وما بعد ذلك في عام 2017 فان لواء أعالي الفرات، الذي يقوده العقيد موسى حمد الكربولي، قد تلقى تدريبا على يد قوة دنماركية من النخبة وتم تسليحه من قبل القوات الاميركية .

وهناك ثلاث وحدات حشد عشائري اخرى تتألف بشكل رئيس من اتباع عشائر البو محل النشطين في المنطقة، المقربين من شيخ صباح يقولون ان احدى تلك التشكيلات تتكفل بتوفير حماية للشيخ صباح وعائلته، والتشكيل الآخر يترأسه العقيد جمال في منطقة العبيدي، والتشكيل الثالث هو كتائب الحمزة العشائري. وان كثيرا من منتسبي قوات وزارة الداخلية في القائم وفي الشرطة المحلية وقوات سوات هم من عشيرة البو محل كذلك .

الامن في الانبار غالبا ما يعتمد على العشائر ورغبتهم في التعاون مع القوات الامنية ومحاربة التطرف .

زعيم حشد عشائري من عشيرة البو محل أيضا ولكن من بلدة الصوفية قرب الرمادي، قال للمونيتر “العشائر هنا هم اكثر اهمية من الاحزاب السياسية بالنسبة للاهالي في حمايتهم .” وقال ان كثيرا من ابناء عشيرة البو نمر وعشائر اخرى قد اختفوا اثناء هروبهم من داعش عند نقطة تفتيش الرزازة عام 2015، وهي حادثة ما تزال تلقي بظلالها على المنطقة. المئات من سكان الانبار من رجال وشباب لم يسمع عنهم شيء منذ ذلك الوقت وعوائلهم ما تزال تبحث عن معلومات عنهم. آلاف آخرين من معيلين لعوائل في الانبار اختفوا ايضا خلال احتلال داعش للمحافظة ما بين عامي 2014 و2017، وان عوائلهم غالبا ما يستعينون اولا بزعماء عشائرهم في محاولة للحصول على معلومات عن اماكن تواجدهم المحتملة أو ان يحصلوا على اعتراف من قبل الحكومة بوضعهم كأرامل او حصولهم على مرتب تقاعدي كتعويض .

هذا سيولد بالنتيجة تعزيز الترابط العشائري اكثر واحتمالية شعور الاهالي بانهم مدينون للزعماء العشائريين اكثر مما هم للحكومة المركزية في بغداد التي تكون بعيدة عن الشعور بمشاكل الكثير منهم .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here