مرؤة الكلاب : قالَ ليْ كَلبي

مرؤة الكلاب : قالَ ليْ كَلبي

قالَ لي كلبي ذاتَ يوم :

هل لديكم في العراقِ كلاب؟

قلتُ: نَعم

وعندنا ثعالبٌ وذئاب

أردفَ الكلبُ قائلاً :

ماسرُّ كُرهِكم لنا ؟

قلت : عادةً توارثناها في الأعقاب

فانتُم في عُرفِنا أنجاس

ومَكانُكُم عندَ الباب

إنزعجَ الكلبُ من كلامي

وأصابهُ الاضطراب

قلتُ ياكلبُ لاتسأل عن الكلابِ في بلدي

فالكلابُ عندنا وزراء

وقادةٌ ونوّاب

تعجَّبَ قائلاً : أوَ هذا حاصلٌ حقّاً؟

قلتُ : نَعم

وعندنا أسودٌ مُكبَّلة

ودليلُ القومِ في بلدي غُراب

قالَ : هذا ليس العراق

فقلتُ : مَهلا

لم يبقَ للشريفِ مكاناً هناك

فاليومَ يومُ النصّابِ والكذّاب

فقالَ: اترُكني مِن هؤلاء

فإنَّ اللصوصَ ليسَ عليهم عِتاب

أنا أحرُسُ بيتَك منذُ سنين

ولن أخونَك رغم المشقّةِ والعذاب

قلت: يا كلبيَ اعذُرني

فهذا بيتيَ رهنُ يمينِك

من البابِ إلى المحراب

قال: لاحاجةَ لي ببيتِك

فأنا غريبٌ منذُ سنين

ولاتهمُّني الغربةُ والاغتراب

عذراً أيّها الكلبُ الوفيّ

مُخطئٌ مَن يظنُّ فيكم نجاسة

فنجاسةُ الإنسانِ في خيانتِه

والخائنُ أوّلُ المُسيئينَ حُكماً

إذا أمِن العقاب

ماتت مرؤةُ البشَر

وعادت قريشُ تعبُدُ الأنصاب

ألا تُعساً لكلِّ مَن يسرقُ العراق

ولتحيا مرؤةُ الكلاب

*جبر شلال الجبوري*

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here