لماذا يتظاهر المفسوخة عقودهم على الرغم من تضمين عودتهم بموازنة الحشد!؟
محمد وذاح
تظاهر العشرات من المفسوخة عقودهم من منتسبي الحشد الشعبي، يوم الأحد، أمام مديرية هيئة الحشد بمنطقة الجادرية وسط بغداد وذلك للمطالبة بحقوقهم المشروعة بإعادتهم إلى الخدمة كأقرانهم من منتسبي الدفاع والداخلية وجهاز مكافحة الإرهاب الذين عادوا للخدمة منذ أكثر من عامين.
وأقدم المفسوخة عقودهم بإحراق عدد من إطارات العجلات وسط الشارع الرئيسي بالجادرية، أدى إلى شلل كامل في حركة سير المركبات اثر على عموم مناطق وسط العاصمة، ما دفع القوات الأمنية بإطلاق الرصاص الحي لتفريق التظاهرة.
وعلى الرغم من تصويت مجلس النواب العراقي في الاول من نيسان الحالي 2021، على إعادة المفسوخة عقودهم للخدمة وزيادة رواتب منتسبي الحشد لتكون (مليون وأربعمائة وخمسة عشر ألفاً) لكل منتسب، ضمن الموازنة العامة للعام الحالي 2021، إلا أن المفسوخة عقودهم لم يثنيهم ذلك من الاحتجاج والتظاهر للمطالبة بإعادتهم إلى الخدمة.
“وثائق لا تصريحات”
إصرار المفسوخة عقودهم على التظاهر على الرغم من إقرار البرلمان بعودتهم الى الخدمة، حجته أن التصريحات التي يدلي بها اعضاء مجلس النواب بخصوص عودتهم إلى الخدمة وتأكيدات رئيس هيئة الحشد فالح الفياض، على ذلك والأمر يتعلق بالإجراءات الادارية، بأنه غير ضامن لعودتهم للخدمة وما يطالبون به إصدار كتاب رسمي يُحدّد اسماء التي سيتم اعادتهم للخدمة وضمن جدول زمني ولا يترك الحبل على الغارب، وفق ما أعلنه ممثل عن تنسيقية المفسوخة عقودهم من الحشد حامد الكوفي.
بالمقابل، يرى الكثير من المراقبين أن تظاهرات المفسوخة عقودهم جاء أثر التصريحات المخالفة التي يدلي بها بعض النواب والسياسيين في مواقع التواصل الاجتماعي والتي هدفها إشغال الشارع واثباط معنويات واثارة سخط المفسوخة عقودهم بعد قرابة عامين من الانتظار لاستحصال موافقة البرلمان لاعادتهم الى الخدمة من جديد.
وهذا ما نوه له رئيس تجمع السند الوطني، النائب أحمد الأسدي، والذي يعد من أبرز النواب الذين تبنوا موضوع إعادة المفسوخة عقودهم إلى الخدمة، منذ انطلاق الاحتجاجات الشعبية في تشرين الاول عام 2019 ولغاية استحصال الموافقة من البرلمان ضمن الموازنة المالية للعام الحالي 2021.
ووجه الأسدي رسالة إلى المفسوخة عقودهم من الحشد في ساعة متأخرة من فجر اليوم الأحد، حذرهم من أن “جميع ما ينشر في مواقع التواصل حول قضيتكم غير صحيح!”، ماضيا إلى القول: “نحن نتابع مع الجهات المختصة لترتيب أمر عودتكم وفقا لما أقر من تخصيصات لهيئة الحشد في الموازنة”.
ودعا الاسدي المفسوخة عقودهم من الذين أعدوا العدة للتظاهر والاحتجاج أمام مقر هيئة الحشد، إلى “انتظار التوجيهات من الجهات الرسمية وعدم الانجرار إلى أي تصرف يضر بقضيتكم”.
بالنهاية، إعادة المفسوخة عقودهم من أبناء الحشد الشعبي، إلى الخدمة، واجب أخلاقي وإنساني على الدولة، لأن لهم الفضل الكبير على العراق، فقد لبوا نداء الوطن والمرجعية حين استباحت الدماء والأرض والعرض على يد أعتى تنظيم متوحش عرفه التاريخ، في وقت تخاذل الجميع وجبن من مواجهة تنظيم “داعش” في حزيران من العام 2014.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط