الانسحاب من أفغانستان

الانسحاب من أفغانستان، نعيم الهاشمي الخفاجي

شهد العالم منذ أحداث ١١سبتمبر عام ٢٠٠١ تغيرات كبيرة، تم احتلال بلدان، وبات التعامل مع شعوب معينة كالعبيد، وبلا شك هذه التصرفات تجابه بالرفض، شهد العالم وصول رئيس جشع طماع قاد العالم أشبه في تاجر ملياردير يتعامل مع الدول على أنها سوق لتصريف بضائعه، دول لا تستطيع أن توفر بنى تحتية مثل ماحدث بالعراق، الحكومة تتفق مع شركة سيمينس لإقامة محطات كهرباء وترمب يرفض ويهدد، الآن الإدارة الجديدة فتحت باب الصراعات مع الصين وروسيا، حيث تم تصعيد الخطاب العدائي، وبنفس الوقت قنوات الاتصال موجودة بظل هذه الحملات، هناك تواصل امريكا مع روسيا حول اقناع ايران للعودة للاتفاق النووي الذي الغاه ترمب بسبب رشا دول الخليج الوهابية، الإنسحاب من أفغانستان أصبح حقيقة، طالبان الإرهابية استطاعت أن تصبح قوة مؤثرة في افغانستان، هناك تحركات في دعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والذي استطاع ان يجعل العصابات الإرهابية في سوريا تعمل في امرته وكذلك في ليبيا، بعد فشل الناتو في افغانستان الانظار تتجه نحو دعم أردوغان بصفته رئيس تركيا التي هي عضو في الناتو ليملأ الفراغ في افغانستان، أردوغان ومنذ وصوله للسلطة عمل على دعم القومية التركمانية في افغانستان، التركمان يمثلون الشمال والغرب الافغاني من الاوزبك والهزاره والطاجيك، هناك تودد امريكا الى اردوغان ليحل محل الناتو في افغانستان، الاتفاقات مابين الادارة الامريكية وطالبان وصلت لمرحلة التنفيذ في الانسحاب الكامل مقابل وعد من «طالبان» – واحدة من كبرى الجماعات الإرهابية – بتخفيف حدة هجماتهم.

الاتفاق ما بين طالبان وأمريكا تم في ادارة ترمب، قام بايدن في تأخير الانسحاب ثلاثة أشهر لا أكثر، هذا التاريخ الذي حدده في الانسحاب النهائي قبل ١١سبتمبر ايضا الجماعات الإرهابية طالبان ومشتقاتها ايضا يعتبروه يوم مهم لهم في فداحة إرهابهم وإجرامهم، يوم تنفيذ غزوتهم السيئة الصيت.

بايدن في خطابه قال إن وجود الولايات ….. في أفغانستان استمر «لفترة طويلة على نحو مفرط»، وإنه لا يرغب في أن يصبح الرئيس الخامس الذي يستمر في هذه الملحمة المؤسفة.

الوجود الأمريكي في أفغانستان بدأ في حرب تحرير كابل من السوفيت في عهد جيمي كارتر وريغان، ودول الخليج الوهابية نشرت الوهابية وحضرت المجاهدين العرب ودعمتهم في مليارات الدولارات والسفير تركي فيصل أحضر ابن لادن وعبدالله عزام لقتال السوفيت في أفغانستان.

وعندما تركي فيصل صنع طالبان بعد ان تقاتل حكمت يارد وأحمد مسعود شاه وسياف ….الخ، صنعوا طالبان للقضاء على حركة الإخوان الحزب التابع لقلب الدين حكمتيار و مسعود شاه، وحصل اتصالات ما بين بيل كلينتون، بعد سيطرة طالبان على كابول واعتراف السعودية وقطر والإمارات رسميا وفتح سفارات حكومة طالبان، كلينتون ارسل مستشاره للأمن القومي بيل ريتشاردسون لحضور لقاء مع الملا محمد عمر في كابل.

بعد أحداث ١١ سبتمبر بوش الابن غزا أفغانستان وهرب الملا محمد عمر على دراجة من كابل في اتجاه كهوف قندهار، بكل الأحوال بعد الانسحاب التام من افغانستان يحل محلهم أردوغان، لكن أصبحت هناك دول أخرى مثل روسيا والصين وايران وباكستان لهم مؤيدون وانصار وعلاقات مع ساسة أفغانستان الجدد بما فيهم طالبان، الامريكان ينسحبون ويحل محلهم الروس والصينيين والباكستانيين والإيرانيين،بعد إسقاط حكومة طالبان أيضا عانت الحكومات الأفغانية المتعاقبة من تدخلات المحتل الأمريكي مثل تدخلاتهم في شؤون الحكومات العراقية لفرض إملاءات غير مبررة،طالبان استفادت من مشاكل أمريكا مع روسيا والصين وايران وباكستان، والانسحاب لم يتم من خلال الدعاء والتوسل وإنما من خلال المواجهة، للأسف حركة طالبان الإرهابية حققت نصر واضح، بعد الإنسحاب يشتد الصراع مابين السعودية وتركيا، السعودية تحاول دعم العصابات الوهابية، وتركيا تدعم الحزب الاسلامي الإخواني قلب الدين حكمتيار وروسيا لها أنصار وكذلك الصين وإيران، لكن السعودية تخرج بخفي حنين هناك حقيقية المحتلين لم يخرجوا من خلال الدعاء، من حق الشعب العراقي يتبع اسلوب مقاومة المحتل لإخراجه بعد أن جعل العراق ساحة للصراعات القدرة مع دول لا تسير في فلك المحتل.،

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

23.4.2021

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here