في أجواء الفيس بوك

في أجواء الفيس بوك : بقلم (كامل سلمان)

نلاحظ أحيانا على موقع التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك) يتم طرح موضوع او هاشتاغ فيه جانب ديني او سياسي او حتى أجتماعي ثم يبدأ المشتركون بالتعليقات ، فأنا أقول لكل المعلقين لماذا هذا التناقض ، ما أن يطرح موضوع واذا بالناس فريقان يختصمون ، فريق يطعن وفريق يداوي وكل فريق يدعي انه الحق ثم يبدأ التصعيد في لهجة المخاطبة لكل فريق فيصل الى استخدام الالفاظ النابية ، فهل جميع المشتركين قد اصابوا الحقيقة ، اكيد لا ، لإن الحقيقة واحدة ولا يختلف عليها إثنان ، قد يعرف البعض منهم جزء من الحقيقة اما الحقيقة الكاملة وخاصة اذا مر عليها زمن بعيد فلا يعرفها الا الله او من كان قريب جدا من الدائرة الاولى لموقع الحدث ، لكننا نلاحظ من كانوا قريبين من الدائرة الاولى لموقع الحدث غير موجودين في اي تعليق وهذا يعني ان جميع المشتركين ومن الطرفين مجرد مطبلين او من الذين على ( حس الطبل ) ، حتى تتقزز منهم الانفس من أساليبهم في الطرح وكلماتهم الجوفاء، الفارغة من المحتوى اسلوبا ولغة .. الفيس بوك هذه المنصة الاعلامية الثقافية العلمية الاجتماعية التي وجدت لخدمة الانسان وتواصله الاجتماعي مع مختلف صنوف البشر وصارت سببا للتقارب والألفة بين المجتمعات المتفرقة والمتباعدة تحولت بين ليلة وضحاها في مجتمعاتنا الى سوق للخزعبلات ومنبر للتجهيل والمهاترات ، فأصبحنا في كل شيء فريقين ، فترى من يطرح منشور ليس فيه اي قيمة علمية او ثقافية او اجتماعية فيسارع الالاف الى التصفيق والتهليل وكأنه اضاف للعلم والمعرفة شيء جديد ، مجرد لإن صاحب المنشور يمثل اتجاه معين ، ويقابله في الطرف الاخر الالاف من السبابين ، ومن خلال بعض المراجعات المتكررة لأسماء الطرفين وجدت اسماء تتكرر في التعليقات السياسية والدينية وتتكرر نفسها في التعليقات على مواضيع الموضة والفن وحتى على بعض المنشورات ذات الانحلال الاخلاقي .. والله انه لشيء مؤسف ومؤلم ان تصبح العقول نتنة والاخلاق متحللة الى هذا الحد ، فمع من سيتحدث المثقف ولمن سيكتب بعد اليوم .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here