التزام الجاليات المسلمة بقوانين الدول الاوربية 

ان الدول الاوربية تعلم اسباب وصول اغلب المهاجرين المسلمين قبل ثمان سنوات. فروسيا وامريكا وبريطانيا وفرنسا هم الذين ساندوا انظمة الحكم الدكتاتورية في سوريا وغيرها. كما ان عدم اخلاقية الحرب التي ضربت اغلب المدن اجبرتهم على الهجرة. اذ نعلم ان الدول الغربية كانت ولا تزال مع تلك الانظمة الشمولية ولا تريد زوالها لحد الان طالما لم يجدوا البديل المقبول.
لقد وصل المهاجرين مرضى وجوعى ولا هدف لهم غير اشباع بطونهم وتامين حياتهم وحياة اولادهم. كانوا كذلك مفتونين بدعاية الدول الغربية في توفر فضاء الحرية والعيش الرغيد. لكنهم عندما وصلوا قوبلوا باضطهاد رجال الشرطة لهم ولا يزال الكثير منهم يتسكع بالشوارع ويتسول ولا يدري ماذا سيفعل وينتظر الصدقات من هنا او هناك.
هذه الموجات من المهاجرين قد ايقضت خلايا عنصرية اوربية نائمة استغلت الازمة الاقتصادية فبدات تنظم نفسها سياسيا وتمكنت الدخول للبرلمانات الاوربية بقوة مما اجبرت بعض سياسي تلك الدول التشدد في استقبال المزيد. لقد كان صعود الرئيس الاميركي العنصري ترامب دورا مشجعا لانتشار حملات الحقد والكراهية للعرب المسلمين. كان خنوع واستسلام ولي عهد السعودية من اهم الاسباب لتمادي تلك الحملات. فانتشرت دعوات تقزيم العرب والاستهجان بهم ولصق كل التهم الشريرة بهم. ثم جرت عمليات حرق كتابهم المقدس وشتم نبيهم بالتنسيق مع اغلب الزعماء العرب خصوصا ال سعود .
لقد اضحت بعض الدول الاوربية تقدح بمشاعر المسلمين ولا تحترم عقيدتهم. هذه الدول باتت لا تعير اي اهمية لمشاعر الحكام المسلمين الذين ياتمرون باوامر تلك الدول كبريطانيا وفرنسا وامريكا، لقد بالغوا في عدوانيتهم لشيطنة الدين الاسلامي من خلال نشر صور عارية ومخزية عن رسول الله وما كان ذلك ليحصل لولا الموافقة الضمنية للكثير من الحكام الذين فقدوا هويتهم وارتدوا عمليا عن دينهم.. ان نصرة رسول الله حيا وميتا من الايمان اذ قال رسول الله لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من ماله وولده ونفسه والناس اجمعين. لكن الخنوع وعبادة الدنيا وزخرفها جعلهم يتخذون من دون الله اربابا ومن دون رسوله قائدا ومرشدا.
ان منطق الغطرسة الاستعماري العنصري اشاع مصطلحات الارهاب الاسلامي او الانعزالية تحت حجة حرية الراي والتعبير. لكن بالحقيقة ما هو الا احتقار للمسلمين وعداء وتسخيف للاسلام وحرب ضروس ضده.
انه منطق يذكرنا بان المستكبر المستعمر يريد ان يبقى القوي المهيمن السيد الذكي المطاع امام منطق المستضعف المستعمر الضعيف السفيه العبد الغبي المطيع. نحن اليوم في صراع بين مستعمرين يريدون استمرارية الهيمنة اقتصاديا وفكريا ويعتقدون بالفوقية وبين شعوب لها اخلاق ومبادئ انسانية تريد ان تعيش مستقلة وتبني بلدانها دون تدخل واستغلال.
في الحقيقة الامر نرى بان شعارات الديمقراطية والحرية التي يتبجح بها الغرب ما هي الا وسائل مختارة لخدمة مصالحهم الانانية الذاتية الخاصة بحدود اوربا الجغرافية دون نسيان خدمة لوبيات الصهاينة والصليبيين والعنصريين والملحدين والعلمانيين. اما بالنسبة للمسلمين فالنظرة الفوقية العنصرية ضدهم وضد دينهم تحتم التغافل عن مفاهيم الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة. تلك النظرة الاستعلائية تريد بقاء المنطقة العربية في التخلف والصراعات الدائمة لتبقى سوقا رائجة لتجريب اسلحتهم على رؤوس اهل المنطقة. لذلك فهم يشجعون ويساندون الحكام الدكتاتوريين ويقفون ضد اي اصلاح محتمل.
اما مسلمي اوربا فهم اليوم يطالبون بحقوقهم في ممارسة حرية الراي والتعبير والحق في الاختلاف الفكري والعقائدي. لذلك لم يعترض اي احد منهم على خيار غير المسلمين في فرنسا او غيرها على الاجهاض واللواط وشرب الخمر والقمار واستخدام جسد المراة للدعاية والتجارة الخ. لكن من حقهم الاساسي واسس الحرية رفضهم تلك الخيارات على جاليتهم. انهم لا يطالبون سوى حقهم الشرعي شأن حق مخالفيهم. ينبغي اذن اقامة السلم المجتمعي التعددي وذلك بمعاملة المسلمين معاملة الند للند وان لا يعبث احد في دينهم ويتدخل فيه شانهم شان غيرهم من الديانات الاخرى.
د. نصيف الجبوري
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here