القوات التركية تسيطر على 50 قرية عراقية وتوقعات بحدوث موجة نزوح

بغداد/ تميم الحسن

يتوقع أن تبدأ خلال الساعات القادمة عمليات النزوح لسكان القرى في اطراف محافظة دهوك حيث تتقدم القوات التركية في معارك شرسة للسيطرة على مناطق نفوذ حزب العمال الكردستاني (pkk) شمالي العراق.

وأعلن الجيش التركي أنه أطلق، مساء السبت الماضي، عمليتين عسكريتين في شمالي العراق، وأنه شن خلالهما هجوما بريا وجويا واسعا على قواعد المسلحين.

وتوغلت تركيا عدة كيلومترات داخل الاراضي العراقية منذ 4 ايام، حيث الهجوم البري الاخير هو نسخة ثانية لمعركة لم تنجح نفذت قبل نحو شهرين، كان من المخطط لها ان تستمر نحو قضاء سنجار وهو اهم معاقل الـpkk في العراق.

ويقول مصدر مطلع في كردستان لـ(المدى) ان “الهجوم الاخير هو بديل عن المعركة الفاشلة التي شنت في شباط الماضي وانتهت بسبب مقتل 12 جنديا تركيا وتوجيه اللوم للجيش والرئيس التركي رجب طيب إردوغان لسوء التخطيط والتنفيذ، في شمالي العراق”.

تركيا تبحث عن جنودها

وفقد الجيش التركي، امس، بحسب المصادر، الاتصال بمجموعة من القوات الخاصة التركية مؤلفة من 9 جنود أنزلتهم مروحية في منطقة زاب الواقعة على الحدود التركية مع إقليم كردستان، ولم يعثر عليهم حتى الآن.

وكانت وزارة الدفاع التركية قد اعلنت السبت، عن مقتل جندي تركي، متأثرا بجروح أصيب بها في شمالي العراق.

وأطلقت تركيا عمليتي “مخلب البرق” و”الصاعقة”، ضد حزب العمال الكردستاني في مناطق “متينا” و”أفشين-باسيان” شمالي العراق.

وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان، إن “الجندي قتل في المستشفى متأثرا بجراحه التي أصيب بها جراء انفجار عبوة ناسفة”.

وأعلن وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، أن 6 عسكريين أتراك، قتلوا خلال العمليات الجارية في شمالي العراق.

ولفت إلى أن قواته تمكنت من تحييد 31 مسلحا من منظمة العمال الكردستاني، وضرب 1132 هدفا بالمدفعية، إلى جانب 120 هدفا من خلال غارات جوية.

وأكد أكار أن بلاده عازمة على مواصلة مكافحة “الإرهاب” في شمالي العراق “حتى القضاء على آخر إرهابي”.

وسبق ان أخطرت انقرة، بغداد في اواخر العام الماضي، بانها “ستقوم بنفسها” خلال الشهرين المقبلين –في اقصى حد- بالقضاء على عناصر حزب العمال الكردستاني، اذا لم تستطع الحكومة العراقية طرد المسلحين وخاصة من قضاء سنجار.

ولم ينته شهر واحد من الشهرين المفترضين، حتى شنت انقرة هجوما ثالثا خلال اقل من عام لملاحقة حزب العمال المعارض لتركيا داخل الاراضي العراقية، كما اعلنت انقرة اعتقال قيادي كبير في حزب العمال من داخل سنجار. ويقدر وجود نحو 4 آلاف مسلح تابع لـ pkk ويدير الحزب المعارض لتركيا السلطة في سنجار منذ اكثر من عامين، فيما ابرمت حكومتا بغداد واربيل العام الماضي، اتفاقية لإخلاء المدينة من المسلحين ومنهم حزب العمال.

العودة إلى سنجار

ويتوقع المصدر “في حال نجحت الحملة الاخيرة فان انقرة ستعود لخطة اقتحام سنجار مرة اخرى”.

ووفق ما كشفته (المدى) في شباط الماضي، فان القوات العراقية ستقوم بإيصال قوات خاصة تركية الى جبل سنجار، ومن هناك ستقوم قوات انقرة باخذ زمام الأمور والهجوم على قيادات حزب العمال في المدينة.

وبحسب المصادر ان تركيا لديها معلومات كاملة عن مناطق تواجد حزب العمال، كما ستقوم بتفجير كل الانفاق التي يستخدمها الحزب في جبل سنجار. ويشن حزب العمال منذ 1984 تمردا على تركيا وهو يصنف كمجموعة “ارهابية” من قبل تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وتقول المصادر القريب من المعارك في شمالي العراق، انها عنيفة للغاية ويحاول حزب العمال السيطرة على جبل “كيستة” الذي يشرف على عشرات القرى التابعة لقضاء العمادية في دهوك. واستمرت القوات التركية ليلة 23 نيسان بالقصف المدفعي لعدة ساعات على مواقع تحصن حزب العمال في شمالي العراق، الى جانب ضربات جوية من المروحيات العمودية وطائرات الـ F16 قبل أن يدخل الجيش الى عمق اكثر من 9 كم ويستقر في جبال كيسته، والأخير موقع ستراتيجي حيث يطل الجبل على 50 قرية تابعة لنواحي بامرني وباطوفا وكاني ماسي.

استمرار المعارك

وتوغلت القوات التركية في جبل كيستة من ثلاثة محاور، وقد استهدف الهجوم منطقتي أفاشين ومتينا داخل الأراضي العراقية. وحلقت الطائرات التركية في سماء المنطقة بعد القصف المكثف، بينما أنزلت المروحيات التركية قوات الكوماندوز وهبطت في منطقة متينا لتستقر فيها.

وتتوقع المصادر ان تبدأ في الساعات المقبلة عمليات نزوح السكان، في حال استمر زخم المعارك على هذا النحو.

وحتى الآن وبحسب بيار دوكسي، النائب عن دهوك في البرلمان الاتحادي، فانه “لم يسجل حدوث حالات نزوح للمدنيين في المحافظة”.

واضاف دوكسي في اتصال مع (المدى) ان “المعارك تجري الان في مناطق غير آهله بالسكان، او عدد المدنيين فيها قليل”.

واعتبر النائب عن دهوك ان “حزب العمال الكردستاني والقوات التركية سيئين على حياة المدنيين وعلى استقرار كردستان وشمالي البلاد”.

ودعا دوسكي الطرفين الى “الابتعاد على الاراضي العراقية وتصفية حسابتهم داخل الاراضي التركية”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here