كنت قد ذكرت في الحلقه الاولى

كنت قد ذكرت في الحلقه الاولى
كيف تم أعادة الحق الشرعي الى أهله في أعادة تمليك البيوت الى ساكنيها من قبل الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم في منطقة زوية الكريعات ، ولكن الامور لم تسير على خير أذ بعد المؤامره الدوليه التي أطاحت بزعيم العراق حدثت أمور كثيره لم تكن في حسبان أهالي منطقة الكريعات الشرفاء، فتم توقيف والدي وعمي من قبل السلطات العميله المجرمه وعدد من ابناء الكريعات بحجة مساندتهم للزعيم وأتهامهم بأنهم من أنصار الحزب الشيوعي وللتاريخ أقول والله يشهد والناس على ذلك أن الشخص الذي وشى وكتب التقارير عن أهالي الكريعات هو شخص غريب عن المنطقة وأحد أشقائه كان المرافق الاقدم للمقبور عبد السلام وكان بعثيا قذرا وسكن منطقتنا منذ الخمسينات ، ولكن الله يمهل ولايهمل أذ اصيب بجلطه دماغيه أقعدته وجعلت منه رجل مشلول لايقوى على النطق الاماندر وفي يوم من الايام وأذا بزوجة هذا الرجل المنافق تطرق بابنا وهي تدفع بزوجها بعربه خاصه بالمقعدين وتقول أن زوجي يريد أن يعتذر لكم فخرج والدي وأستقبله وأدخله الى بيتنا وأكرمه والمنافق يردد أعذروني فأنا أجرمت بحقكم وبحق المنطقه ، وأهالي الكريعات القدامى يعرفون هذه الحادثه ، وما أن تسلم مقاليد الحكم المقبور عبد السلام عارف ( لعنة الله عليه ) حتى اصدر قرارا جديدا بأعادة وقفية منطقة الكريعات ولكن هذه المره تمت وقفيتها الى ( الامام ابو حنيفه ) أذ تم سحب السندات الاصوليه من الاهالي بطريقة الاحتيال أذ قيل لهم يجب أن تراجعوا دائرة طابو الاعظميه لتجديد سنداتكم ليكتشفوا فيما بعد أن سنداتهم الخاصه بأملاكهم مكتوب فيها فقره بأن بيوتهم ومزارعهم موقوفه وقفا صحيحا للأمام أبو حنيفه النعمان ويحق للاوقاف في اي وقت المطالبه بها وتأجيرها أو بيعها حسب راي الاوقاف ، فضجت الناس وخرج الاهالي بمظاهرات عفويه كبيره وصلت الى قائمقامية الاعظميه في ذلك الوقت وكتبت الصحافه عن تلك المظاهره وعن المطالب المشروعه لاهالي الكريعات وماهي الا ايام حتى تم مقابلة المقبور عبد السلام عارف من قبل المرحوم الشيخ شلال محمد الجبوري وعدد من وجهاء المنطقه منهم الحاج المرحوم ياس خضير ، والمرحوم مسلم الطاهر ، والمرحوم عباس حسون ، والمرحوم عباس الحسن ، وغيرهم كثير ، الله يرحمهم ويغفر لهم جميعاً ، يحدثني والدي عن تلك المقابله وعن شخص المقبور عبد السلام عارف ( عليه اللعنات ) حيث يقول لم ارى شخص أخبث ولاارعن ولاأجبن منه على الاطلاق ، يتحدث بطائفيه وبخبث وبوقاحة الجبناء ، ويقول والدي أجتمعنا به لمدة ساعه لم نخرج باي نتيجه وكتب على العريضه التي قدمت له تحال الى الاوقاف وقلنا له أننا نشكيك من الاوقاف وأنت تحيلنا اليهم ، ضلت القضيه معلقه ودون اي نتيجه فأحترق المقبور عبد السلام عارف بالحادثه المعروفه في البصره وجاء بعده شقيقه عبد الرحمن عارف ولم تُحرك القضيه وبقيت وقفية منطقة الكريعات ساريه بالرغم من تكليف عدد من الوزراء والمتنفذين في الحكم في ذلك الوقت ولكن القضيه لم تحسم وظلت كذلك الى أن تم الاطاحه بحكم عبد الرحمن عارف في أنقلاب 17تموز الاسود ، وفي بداية الانقلابيين أظهروا بأنهم جائوا من أجل الشعب وقاموا بعدد من الاصلاحات الظاهريه لطمأنة الشعب من خلال مكر البعثيين المعروف وخبثهم وتقلبهم فتم نشر موضوع ( وقفية منطقة الكريعات ) في عدة صحف محليه وكان المرحوم ( الدكتور علي هادي الجابر الجبوري ) مدير شركة النفط الوطنيه العراقيه أنذاك قد لعب دورا كبيرا في نشر القضيه وايصالها الى المسؤلين ، الدكتور علي هادي الجابر الجبوري أبن عمنا وكان صديق والدي منذ الطفوله وفي أحدى الايام جائنا الدكتور علي ومعه شقيقه ( المعلم باقر الجبوري ) الى بيتنا وطرحوا على والدي فكرة مقابلة وزير الاوقاف في ذلك الوقت كان ( عبد الستار الجواري ) هو الوزير ، فوافق والدي المرحوم على المقترح وتم مقابلة الوزير المذكور بمساعده من ابن عمنا الدكتور علي الجابر ، لم يصدر الوزير أي قرار ولكن قال للوفد الذي قابله بأن هذه القضيه ليست من صلاحيته ويجب رفع مذكره الى رئيس مجلس قيادة الثوره والى الرئيس احمد حسن البكر ليقول رايه في الموضوع ، وبعد مرور أكثر من شهرين على القضيه وأذا بالدكتور علي هادي الجابر يأتي الى بيتنا ويخبر والدي بأن قضية تمليك بيوت الكريعات والعريضه التي قدمت الى الرئيس البكر قد تم التهميش عليها من قبل الرئيس وهو يطالب بمقابلتكم مع وزير الاوقاف عبد الستار الجواري ومدير أوقاف الاعظميه ، تم تحديد يوم على تلك المقابله وتم تعيين الناس الذين يقابلون الرئيس البكر ، يحدثني والدي عن تلك المقابله أذ يقول للتاريخ تم مقابلتنا للبكر صباحا وطرح أسئلته على وزير الاوقاف ومدير أوقاف الاعظميه أنذاك لم أتذكر اسمه ولكن على ماأعتقد أنه ( نعيمي ) وقال لهم أثبتوا لي وقفية منطقة الكريعات وكيف أصبحت وقفا وهم يمتلكون السندات الاصوليه بذلك لم يستطع الوزير ومدير الاوقاف اقناع الرئيس البكر سوى قولهم له بأنهم وجدوا قرارا بتوقيع عبد السلام عارف يؤكد على وقفية منطقة الكريعات الى الامام ابو حنيفه النعمان ، ثم ألتفت الرئيس البكر الى والدي المرحوم شلال محمد الجبوري يقول والدي فقال لي ياشيخ كيف تثبت بأن منطقة الكريعات وأراضيها وبيوتها أملاك تابعه لكم ، يحدثني والدي ويقول كنت قد هيات عدة حجج دامغه تقنع حتى المجنون بعائدية أملاكنا لنا منها سندات طابو منذ العهد العثماني منذ 400 سنه مكتوب بها نص هذه العباره ( بستان الشيخ علي الخلف الجبوري ) وهو جدي السادس أذ تم تجديد هذه الوثيقه التي بحوزتي عام 1921 وكذلك يقول والدي قلت للرئيس البكر أن في بستاني ( نخله ) عمرها ( مئتي عام ) وهي موجوده يمكنكم ارسال لجنه للتحقق منها ، ويقول والدي فقلت للرئيس البكر أننا جئنا من الموصل قبل 5 قرون الى منطقة الكريعات وقد سميت هذه المنطقه على أسم ( جدنا الشيخ حسين الاكرع الجبوري ) في حادثه معروفه للجميع ولماذا سمي جدنا بالاكرع ويقول والدي أن البكر طلب مني اسماعه قصة تسمية الكريعات على أسم جدنا ( حسين الاكرع ) فأعجب الرئيس بما سمع منا وأعجب بالحجج الدامغه التي قدمناها أمامه وألتفت الى وزير الاوقاف ( عبد الستار الجواري ) والحديث لوالدي وقال له ( أتركوا هذه الناس تعيش في أراضيها ، فماذا تريدون منهم بعد أن قدموا كل هذه الادله ) ويقول والدي ثم ألتفت ألينا وقال ( أنتظروا منا قرارا خاصا حول القضيه ) عاد الوفد الى الكريعات وفي المساء تجمع الناس في بيتنا بالعشرات ووالدي والوفد الذي قابل الرئيس البكر يقصون على الناس ماذا جرى في ذلك الاجتماع ، أنها ايام لاتنسى والله أنني أتذكر تلك الوجوه الفليحه الكريمه والعلاقات الاجتماعيه المتراصه حينما كانت الكريعات بيت واحد ، وقدر واحد ، وشيخ واحد ، وحسينيه واحده ، ومرجع واحد ، والكل يعيش في حب وأحترام متبادل ، وما هي الا ايام وأذا بالناس تتجمهر في ( مقهى عباس مهدي الدروش ) عند الساعه الثامنه مساءا موعد نشرة الاخبار لسماع قرار مجلس قيادة الثوره عن تقرير مصير منطقة الكريعات ووقفيتها ، ولازلت أتذكر تلك اللحظات أذ ما أن أعلن المذيع غازي فيصل بأن مجلس قيادة الثوره قد أعلن تمليك البيوت والاراضي الى ساكنيها في منطقة الكريعات حتى أخذ الناس من كل البيوت باطلاق العيارات الناريه والخروج الى الشوارع وهم فرحين مسرورين بعودة الحق الى أهله لتنتهي المرحله الاولى من تلك المعاناة أذ لم تملك كل الاراضي والبيوت الى ساكنيها وظلت القضيه معلقه حتى هذه اللحظه أذ يوجد أكثر من 200 بيت لم تملك حتى هذه اللحظه وتم بطريقه ملتويه من قبل الاوقاف أذ أعتبروا هذه البيوت تابعه ( للماليه ) وبعد سقوط النظام كنا نأمل من الحكام الجدد أن يصدروا قرارا بتمليك تلك البيوت ولكن أصدروا قرار بأن يكون تمليكها لهم وحدهم أذ نجد اليوم أغلب النواب والوزراء والمتنفذين قد سيطروا على تلك الاملاك العائده للناس بعدة طرق أما بشرائها أو بالاستيلاء عليها ولااريد أن اعدد الاسماء التي أمتلكت وبنت بيوت خرافيه في الكريعات من قبل السراق والحراميه الجدد وللامانه والتاريخ حتى البعثيين الخونه الاذلاء لم يتجرئوا على ذلك والناس الان في حيره من أمرهم ولم يتم تحريك القضيه الا عندما يقترب موعد الانتخابات ولازالت الكريعات وجزء كبير من بيوتها غير مستملكه من قبل ساكنيها ولانعرف متى سيصدر القرار النهائي في تمليك تلك المنطقه الى أهلها وهل سيأتي عبد السلام عارف أخر ليعيد ( وقفيتها ) الى أبو حنيفه أو عبد القادر الكيلاني أم سيكون هناك عبد الكريم قاسم أخر ويعلن والى الابد تمليك البيوت الى ساكنيها في الكريعات ، يتبع في الحلقة الأخيرة …….

جبر شلال الجبوري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here