لماذا لا تجعلوا من الإعلام الكوردستاني سلاحاً أمضى لمواجهة الذين يشوهون اسم الكورد لدى الشارع العربي؟!

لماذا لا تجعلوا من الإعلام الكوردستاني سلاحاً أمضى لمواجهة الذين يشوهون اسم الكورد لدى الشارع العربي؟!

محمد مندلاوي

إن مصطلح الإعلام، كما هو في اللغة العربية اسم له نفس المعنى في جلالة اللغة الكوردية أيضاً ويسمى:”ڕاگەیاندن= Ragayandn” وهو اسم ممتزج، ملتصق، وهذه هي طبيعة اللغة الكوردية واللغات الآرية، التي منها اللغة السومرية، حيث تمتزج، تلتصق الكلمات مع بعضها وتبتكر منها كلمة واحدة، فكلمة”ڕا= Ra” تعني باللغة الكوردية طريقة، إسلوب، وكلمة “گەیاندن= Gayandn” تعني إيصال، خبر،تبليغ، إبلاغ الخ. وإلصاقهما معاً على الطريقة الكوردية الآرية تصبح “ڕاگەیاندن”. بهذا الصدد تقول لنا المعاجم الكوردية إنها تعني: إيصال الخبر، نقل الخبر، إبلاغ،إيعاز، إعلام، نشر خبر، إخبار الخ.
فالإعلام سلاح ذو حدين إذا لا تجيد استخدام مفرداتها التي هي الكلمات المحددة في مواقعها كما يجب، وبصوت مؤطر بأحاسيس نبيلة للوطن كوردستان، والتحكم بوسائلها التكنولوجية بطريقة علمية صحيحة وسليمة بلا أدنى شك بدل أن تخدمك ستنقلب ضدك وضد شعبك ووطنك، وتكون أخطر من الرصاصة التي تقتل، لأن الرصاصة حين تنطلق خطأً من فوهة البندقية قد تقتل شخصاً واحدا، لكن الإعلام حين يخطأ قد يقتل أمة. عزيزي المتابع،لقد سبق لي وتحدثت في مقالات سابقة عن هذا الموضوع الحيوي، لكني أحب أن أقف عنده مرة أخرى. على سبيل المثال وليس الحصر، كان هناك قائد جدلي يرأس تنظيماً كوردستانياً استحدثه في الأعوام الأخيرة، أعني بعد تحرير العراق وجنوب كوردستان على يد الجيش الأمريكي من براثن حزب البعث المجرم – للعلم، أن من مقررات جنيف، يحق للمتضرر بالسلاح الكيماوي الحق أن يستخدم قوة الغير- لقد رحل عنا هذا القائد… إلى عالم اللا عودة، لكن قبل رحيله بعدة أعوام وفي إحدى لقاءاته الصحفية قال كلاماً لم يقل مثله حتى الأمي في السياسة: ئەگەر کەرکووک هاتەوە سەر کوردستان = إذا عادت كركوك إلى كوردستان!!. بهذه الكلمات الشاذة عن الواقع الكوردي المرير أوصل هذا القائد… معلومة خاطئة جداً وبالمجان إلى الجانب الآخر القابع في بغداد، الذي يبحث بدقة متناهية عن مثل هذه الكلمات الساذجة، التي تغني عنه البحث والتحليل والتفسير لما يجيش في داخل عقول القيادات الكوردية… . وعلى ذات المنوال، هناك شخص كوردي آخر، إنه صحفي، وكان في نفس التنظيم السياسي الذي رأسه ذلك القائد الساذج سياساً، الذي ذكرناه أعلاه وكان ناطقاً باسم التنظيم الذي راسه ذلك القائد…، قال هذا الصحفي الفاشل والمحلل الغبي: بەمن نەڵێ باشووری کوردستان، باکووری کوردستان، بڵێ کوردستانی عێراق، کوردستانی ترکیا هتد = لا تقل لي جنوب كوردستان، شمال كوردستان، قل لي كوردستان العراق، كوردستان تركيا الخ. تصور عزيزي المتابع، أن هذا الغبي معروف في الأوساط الكوردية في جنوب كوردستان كصحفي ومحلل سياسي، لكنه لا يجيد كيف يستخدم مفردات اللغة التي يتكلم بها وتربى في حضنها طوال حياته!!. وقبل هذان… كان هناك قائد آخر، هو الآخر رحل إلى العام الآخر، إلى عالم ما وراء الطبيعة. بعد تحرير العراق وسقوط نظام حزب البعث المجرم ورئيسه اللعين صدام حسين، في تصريح له تنازل هذا القائد الكوردي عن كوردية مدينة موصل دون أن يطلب أحد منه أن يمنح المستوطنين العرب في موصل هذا الكرم الحاتمي، وكأن الأرض الكوردية ملك لمن خلفه؟؟!! لقد تصور هذا الأبلد إنه بهذا الكلام الصبياني يغري العرب في العراق كي تلين قلوبهم نحو الكورد، كأنه لا يعلم أن الصحراوي يكون قاسي القلب؟ أعني بالعرب أولئك الذين غزو العراق وكوردستان وبلدان المنطقة باسم الدين، وذلك من أجل تعريبها واحتلالها احتلالاً استيطانيا ونهب خيراتها وثرواتها واضطهاد أهلها الأصلاء. للعلم، أن هذا القائد كان عام 1963 قيادياً في الحزب الديمقراطي الكوردستاني وعضواً مهماً في وفد التفاوض مع حزب البعث. مقابل تنازل هذا القائد بالمجان للأرض الكوردية، نجد في صفحات التاريخ الحديث أن قائد الحركة التحررية الكوردية ملا (مصطفى البارزاني) اختصر مطالب الكورد من حكومة البعث حينها بخمس نقاط فقط، واحدة منها تحديد حدود كوردستان بخمس محافظات: السليمانية، وأربيل، وكركوك، وموصل، وديالى. وفي نقطة أخرى طالب الملا بإنشاء جيش كوردي مشابه في تشكيلاته بجيش العراق. وطالب أيضاً بتقسيم واردات النفط بين العرب والكورد. وعن كركوك قال خالد الذكر مصطفى البارزاني: لا أريد أن يبصق الكورد على قبري ويقولوا لماذا بعت كركوك. لكن في 2017 هناك من سار على نهج الوالد والجد وباع كركوك فعليه من حق الكورد أن …؟. لكن، بعد مرور الأعوام التي فارقنا فيها ملا مصطفى البارزاني نتساءل:أين قيادات اليوم منه؟؟!! للعلم، هذا هو ديدن غالبية القيادات السياسية والإعلامية والمثقفة التي تسمى بالنخبة الكوردية، التي جاءت بعد ملا (مصطفى البارزاني) الذي سيبقى اسماً خالداً على خارطة الحياة أبد الدهر. عزيزي القارئ، بينما نرى الشعوب تتقدم على مرور الأعوام في نيل مطالبها الشرعية، إلا أن الكورد يتراجعون يوماً بعد آخر، وخير دليل كركوك والمناطق المستقطعة الأخرى، التي أصبح فيها المستوطن العربي مواطن درجة أولى والكوردي صاحب الأرض أصبح فيها مواطن درجة ثانية وثالثة، رغم أن هذا العربي فاقد الشرعية في كركوك والمناطق الكوردية الأخرى التي استعربت بفوهات البنادق وبقرارات وقوانين عنصرية، لأن الأنظمة العروبية الحاكمة في بغداد هي التي جاءت بهذا العربي لتغيير ديموغرافية كركوك والمدن الكوردية الكوردستانية المستقطعة عن جسد جنوب كوردستان. عزيزي القارئ، للأسف، لا تجد عند النخبة الكوردية من هو كوردي وكوردستاني قلباً وقالباً كما كان البارزاني الأب؟، أو كما هي النخبة عند الشعوب الأخرى التي انسجمت دائماً مع تطلعات شعوبها، وبنت لها دولاً مستقلة، وأوصلتها إلى شاطئ الأمان بأقل الخسائر.
عزيزي القارئ، إن بيت القصيد في موضوعنا هو ما نحن فيه الآن، أعني ما فيه الكورد الآن في جنوب كوردستان، حيث نشاهد من خلال وسائل الإعلام بكل أصنافها وأشكالها هناك هجمة شرسة يتعرض لها الشعب الكوردي وقياداته وذلك بسرد الأكاذيب الملفقة الرخيصة لتشويهه وتسقيطه من قبل الأحزاب والشخصيات السياسية والعقدية العراقية بسنتها وشيعتها وذلك كما أسلفت لتشويه وتسفيه الشعب الكوردي الجريح. لكن السلطة الشيعية الحاكمة والسنية التي تسير في ركابها كونوا لدى الشارع العراقي صورة نمطية سيئة عن الكورد. كعادتها، البارحة اتهمت قنوات رسمية وحزبية شيعية كذباً وبهتاناً إقليم كوردستان بوجود مراكز للموساد الإسرائيلي على أراضيه!!. لكن الشيء الجيد والمفرح، أن إقليم كوردستان ضربهم على أفواههم حين رد عليهم بقوة، وسجل دعوى قضائية ضدهم. لكن، لم يقل لهم الإقليم أن موساد الإسرائيلي موجود في بغداد، وفي منطقة الخضراء، وإلا كيف أخذوا كتاب التوراة القديم من بغداد إلى إسرائيل؟! لو لم يكن الموساد في بغداد، كيف أخذ أرشيف يهود العراق وهو عبارة عن آلاف الصفحات إلى دولة إسرائيل، هذا بالإضافة إلى أشياء قديمة جداً أخذه الموساد في وضح النهار من بغداد إلى دولة إسرائيل؟!. ثم، ألم يقل الأكاديميون اليهود في إسرائيل أن أعضاءً عديدة من البرلمانيين العراقيين ينتمون للأحزاب الحاكمة زاروها سراً؟! عجبي، يزورون إسرائيل ويتوددون لها سراً، لكنهم يتعاملون مع إقليم كوردستان بشراسة وبنفس إيراني عدائي ويتهموه ظلماً وبهتاناً بأن له علاقة مع دولة إسرائيل؟!.
على أية حال. نحن نطلب من القيادات الكوردية في هذه الانعطافة التاريخية الحرجة التي تمر فيها العالم أن تفتح قناة فضائية كوردية ناطقة بالعربية وتفسح المجال أمام المثقفين الكورد للرد على كل من يلفق ظلماً وبهتاناً ضد إقليم كوردستان وقياداته لتحريض الشارع العربي ضده كمؤشر لأمر ما مستقبلاً؟. للعلم، أن للرد الكوردي على من يحاول تشويههم فائدتان، الأول تضرب هذا العنصري الكذاب أو الطائفي الأفاق الذي يشوه الكورد على فمه النجس حين ترد عليه رداً علمياً يقبله العلم والعقل والمنطق، إما الفائدة الثانية، إنك من خلال ردك على هذه الأصوات النكرة بالعقل السليم والرأي المستقيم توصل إلى المتلقي العربي معلومة صحيحة وسليمة عن الكورد وكوردستان، وتعرفه بالحق الكوردي المغتصب، وهذه تحمل في طياتها معلومات هامة ومفيدة، وتؤثر إيجاباً على منظومته الفكرية التي ملأتها الأنظمة العروبية العنصرية والطائفية المجرمة بسرد الأكاذيب الرخيصة التي لا صحة لها على أرض الواقع ولا تستعمل مفردة عن الكورد إلا بسوء نية، كما قلت، هذا سيجعله أن يغيير مواقفه الخاطئة تجاه الشعب الكوردي ووطنه كوردستان. ألم تقل حنان الفتلاوي إذا قتلوا سبعة شيعة مقابلهم نقتل سبعة سنة. ونحن نقول، إذا سبوا وشتموا شعبنا وقياداتنا وشخصياتنا التاريخية نرد عليهم بقوة المنطق وليس بمنطق القوة، إذا شوهوا تاريخنا العريق، نرد على هؤلاء المأجورين، أعني الجماعة الكهنوتية ونبين حقيقتهم السوداء التي تنكس الرأس بين الشعبين العراقي والكوردستاني. إما إذا هناك من يحترم ذاته من العرب وغيرهم ويريد أن يعرف حقيقة الأمة الكوردية نسردها له بكل ممنونية وبطريقة سلسة من ألفها إلى يائها. ومن يريد أن يناظرنا كتابة أو وجهاً لوجه عن الكورد وكوردستان نقول له على الرحب والسعة: هذا الميدان يا حميدان. أكرر، رجائي من القيادات الكوردية أن تفتح قناة كوردية ناطقة باللغة العربية، ليست كقناة زاجروس (زاگروس) التي ليس فيها شيء كوردي سوى اسمها التي هي الأخرى على ما أظن يونانية. نريد من هذه القناة، أن تفتح أبوابها على مصراعيها أمام المثقفين الكورد الأصلاء وتدعمهم معنوياً كي يسكتوا كل صوت نكر يتعرض للأمة الكوردية العريقة بشتى الوسائل والأساليب والطرق السوقية الرخيصة.
“الذي يسيطر على وسائل الإعلام يسيطر على العقول”

26 04 2021

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here