مسألة  التقصير و الفساد لا تنحصر بالتيار الصدري فقط : النظام برمته فاسد و منحط 

بقلم مهدي قاسم

على أثر حدوث اندلاع حريق كبير ومهلك في مستشفى ابن الخطيب  الخاص بالكوفيد 19  و ما نتج عن ذلك من  سقوط عشرات مع الضحايا القتلى ، فقد جرت عملية  التركيز بهذا الخصوص في رمي ثقل تحمل المسؤولية على التيار الصدري وإدانته ، لكون وزير الصحة محسوبا عليه ، وكأنما باقي الوزراء ، سواء سابقا أو راهنا ، بعيدين عن مظاهر الإهمال والتقصير و  الفساد ، و أحسن وأفضل مما قدموا من خدمات وإنجازات نوعية ومثمرة وملموسة !!..

بينما الأمر ليس كذلك بتاتا ..

بل أنه من السذاجة  بمكان تجزئة الفشل السياسي والإداري للبلاد واقتصاره على حزب و تنظيم أو  تيار واحد فقط ، بمعزل عن باقي الأحزاب والتنظيمات السياسية المشتركة في نظام المحاصصة الطائفي الفاسد و المتهرئ المتعفن حتى الرقبة ، أنما يجب إن تُطال عملية الفشل هذه جميع الأحزاب والأطراف والجبهات الحاكمة التي قادت وتقود ــ سوية ــ  العربة  المفككة و المزنجرة و المخرخرة للنظام السياسي المشوه والمنحط في العراق ، ضمن تقاسم السلطة والمناصب و فرص النهب المنظم للمال العام..

فكل هؤلاء جميعا شركاء في جريمة تخريب وخراب العراق ..

وضمن هذا السياق وما عملية حريق مستشفى ابن الخطيب إلا جزء ممتدا مرتبطا بسلسلة طويلة من مظاهر  إهمال  فشل وفساد مزمنة طويلة جدا، أفرزتها سنوات السلطة و الحكم الطويلة ” قادتها ”  هذه الأحزاب والفئات التي كانت لكل واحدة منها حصصها من حقائب وزارية ، حيث كان همها الوحيد كيفية سرقة المال العام وشرعنتها عبر مصارف أهلية تابعة لبعضها أو للمقربين منها ..

وإلا……..

فإذا كانت وزارةالصحة أفضل في السنوات الماضية ، تحت قيادة حزب آخر فلماذا كان العراقيون المرضى يبيعون حتى أمتعتهم  ليسافروا إلى الخارج بقصد معالجة ذويهم وأقربائهم المرضى  بأمراض مزمنة في كل من  تركيا و الهند و الأردن  بل وحتى في أربيل أيضا ؟ ..

فكل هؤلاء جميعا شركاء في جريمة تخريب وتقويض أركان الدولية العراقية وفي زيادة فقرها وتخلفها وإفلاسها ، بالطبع ، ومن ضمنها التيارالصدري أيضا ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here