(( نريد حواشنه منك يبن قاسم ،  هاي حواشنه ، وهاي الحجج بيهه ، (الحلقة الاخيرة )) 

مرّت قضية تمليك البيوت (الموقوفة زوراً وبهتاناً) في منطقة الكريعات بعدّة مراحل، فمنذ العهد الملكي مروراً بالجمهورية الأولى في زمن شهيد العراق عبد الكريم قاسم إلى حكم الأخوَين العارفَين ثمّ إلى حكم البعثيين، وأخيراً إلى الحكام الجدد الذين حكموا بعد العام ٢٠٠٣، ولازالت قضية (وقفية) بيوت أهالي الكريعات التي لم يتم تمليكها لأصحابها تراوح مكانها،
  فبعد سقوط النظام البعثي المجرم استبشر الناس خيراً بالحكام الجدد، وأخذ قادة الشيعة من السياسيين يتوافدون على منطقة الكريعات ويتحدثون عن المستقبل الواعد الذي ينتظر الكريعات وكيف أنها ستكون من أجمل المناطق في بغداد باعتبارها تتمتع بموقع سياحي مُلفِت ومميَّز ، وكذلك لكونها عانت من التهميش والإقصاء في زمن المقبور صدام حسين، وأخذ أهالي الكريعات  يبحثون عن إمكانية مفاتحة الدوائر الحكومية الخاصة حول الحصول على إصدار قرار بتمليك تلك الدور التي لم يتم أنجاز معاملة تمليكها للأهالي من قبل، أسوةً بالبيوت التي تم تمليكها فتشكلت عدة لجان من قبل أبناء الكريعات وتم تبليغ الناس بكتابة العرائض التي تطالب الدولة العراقية بتمليكهم لبيوتهم التي يسكنونها منذ عشرات السنين، كما تمت مقابلة العديد من المسؤولين والقادة في العراق الجديد، ومنها مقابلة عدة رؤساء وزارات منذ سقوط النظام البعثي الصدامي ولحد الآن، غير أنّ الأمور بقيت على ماهو عليه، ليكتشف أهالي الكريعات أنّ عدداً من المسؤولين والقادة في العراق الجديد وبعض قادة الأحزاب السياسية الفاسدة والمتنفذين يسرقون عدداً من الأراضي بطرقٍ ملتوية ويشيدون عليها بيوتهم الخرافية تاركين أصحاب البيوت الشرعيّين من أبناء منطقة الكريعات في حيرة من أمرهم.
 حاول الكثير من أبناء المنطقة الشرفاء الحصول على موافقة الدولة على تمليك البيوت الموقوفة زوراً وبهتاناً ولكن دون جدوى.
 اليوم نضع نصب أعين السيد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قضية تمليك وقفية بيوت أهالي الكريعات التي لم يتم تمليكها إليهم لحد الآن والتي أخذت وقتاً طويلا دون حلّ يلوح في الأفق لرفع الغُبن عنهم ووضع الحقّ في نصابِه، لذلك نأمل من الغيرة الوطنية والضميرية أن يتنادى القائمون على تمشية أمور الدولة العراقية أن يأخذوا بعين الاعتبار هذه القضية بتشكل لجنة من قبل دوائر الدولة المعنية والمختصة للنظر والتحقيق بمثل هذه القضية الحساسة التي تهم صُلبَ عيش المعنيين كما تسهم في جزء من حلّ معضلة السكن، لكي تنتهي هذه المشكلة التي تحتاج إلى قرار شجاع من الحكومة قبل أن تمتدَّ إليها أيدي الفاسدين فيسرقون ماتبقى من أراضي البيوت العائدة لساكنيها.
  أملنا كبير في الكِبار من أصحاب الضمائر الحية والحرص الوطنيّ الشريف على المغبونين جهاراً عَياناً أن ينصفوا أهالي منطقة الكريعات لأنها عانت العُسفَ والظلم بدءاً من سوء المعاملة والإهمال والتهميش وقطع الخدمات منذ العهد الملكي ولحد الآن، بالإضافة إلى تعرّض خيرة شبابها للسجون والتعذيب والإعدام وما العثور على جثث الكثير منهم في المقابر الجماعية إلّا دليل على مظلوميّتها.
  وكلنا يعلم حجم التضحيات التي قدمتها هذه المنطقة والتي قدمت خيرة أبنائها البررة شهداء على مذبح الحرية، فالكريعات مدينة الشهداء وليس بكثير عليها أن تنال حقوقها المشروعة والتي أقرها من قبل، الشهيد عبد الكريم قاسم الذي يعتبر من أكثر  الرؤساء الذين حكموا العراق حباً وتقديراً واحتراماً لدى أبناء الكريعات.
 ننتظر أن يكون هناك شخص وطني يتحلى بصفات الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم لكي يزور الكريعات ويعلن عن تمليك البيوت الموقوفة إلى ساكنيها لتنتهي مشكلة قديمة لن يحسما إلّا إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل إنّ الباطلَ كان زهوقا  ، اللهم أرحم  الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم ألذي تبنى لوحده قضية تمليك البيوت لساكنيها الشرعيين في الكريعات ، والرحمة لكل الطيبين من رجالات الكريعات الاخيار الذين وقفوا وقفة مشرفة وأعادوا جزء من حقوق الناس ، وأملنا كبير بالابناء للسير على خطاهم وتكملة مابدأوه لكي يعود الحق لأهله  ، وسنبقى ندافع عن أهلنا هناك بكل مانستطيع ولن نتخلى عن الكريعات مهما بَعُدت المسافات …..
جبر شلال الجبوري
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here