كثر الحديث عن قوى الدولة واللادولة

كثر الحديث عن قوى الدولة واللادولة، نعيم الهاشمي الخفاجي

مع قرب الانتخابات العراقية بدأت الدعايات الانتخابية من خلال رفع الشعارات البائسة، مشكلة العراق صراع مذهبي قومي، وليس محصورة في قوى الدولة واللادولة، بلد يعاني من حروب مذهبية وقومية تم تغطيتها في أحكام وبشكل دقيق بحيث الكثير بل غالبية الناس لايعون هذه الحقيقة المرة، رغم انها باتت واضحة، شمال كوردي شبه مستقل، غرب وشمال بغداد سني لم يبق به ولاشيعي، والعبوات والمفخخات مستمرة اخرها الهجوم على قرية لعشيرة بني تميم في ديالى خلفت ثلاثة شهداء وعشرة جرحى وفي وقت إفطار في يوم رمضاني، هناك حقيقية، في العراق لاتوجد قوى دولة، بل الغالبية الساحقة ضمن تصنيف اللادولة، فلا أحد يُمثل الدولة مطلقاً، حتى القوانين منها على سبيل المثال الفصل السياسي يتم حرمان الكثير بحجة تم غلق التقديم أو عدم تقديم مستمسكات وتم إعطائه رفض، اذا كانت دوائر الدولة تعمل ضمن اللادولة، فعن أي قوى الدولة يتحدث الدجالون.

والمصيبة هؤلاء اصحاب هذا الشعار هم أصحاب مأساة العراق يصنفون أنفسهم في قوى الدولة

الكتل السياسية للمكونات الثلاث الزعامات تعتبر نفسها أهم من العراق وأقدس من أي مقدس، ويصفون أنفسهم في قوى الدولة ومن يخالفهم في قوى اللادولة، ونفسهم أصحاب هذه المقولة لايجرأ أن يذهب إلى الاعظمية والتاجي او الى تكريت والرمادي بدون حمايات إن استطاع أن يجرأ أن يذهب الى تلك المناطق وإذا عاد بسلام فهو محظوظ، اعجبني قول سيدة من أهالي اليمن كتبت في صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي تويتر( التاريخ لا يرحم والكرامة لا تتعوض والموت دون الأرض والعقيدة وِسَام شرف والجهاد فرض مُقدس والشهادة غاية كل حر

والحر لا يرضىٰ بالذل والاحتلال والارتزاق والخيانة فلا تهنوا ولا تتخاذلوا ولا تيأسوا ، فالعدو ضعيف والباطل زائل والحق مُنتصر والله غالبٌ على أمره).

‏الساسة والنواب و الراغبون في العمل السياسي في العالم العربي يتكالبون على المواقع والمناصب ليس لخدمة المواطنين وحل مشاكلهم وتوفير حياة كريمة بل لسرقة المال العام و تحسين وضعهم، والاستمتاع بالمناصب وبريقها حتى لو يوميا يقتل الاف الناس من أبناء قومه، أقول لأصحاب مقولة بقوى الدولة ويصفون المجاهدين من الحشد ولولاهم لتم مبايعة أبو بكر البغدادي النافق عواد السامرائي خليفة للبعثيبن والوهابيين في منتصف بغداد، أقول لهؤلاء اصحاب العقول السمكية، العالم سيعاملك بلطف لأنك إنسان طيب .. يشبه اعتقادك أن الأسد لن يأكلك ؛ لأنك شخص نباتي، شعاراتك في قوى الدولة أو أنت معتدل وانت عراقي أصيل وأنت وطني لم ولن تشفع لكم إن وقعتم في أيادي شركاء الوطن من فلول البعث وهابي يكون مصيركم القتل والسحل وسلخ جلودكم وأنتم أحياء،

‏يقول الدكتور علي شريعتي :

لا يكتمل الظلم إلا بثلاثة أضلاع

،حاكم مستعد لظلم الرعية، نظام اقتصادي يسلب ما في جيوب الناس، غطاء من دين مزيف يدعو الناس للصبر على الظلم وانتظار نعيم الاخرة.

الناس وأعني أبناء الوسط والجنوب صبروا ١٨ سنة وهم عرضة المفخخات والقتل ولولاهم لما تم اقرار دستور وتشكيل حكومات، بل حتى ميزانية الدولة العراقية كانت من بترول البصرة والعمارة والناصرية والكوت منذ سقوط نظام صدام جرذ العوجة الهالك ولغاية عام ٢٠١٨، كان بترول كركوك والموصل وتكريت معطل بشكل نهائي لان المجاميع الإرهابية استهدفت انابيب نقل البترول ومصافي التكرير ومحطات توليد الكهرباء في المحافظات السنية وهذا الأمر ليس خافيا، بل بعد سقوط نظام صدام الهالك بشهر وعبر قناة الجزيرة اللواء المصري صلاح الدين إسماعيل قال على المقاومة الشريفة استهداف أنابيب نقل البترول ومصافي التكرير ومحطات توليد الكهرباء ومحطات تحلية المياه واستهداف التجمعات لخلق مشاكل الحكومات التي تشكل واستنزاف الواردات وخلق فوضى وانعدام الخدمات لكي تقوم الناس بمرور الزمن تغضب على ساسة العراق الجديد ويفقدون قواعدهم الشعبية؟ هذا الكلام قاله هذا المجرم في شهر أيار عام ٢٠٠٣ من خلال قناة الجزيرة برنامج بلا حدود الذي يقدمه الإخواني صديق ابن لادن أحمد منصور، انا شخصيا كتبت بيومها مناشدة الى ساسة احزابنا وقلت ان هناك مخطط لمعاقبة الشعب العراقي في حرمانهم من الكهرباء والمشتقات البترولية وطالبت في تطبيق نموذج دول الخليج كل محافظة يتم اقامة محطة توليد كهرباء خاصة بها مع معمل تكرير للبترول، لكن الذي حدث، هاجمني الدكتور اياد علاوي وقال مثل هذه المقترحات تهدد وحدة العراق، وللاسف تبعه ساسة شيعة كثيرون، النتيجة أول واحد سرق اموال الكهرباء هو ايهم السامرائي وزير كهرباء حكومة اياد علاوي، في الختام استعمال مصطلحات قوى الدولة واللادولة مجرد هراء وثرثرة، العراق يعاني صراع مذهبي وقومي منذ يوم ولادته عام ١٩٢١ المطلوب البحث عن نظام سياسي جامع لكل مكونات الشعب العراقي والكف عن الكذب والنفاق، رحم الله المفكر السوري صادق العظم قال عدم الاعتراف بوجود صراعات قومية ومذهبية يعني استمرار الصراع والمشاكل، أنا شخصيا عاهدت الله وعاهدت نفسي أن ابقى اقول كلمة الحق واعلم ان هناك ثمن باهض لم يقول كلمة الحق حيث يتعرض لحملات تشويهية في اسم الوطنيات وفي اسم الدين والمذهب، ويتم حرمان من يقول كلمة الحق من أبسط حقوقه، لذلك يقول الإمامُ عليٌّ (عَلَيهِ الّسَلامُ): أيُّها النّاسُ،اعلَموا أنّهُ ليسَ بعاقِلٍ مَنِ انزَعَجَ مِن قَولِ الزُّورِ فيهِ، ولابحَكيمٍ مَن رَضِيَ بثَناءِ الجاهِلِ علَيهِ. [تحف العقول ، ص. ٢٠٨].

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

28.4.2021

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here