واسط تضرب موعداً حاسماً مع الكهرباء لنيل حقوقها وتضع شروطاً أهمها إقالة حنتوش

واسط / جبار بچاي

تطورت التظاهرات المطالبة بتحسين وضع الكهرباء في محافظة واسط وامتدت الى الأقضية والنواحي بعد أن تظاهر المئات من مواطني قضائي النعمانية والعزيزية للمطالبة بتحسين وضع الكهرباء في القضائين المذكورين بعد أن تجاوزت ساعات القطع 16 ساعة يومياً، وأحتشد المئات من شباب النعمانية أمام مبنى القائمقامية للمطالبة برفع الحيف عن مدينتهم فيما كانت تظاهرات أهالي العزيزية أمام محطة التحويل في المدينة رافعين شعار ( كفى ظلماً ).

وأمهل المتظاهرون الحكومة المحلية مدة 24 ساعة لإيصال مطالبهم الى الجهات المعنية في وزارة الكهرباء لوضع الحلول والمعالجات السريعة، مهددين بخطوات تصعيدية دون أن يفصحوا عنها.

في مقابل ذلك أعلن وجهاء وشباب محافظ واسط عن التحشيد لتظاهرة كبرى لعموم أبناء المحافظة في الأول من الشهر المقبل تكون أمام محطة واسط الحرارية التي تنتج أكثر من 2500 ميغا واط للمطالبة بحصة المحافظة كاملة من الكهرباء.

وأكد شباب يحشدون للتظاهرة إصرارهم على المطالبة بـ ( 1000 ميغا واط ) هي حصة واسط الكاملة من الطاقة الكهربائية، وقالوا ” بخلاف ذلك فأنهم قد يضطروا لغلق المحطة إضافة الى القيام بعدة إجراءات ومطالب أهمها إقالة وزير الكهرباء ماجد حنتوش لفشله في إدارة ملف الكهرباء” حسب قولهم.

ويقول الناشط المدني مالك القريشي من قضاء النعمانية إن ” المئات من شباب القضاء تظاهروا الليلة الماضية أمام مبنى القائمقامية للمطالبة بإنصاف القضاء وحصوله على حصته الكاملة من الطاقة الكهربائية.”

وأضاف أن ” المطلب الأساس لهذه التظاهرة هو تحسين واقع الكهرباء ، وقد أمهلنا الحكومة المحلية 24 ساعة للبت في موضوع نقص الكهرباء وإيصال موقف الأهالي الى الجهات المعنية في وزارة الكهرباء على أمل إنصاف المدينة قبل أن يتم اللجوء الى خطوات تصعيدية أخرى.”

مشيراً الى أن” التظاهرات طالبت أيضاً بتحسين الواقع الخدمي في جميع الجوانب الخدمية لاسيما الخدمات البلدية وخدمات الماء والمجاري والصحة والتربية وغيرها من الخدمات التي نعتقد أنها منقوصة ولم تلبِ حاجة الناس في القضاء.”

وفي قضاء العزيزية أكد الأهالي أن تظاهراتهم تتعلق بنقص الكهرباء في المدينة ، مطالبين بزيادة حصتها وتقليل ساعات القطع التي تراوحت مابين 15 ــ 18 ساعة يومياً.

ويذكر علي عبد الرضا من أهالي العزيزية أن ” المدينة ومع كل فصل صيف تعيش وضعاً مأساوياً بسبب الكهرباء وقلة التجهيز مما أثر على حياة الناس بشكل كبير خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة.”

موضحاً أن ” المتظاهرين طالبوا من القائممقام أن يتولى نقل معاناة الأهالي وإيصالها الى إدارة المحافظة والى وزارة الكهرباء للنظر فيها والعمل على إنصاف المدينة بزيادة حصتها المجهزة حالياً والتي لا تسد سوى أقل من 30 بالمئة من احتياجها الفعلي.”

في مقابل ذلك يستعد المئات من وجهاء وشباب محافظ واسط الى القيام بتظاهرة كبيرة تكون أمام محطة واسط الحرارية في قضاء الزبيدية في الأول من الشهر المقبل .

وأطلق هؤلاء المحتجون هاشتاك ( ثورة واسط الكبرى ) والتي قالوا أنها “ستكون هذه المرة بلا خوف ولا تردد فكل شباب وشيوخ ووجهاء المحافظة من الكوت وجميع الأقضية والنواحي سيشاركون في التظاهرة المقبلة .”

وأصدر هؤلاء الشباب بياناً من عدة نقاط أكدوا فيه أن ” التجمع سيكون أمام محطة كهرباء الزبيدية لغلقها وإخراج الكادر العامل فيها بثورة شبابية غاضبة.” حسب ما جاء في بيان التحشيد للتظاهرة

وأضاف منظمو البيان ” لقد ملّلنا من المطالبة بالحقوق المسلوبة وسط صمت واضح من الحكومتين المحلية والمركزية على معاناتنا وسيكون يوم 1 / 5 / 2021 هو الإنذار الأخير من أهالي واسط للحكومتين المحلية والمركزية .”

وتابع ” في حال لم نجد من ينصف المحافظة بمنحها حقها من إنتاج المحطة سنلجأ لغلقها وإخراج الكادر العامل فيها ، فأهالي واسط يريدون حصتهم من الكهرباء إسوة بمحافظات البصرة و ذي قار وميسان .”

وأكد منظمو التظاهرة ” سيكون مطلبنا الأول منح واسط 1000 ميغاواط ولن نقبل بأقل من ذلك ، إضافة الى المطالبة بإقالة وزير الكهرباء ماجد حنتوش لفشله في إدارة ملف الكهرباء وإقالة مدير توزيع كهرباء المنطقة الوسطى والجنوبية لأنهما لا يتعاملان بعدالة مع واسط وأهلها..”

ودعوا نواب المحافظة التدخل وتسجيل موقف لمحافظتهم وأبنائها وبخلاف ذلك سيتم اتخاذ مواقف منهم.”

ووفق البيان التمهيدي الذي أعدوه للتظاهرة فأنهم دعوا إدارة المحطة أن ” تكون مستقلة وبيد أبناء واسط لأنها محطة واسط وتعمل من نفط واسط ولا تنتفع واسط منها بشيء، وهذا يزيد تمسكهم على أن تكون إدارتها من قبل أبناء محافظة واسط ، كما طالبوا بإعادة فتح ملفات الفساد في المحطة والتحقيق فيها بما فيها ملف التعيينات المشبوه والذي أثير لغط كبير بصدده .”

كذلك شدّدوا على ” إنهاء عمل جميع من يعمل بالمحطة من خارج المحافظة وترك القصة الكاذبة بأنهم اختصاصات نادرة، ففي واسط هناك طاقات وإبداعات واختصاصات فنية وهندسية قادرة على تشغيل وإدارة المحطة بشكل جيد وبكفاءة عالية.”

وتشهد محافظة واسط ومنذ مطلع شهر رمضان الحالي أزمة شديدة في تجهيز الكهرباء، ووصل معدل ساعات الانقطاع في أغلب مناطق المحافظة الى أكثر من 16 ساعة مقابل ثماني ساعات تجهيز خلال الـ 24 ساعة .

وطالب مواطنون بإنصاف المحافظة التي تنتج أكثر من 2500 ميغاواط من محطة واسط الحرارية بالحصول على حصة المحافظة كاملة، وهدّدوا باللجوء الى إجراءات قد تصل الى عزل المحطة إذا استمر التجهيز بهذه الطريقة التي وصوفوها بـ ” غير العادلة والمنصفة ”

وكان محافظ واسط قد تحدّث عن وجود تمايز واستثناءات في حصص المحافظات وعدم وجود عدالة في التوزيع، داعياً رئيس الوزراء للأشراف شخصياً على غرفة عمليات إدارة أزمة الكهرباء لتلافي المشاكل المتكررة في كل صيف والتي تقود الى عدم استقرار المحافظات.

وكان مواطنون واسطيون أكدوا في مرّات سابقة ، أن استمرار انقطاعات الكهرباء ووصولها لأكثر من عشر ساعات يومياً، يدل على زيف تعهدات الحكومة الاتحادية التي وعدت مراراً بتوفير الطاقة على مدى 24 ساعة، وفي حين عدوا أن عدم حصول المحافظة على احتياجاتها يشكل إجحافاً بحقها لاسيما أنها تضم أكبر محطة توليد في البلاد، وطالبوا وزارة الكهرباء بإضافة 15 بالمئة من إنتاج تلك المحطة لحصة المحافظة.

ووفق ما يراه مختصون فأن محافظة واسط تتعرض الى مظلومية واضحة وتدفع ثمناً باهظاً على المستوى الاقتصادي والبيئي جراء تأثيرات المخلفات البيئية الناتجة عن حرق الوقود في محطة واسط الحرارية والتي تمتد على مساحات واسعة من المناطق المحيطة بالمحطة مقابل قلة تجهيز الطاقة للمحافظة.

ويعاني العراق نقصاً في الطاقة الكهربائية منذ بداية سنة 1990، وازدادت ساعات تقنين التيار الكهربائي بعد العام 2003، في بغداد والمحافظات، بسبب قدم الكثير من المحطات بالإضافة إلى عمليات التخريب التي تعرضت لها المنشآت خلال السنوات الماضية، حيث ازدادت ساعات انقطاع الكهرباء عن المواطنين إلى نحو عشرين ساعة في اليوم الواحد.

يذكر أن وزارة الكهرباء قد بشرت العراقيين مطلع نيسان الحالي بشأن ساعات تجهيز الكهرباء خلال فصل الصيف وقالت إنها ستكون مرضية لا تقل عن 21 ساعة، بينما عزت قلة ساعات التجهيز في بعض المناطق الى التجاوزات على شبكات الطاقة من قبل المناطق الزراعية والعشوائيات.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here