العمال في عيدهم معاناتنا لا تنتهي
عامر عبود الشيخ علي
يحتفل عمال العراق بيومهم العالمي وهم محملون بمعانتهم بسبب توقف مصانعهم ومعاملهم وتوقف ضجيج اصوات ماكناتهم، وفي هذا اليوم الاول من ايار عيد العمال العالمي، بين عدد من العاملين في قطاعات مختلفة معانتهم واسباب عدم احتفالهم بيومهم العالمي.
السلع المستوردة توقف الانتاج المحلي
محمد عامل في محل لبيع الهواتف النقالة يقول “الهدف من عيد العمال هو للاحتفال بنضال الطبقة العاملة واستذكار مواقفها وبطولاتها وإعطاء قيمة للعامل، وهذا ما نفتقده كثيرا فكيف نحتفل بهذا اليوم ونحن نعيش في بلد نسب البطالة فيه عالية جدا وفرص العمل شحيحة تكاد تكون مفقودة، اضف الى ذلك السياسات الاقتصادية المتخبطة للحكومة والعمل على انهاء القطاعات الصناعية العامة والخاصة وتحويل الشعب العراقي الى شعب مستهلك غير منتج. مضيفا “كنت سابقا اعمل في معمل تابع للقطاع الخاص لانتاج المبردات الا ان اغراق السوق بالمبردات المستوردة والرديئة ادى الى توقف الانتاج وخسارة المعمل، فقام صاحب المعمل باغلاقه وتسريح عدد من العمال والابقاء على عدد قليل جدا لانه حول المعمل الى مخزن لاستيراد المبردات الايرانية.
النقابات والاتحادات العمالية
وبشأن اختفاء دور النقابات العمالية المستقلة، أوضح العامل ابو وجدان “بعد التغيير عام 2003 تشكل عدد كبير من النقابات العمالية وكنا نأمل خيرا بان التعددية في العمل النقابي ستعطي مساحة كبيرة للعمال بالمطالبة بحقوقهم والسعي الحقيقي من قبل قيادات تلك النقابات في الضغط على الحكومات لاعادة معامل ومصانع القطاع العام وتاهيل ودعم القطاع الخاص واجبار الحكومة لتشريع قوانين ضامنة للطبقة العاملة، ولكن اغلب هذه القيادات التي تدعي الاستقلالية في العمل، هي في الحقيقة مرتبطة باحزاب وكتل ولا تمثل الطبقة العاملة، وهذا السبب ادى الى ضعف الحركة العمالية وتشتتها. مبينا “لا قوة عمالية دون توحيد تلك النقابات ووضع برنامج لعملها بعيدا عن الانتماءات الحزبية والتشظي من اجل المصالح الضيقة.
الاول من ايار يوم مميز
يعتبر العامل احمد رشيد الاول من ايار عيد العمال العالمي يوما مميزا له اذ يقول “ان هذا اليوم هو يوم مميز لي، الا اني حين ارى المسيرة العمالية التي ينظمها الحزب الشيوعي العراقي وهي تمر من امام مكان عملي في شارع السعدون كل عام، افرح بشدة واتمنى ان أكون مع المسيرة، ولكن لا استطيع ترك العمل خوفا من فقدانه واكتفي بالوقوف بباب المحل والتصفيق والتلويح للعمال المحتفلين بهذا اليوم. وامنيتي ان تمنح للعامل حقوقه في الضمان الاجتماعي والصحي وان يكون للعامل في القطاع الخاص راتبا تقاعديا كما هو الحال مع موظفي الدولة لضمان جزء يسير جدا من مستقبل ابنائنا.
لا نريد وعود بل نريد افعال
اغلب عمال العالم حققوا ولو الحد الادنى من حقوقهم الا العامل العراقي وخاصة بعد عام 2003 فهو في تراجع مستمر، حيث لا فرص عمل وبطالة مستشرية وقطاع عام معطل وقطاع خاص غير مؤهل وغير كافي للعمل به هذا ما بينه عامل البناء يحيى قادر ابو سلام وهو ينتظر فرصة عمل في موقف العمال (المسطر)، قائلا “في الاعوام السابقة كنت اعمل في معمل لانتاج الادوات المنزلية البلاستيكية، ولكن فوضى الاستيراد ورخص اسعارها بسبب عدم وجود رقابة حكومية والحدود المنفلتة، تسبب بغلق المعمل وتوقف انتاجه وتسريح كل العمال وانا من ضمنهم واصبحت عاطل عن العمل، واقف كل يوم في المسطر لاعمل في البناء.
مشيرا “نحن نريد ان نعيش حياة كريمة ولا نريد وعود من قبل الحكومة وشعارات ومزايدات بتوفير فرص العمل وتشغيل المعامل وقوانين تنصف الطبقة العاملة، وفي الحقيقة انها مجرد وعود لم يتحقق منها شيئا، ولهذا من الصعب ان احتفل بعيد العمال واعداد البطالة في ارتفاع مستمر والمعامل الحكومية والاهلية متوقفة ولا انتاج وطني بل كل السلع والمنتجات هي مستوردة.
Read our Privacy Policy by clicking here