أول دفعة من نزلاء الهول ستصل إلى جنوب الموصل وشكوك بجنسية العائدين

بغداد/ تميم الحسن

يشق هدوء بلدة في جنوب الموصل انباء اقتراب وصول اول دفعة لعوائل داعش من أخطر بقعة في العالم، اذ يتوقع حدوث اعمال عنف ضد الضيوف غير المرحب بهم.

وتخطط الحكومة لنقل أكثر من 30 الف شخص من مخيم الهول السوري “سيئ الصيت”، وسط انباء عن وجود “صفقة سرية” لتخليص العالم من بقايا التنظيم عبر دفعهم الى العراق.

واختارت بغداد جنوب الموصل بين 4 مواقع مقترحة ليكون مركزا للعائدين من المخيم الذي تدور حوله قصص مرعبة، في وقت لا يوجد فيه تأكيد بان النزلاء الجدد سيكونون عراقيين فعلا. واعلنت الحكومة الشهر الماضي، تمكن وزارة الهجرة من اغلاق 90 بالمئة من مخيمات النازحين وتأمين العودة الطوعية لآلاف الاسر النازحة.

لكن المشكلة مازالت قائمة في وجود نحو 30 الف آخرين في الداخل يصنفون ضمن عوائل “داعش”، ترفض مجتمعاتهم الاصلية استقبالهم.

ورغم انه لا حلول واقعية مطروحة حتى الآن لازمة النازحين العالقين في الداخل، تقترب بغداد من ادخال اول دفعة من نازحي الخارج الى بلدة القيارة في جنوب الموصل حيث يسود قلق كبير هناك.

ضغوط دولية

ولا تعرف تحديدا الاسباب التي تدفع العراق الى نقل هذه العوائل، لكن هناك تسريبات عن “ضغوط دولية” لتقوم بغداد باستقبال هذه الفئات.

ويعود نزلاء “الهول” الى 57 جنسية ويبلغون نحو 70 ألف شخص، نصفهم من العراقيين، لكنها ارقام ليست دقيقة بحسب مسؤولين.

ويقول مختار الموسوي وهو نائب عن نينوى لـ(المدى) ان “العراق ليس لديه اي التزام دولي باعادة نازحي الهول، لكن لا نستبعد وجود صفقة سرية”.

لم يعط الموسوي تفاصيل اوضح عن الصفقة المزعومة، لكنه يقول ان “سوريا منطقة نزاع كبيرة بين تركيا وامريكا” والصفقات امر وارد في مثل تلك الاجواء.

وفي 2019، تسربت معلومات عن تسلم العراق نحو 1000 معتقل من 48 جنسية، كانوا تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” المدعومة من واشنطن.

وهؤلاء السجناء يفترض انه تمت محاكمة 900 منهم داخل العراق، بحسب وسائل اعلام غربية، لكن العراق اعترف فقط بمحاكمة 11 فرنسي، 10 منهم نالوا حكم الاعدام.

وكان الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب، دعا بريطانيا وألمانيا وفرنسا الى استعادة أكثر من 800 مقاتل في تنظيم داعش اعتقلوا في سوريا لمحاكمتهم.

ولمحت فرنسا والمانيا في ذلك الوقت، الى انها غير مستعدة الان لاستقبال هؤلاء، وقالت ان العراق يبدي اهتماماً بمحاكمتهم.

وقالت قوات سوريا الديمقراطية قبل انتهاء المعارك في شرقي سوريا، ان المعتقلين لديها هم من الجنسيات الأمريكية والفرنسية والبريطانية والبلجيكية والشيشانية ومن دول الاتحاد الروسي والمئات من جنسيات عربية وبينهم مزدوجي الجنسية.

واشارت الى ان البعض منهم مطلوبين دوليين لانهم نفذوا عمليات مسلحة خارج سوريا.

دور الفصائل

ويقع مخيم الهول على بعد كيلومترات معدودة من الحدود الغربية للعراق، وهو ربما مايدفع بغداد الى نقل الجزء الاكبر منهم خوفا من تسللهم.

وتعلن القيادة العسكرية بشكل دائم عن اعتقال متسللين يعتقد انهم قادمين من “الهول”، كما تلعب بعض الفصائل المسيطرة على الحدود دورا بعمليات النقل.

وبحسب مصادر (المدى) في الانبار فان “بعض الفصائل تنقل نزلاء من الهول باسعار تترواح بين 1000 الى 3000 دولار للشخص الواحد بحسب ترتيبه في تنظيم داعش”.

وتخشى بغداد ودول العالم ايضا، بحسب المصادر، ان تنفلت الاوضاع في شرقي سوريا ويتسرب سكان المخيم، حينها سيكون العراق اقرب وجهة الى الهاربين.

وتنقل تقارير مصورة قصص مخيفة عن نزلاء الهول، وتمسكهم بتعليمات “داعش”. وبحسب بعض المعلومات فان المخيم مازالت فيه محكمة شرعية.

ويشير النائب عن نينوى مختار الموسوي الى انه “لا دليل على ان الذين سيتم نقلهم الى العراق هم عراقيون، وان كانوا عراقيين بعض النساء تزوجن اجانب او العكس”.

وبحسب التقديرات ان اعداد اللاجئين، الذين تنوي الحكومة نقلهم من المخيم الى داخل البلاد، هم “31400 نازح”، 80 الى 90% من النساء، بينهم 23% تحت عمر 12 عاما، و12% تحت سن الخامسة.

لماذا الجدعة؟

واختارت وزارة الهجرة مخيم الجدعة في القيارة، جنوب الموصل، ليكون مركزا لاستقبال اول دفعات والتي يتوقع ان يكون عددهم نحو 2000 فرد.

ويقول صالح الجبوري، مدير ناحية القيارة لـ(المدى) ان “سكان القيارة يرفضون بشكل قاطع دخول هذه المجاميع”، مشيرا الى ان اهالي المنطقة مسالمون لكن هناك مخاوف من اعمال عنف ضد القادمين.

ومازالت الجدعة تضم 2300 عائلة، يقول عنهم مدير الناحية ان “95% منهم عوائل داعش والعشائر ترفض عودتهم”.

ويؤكد الجبوري ان “الجدعة هادئة امنيا ونخشى ان يتسبب العائدون بارباك الامن في المنطقة”.

وكان من المفترض ان يكتمل نقل سكان الهول في آذار 2020، لكن اعتراض نواب نينوى حينها اوقف عملية النقل.

واختير وقتذاك مخيم في زمار القريبة من سنجار، شمال الموصل، التي مازالت تعيش اوضاعاً مرتبكة، ووضع فيه 4 آلاف خيمة.

ويتابع مدير ناحية القيارة ان “وزارة الهجرة كان امامها مخيم زمام، ومخيم آخر شمال الموصل، وثالث قرب الحدود مع سوريا، والرابع هو القيارة”.

ووقع الاختيار على القيارة، لأنها “مدينة آمنة وفيها مخيمات جاهزة وخدمات”، بحسب ما يقوله الجبوري.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here